تناقلت وسائل الإعلام نهاية الأسبوع الأخير، تفاصيل العقد الضخم الذي أبرمه نادي الأهلي المصري، وشركة الخطوط الجوية القطرية.
عقد ببنود كبيرة ومهمة، تعكس بحق سخاء المؤسسة القطرية، وقيمة نادي القرن الإفريقي، سيضمن عائدات مالية مهمة تمتد لثلاث سنوات، منح وحوافز وامتيازات، تسيل لعاب أبرز الأندية على الصعيد الأوروبي، فبالأحرى الأندية العربية والإفريقية والمغربية بالتحديد…
سبق لشركة الطيران هاته، أن أبرمت عقود استشهار مهمة، مع أندية عربية أخرى، من بينها الأهلي السعودي والنادي الإفريقي التونسي، دون الحديث عن مساهماتها بالعديد من الأنواع الرياضية والتظاهرات الكبرى، لكن ما يهمنا الآن هو الحديث عن العقود التي تربطها بأندية عربية، وهذا صلب الموضوع الذي نحن بصدده.
وإذا كانت قيمة الأهلي لا تقارن، فإن المقارنة يمكن أن تكون صحيحة عندما نخص بالذكر ناديا تونسيا، ألا وهو النادي الإفريقي، هذا الأخير الغائب عن منصات التتويج خلال السنوات الأخيرة، ومع ذلك يتمكن من إبراز صفقات مهمة، تقوي مداخيله، وهذا المعطي يقودنا مباشرة للحديث عن أنديتنا الحاضرة قاريا، والغائبة على مستوى سوق الاستشهار المربح، والاستثمار الناجح.
فالوداد والرجاء لعبا مونديال الأندية، وفازا بالسوبر الإفريقي، ولهما باع طويل في المنافسات عربيا وقاريا، ومع ذلك تعجز إدارتيهما عن تسويق صورتهما، والاستفادة من عقود استشهار، توازي قيمتهما وتاريخهما وقاعدتهما الجماهيرية…
عجز فادح لكل الإدارات التي تعاقبت على تسييرهما، افتقاد للقدرة على توسيع الأفق واتخاذ خطوات جريئة، وذلك بوضع صورة الناديين المرجعيين في مكانة تليق بهما، واستثمار كل هذه القيمة على نحو أفضل، عوض انتظار فتات ما تجود بها عقود صغيرة، تلعب فيها العلاقات الخاصة دورا أساسيا.
ضعف يدين أغلب المسيرين الذين تعاقبوا، أو ممن يسيرون الناديين حاليا، فعيب صراحة أن يتم إظهار عجز في مجال مفتوح على المستقبل، مجال خصب قطعت فيه أغلب التنظيمات الرياضية على أكثر من صعيد، خطوات عملاقة، بينما تنتظر أنديتنا منح المجلس البلدي، ومجلس المدينة ومنحة النقل التلفزي الهزيلة، وعائدات بيع أبرز اللاعبين، دون أن ننسى بطبيعة الحال مداخيل الجمهور التي تبقى أكبر مورد سنوي…
وهنا لابد من وضع الموضوع في إطاره الصحيح، فبالإضافة إلى قيمة التسويق وتخصيص فريق عمل متخصص، ومنحه الإمكانيات ووسائل العمل الضرورية، فهناك أسس لا يمكن تجاوزها، إذا كانت هناك إرادة حقيقية للتطوير.
فأي مؤسسة وأي مستثمر، ينظر أولا إلى صورة النادي وهيكلته الإدارية والمالية، وطرق تواصله وحضوره على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، وقاعدته الجماهيرية، وأيضا حماية هويته البصرية، دون أن ننسى الحكامة في التسيير والتدبير…
كل هذه الأسس تعتبر ضرورية وأساسية، تمكن المرور نحو مرحلة الاستثمار الناجح، وأهمية الاستفادة من عائدات سوق الإشهار الذي يعد ركيزة أساسية في تمويل كبار الأندية العالمية، وأندية عربية استطاعت أن تأخذ نصيبها من عائدات هذا السوق.
للإشارة، فتركيزنا على فريقي الوداد والرجاء البيضاويين بالذات، يعود إلى تاريخهما وقاعدتهما الجماهيرية، وإمكانياتهما المهمة التي لا تقارن، وهي مميزات تصطدم للأسف بضيق أفق أغلب الإدارات التي تعاقبت على التسيير…
فمتى تصل أنديتنا للمستوى الذي يؤهلها لكسب حصتها من سوق الاستشهار والاستثمار ؟…
>محمد الروحلي