أين هو زياش الآن؟…

يعد الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم من أقوى الدوريات على الصعيد الدولي، إذ أصبح في المقدمة بالبطولات الخمس الكبرى بالقارة الأوروبية، متجاوزا الدوري الاسباني الذي كان بمركز الريادة خلال السنوات الأخيرة.

وبالقدر الذي تراجعت فيه “لاليغا” الاسبانية، خاصة بعد رحيل نجوم كبار  يأتي في المقدمة كما هو معروف كريستيانو رونالدو،  ولونيل ميسي، بالقدر الذي تمكن فيه الدوري الانجليزي من استقطاب كبار النجوم، وأقوى المؤسسات الاستثمارية على الصعيد الدولي، وكان آخرها صندوق الاستثمار السعودي، الذي استحوذ على النسبة الأكثر بنادي نيوكاستل يونايتد العريق.

هذا الاستثمار المالي المهم، انضاف إلى رؤوس أموال خليجية ضخمة، سبق أن استحوذت على أندية انجليزية ذات شعبية كبيرة، وهذا ما يعطي لهذا الدوري قيمة كبيرة على الصعيد الدولي.

وطبيعي أن تسعى كل دول العالم من أجل الاستفادة من كل هذا الإشعاع الإعلامي الكبير  الذي يتمتع به “البريمير ليغ”، خاصة على مستوى تواجد لاعبين يبدعون فوق عشب الملاعب، والتركيز على جنسياتهم  ولحظة انضمامهم لمنتخبات بلدانهم.

وعندما انظم حكيم زياش لنادي تشليسي، اعتقدنا أن كرة القدم المغربية ستكسب نصيبها من هذا الإشعاع، خاصة  أن لاعبنا يعد من الركائز الأساسية لأسود الأطلس، لديه من الإمكانيات التقنية الفردية، ما يؤهله للبروز إلى جانب مجموعة من النجوم الكبار ، كما هو الحال بالنسبة للاعبين ينتمون لدول ومنتخبات بنفس مستوى المنتخب المغربي، كما هو الحال بالنسبة للمصري محمد صلاح، والجزائري رياض محرز، والسنغالي صاديو ماني وغيرهم..

كل هذا الأسماء وغيرها تبرز بقوة داخل أنديتها، بل تتمسك بالدفاع عن مكانتها، وعندما توجه الدعوة للانضمام لمنتخباتها، تقاتل من أجل القميص الوطني، بل يتحملون كل المصاعب والمتاعب، وحتى الخصاص، من أجل قيادة زملائهم لتحقيق نتائج تنتظرها جماهير بلدانهم.

إلا أن العكس هو الذي حصل تماما بالنسبة لاعبنا الدولي، فزياش لم يتمكن من فرض مكانته ضمن التشكيلة الرسمية لتشيلسي، كما دخل في خلافات مع المدرب الألماني توماس توخيل، وفي أغلب مباريات الموسم، يبقى إما بكرسي الاحتياط، أو غير مستدعى بالمرة ضمن قائمة المباريات.

ليس هذا فقط، فالنجم زياش فقد مكانته حتى داخل الفريق الوطني المغربى لكرة القدم، حيث تم التخلي عنه، بعد أن ضاق الجميع درعا بسلوكاته غير رياضية، والمزاجية الغريبة التي بدأ يظهرها تدريجيا في كل مرة توجه له الدعوة،  وعدم إظهار أية جدية في الدفاع عن القميص الوطني.

وخلال المواعيد الكبرى التي تنتظره أسود الأطلس، كنهائي مونديال روسيا سنة 2018، وكأس إفريقيا للأمم بمصر سنة 2019 ، لم يظهر  زياش أي مردود إيجابي، لم يتمكن من قيادة الأسود لتحقيق انتصارات، بل كان لاعبا جد عادي، والأكثر من ذلك تفضل بتضييع ضربة جزاء حاسمة ضد منتخب بنين، مما ساهم في الإقصاء القاسي خلال الدور الثاني لكأس الأمم الأفريقية.

غريب صراحة أن لاعبا بهذا السلوك غير المتوازن، وبهذا المستوى الباهت، وبهذه المزاج المتقلب، لا يظهر أية غيرة أو حسرة بعد أي إخفاق، بل يتعامل ببرودة مستفزة، لا يسعى نهائيا للعب دور القائد داخل مجموعة تنتظره الكثير، ورغم التعامل التفضيلي الذي يحظى به من طرف إدارة الجامعة، فإنه لا يتعامل بالمقابل بالايجابية المطلوبة، خدمة لفريق وطني يمثل شعبا بكامله.

فهل ننتظر تحسنا في سلوك هذا اللاعب الذي كثيرا من افتخرنا به، وقدرنا عاليا رفضه الانضمام للمنتخب الهولندي، واتخاذ قرار شجاع من أجل الدفاع عن القميص الوطني المغربي، إلا أنه أظهر مؤخرا سلوكات غير مقبولة تماما، نتمنى صادقين أن يصلح الأخطاء التي سقط فيها، سواء داخل ناديه تشيلسي أو المنتخب المغربي، وإن يستعيد مكانته الخاصة كلاعب متميز قادر على تحقيق أفضل.

محمد الروحلي

الوسوم , , ,

Related posts

Top