أي هيكلة تقنية جديدة للرجاء؟

أقدمت إدارة نادي الرجاء البيضاوي لكرة القدم مؤخرا، على تعيين الإطار الوطني عزيز العامري، مستشارا مكلفا بالشؤون التقنية.
ويأتي تعيين العامري، في وقت يعيش الرجاء فراغا على مستوى التدبير التقني، بعد التخلي من جانب واحد عن خدمات المدرب البلجيكي مارك فيلموتس.
فلم يعد مفاجئا أن يسقط ناد بحمولة تاريخية كبيرة، في حالات فراغ مهول، إذ تعددت أوجه هذا الإشكال المزمن، لتعطينا في النهاية نفس النتائج، انطلاقا من سوء الاختيار، مرورا بحالات ارتباك، وما يترتب عن ذلك من إخفاقات، وصولا إلى طلاق يتحول بالضرورة إلى نزاعات مطروحة وطنيا ودوليا، بأرقام لا تنتهي، مع ما يترتب عن ذلك من سوء نتائج وإهدار للوقت والمال.
إلا أن الرجاء ليس حالة استثناء وحيدة على الساحة الوطنية، فالأغلبية الساحقة تعيش نفس الوضع أو أكثر، فهناك نماذج صارخة لحالات التسيب والفوضى التي يعرفها المجال التقني، وهنا يمكن أن نستحضر مثالا لرئيس فريق بالقسم الأول للبطولة الاحترافية، يشرف شخصيا على تدريب فريقه، يقرر في الانتدابات، مع تكليف شخص مغمور بمهمات محدودة تتلخص في الوقوف بكرسي الاحتياط، وتقديم نفسه كمدرب بورقة المباراة، والإدلاء بعد نهاية المباريات بتصريحات لوسائل الإعلام، شريطة أن تكون هذه التصريحات غارقة في العموميات، مع السماح بين الفينة والأخرى، بمهاجمة الحكام أو البرمجة، عندما يريد الرئيس تمرير خطابات أو مواقف معينة.
للأسف فكل مسؤول وجد نفسه على رأس ناد من الأندية، يعتقد أنه مالك للحقيقة، يشرع وينفذ، في المالي والتقني والتنظيمي، بل هناك من الرؤساء من يشرف حتى على التوزيع الأسبوعي للأقمصة والمعدات الرياضية.
فالرجاء الذي كان سباقا إلى الهيكلة الإدارية منذ عقدين، سقط في ظل تراجع مهول، بفعل تخريب بنيته الإدارية والتقنية، بسبب أخطاء فادحة لمسؤول سابق تحمل المسؤولية قيادة ناد كبير، وهو فاقد للبوصلة، مع ما ترتب عن ذلك من تأثير سلبي فادح، أعاد النادي سنوات للوراء.
تشير المعطيات حاليا إلى أن هناك رغبة أكيدة، ومحاولات جدية تبذل، من أجل إعادة الهيكلة على أسس سليمة، وما تعيين العامري إلا خطوة في هذا الاتجاه، خطوة من المفروض أن تعقبها خطوات عملية وجدية، تقطع مع عهد القفز على الاختصاصات والتسيب والفوضى.
فهل هي بداية الهيكلة الحقيقية؟ أم مجرد محاولة لامتصاص الغضب؟ وربح للوقت؟
الإجابة على مثل هذا السؤال الجوهري، تتطلب عدم التسرع، في انتظار الإعلان عن تفاصيل المشروع، وحجم الهيكلة التقنية، وطريقة تحديد التخصصات وكيفية اختيار الأشخاص، شريطة أن يكون هذا المشروع مقرونا بمدة زمنية معقولة…

محمد الروحلي

Related posts

Top