يعد بحق علما من أعلام الجهاد ببلادنا، ورمزا من رموز الكفاح الوطني، كان بطل معركـة الهري المجيدة التي خاض غمارها المقاومون الأشاوس في13 نونبر من سنة 1914، وسجلوا خلالها انتصارات باهرة على الجيوش الغازية التي تكبدت خسائر فادحة في العدة والعتاد والجنود. وخاض معارك طاحنة بزمور وزعير، منها على سبيل المثال، معركة تافودايت في أبريل 1912 ببلاد زمور، ومعركـة أكوراي ببـلاد كـروان جنـوب مكنـاس فـي مـاي من نفـس السنة، ومعركة الزحيلكة بتراب زعير، ومعركة إيفران بسيدي عبد السلام، بتراب بني مطير في يونيو 1912، ومعركة وارغوس سنة 1913 بناحية وادي زم.
خلد الشعب المغربي ومعه أسرة المقاومة وجيش التحرير وساكنة مدينة خنيفرة يوم الجمعة 26 مارس 2021 الذكرى المائوية لاستشهاد أحد أبطال المقاومة والتحرير، الذي يسجل له التاريخ بمداد الفخر والاعتزاز مواقفه البطولية وصموده الكبير في وجه القوات العسكرية الأجنبية الغازية، المدججة بترسانة من الآليات العسكرية والأسلحة الحربية الفتاكة.
إنه الشهيد موحى أوحمو الزياني، بطل معركـة الهري المجيدة التي خاض غمارها المقاومون الأشاوس في13 نونبر من سنة 1914، وسجلوا خلالها انتصارات باهرة على الجيوش الغازية التي تكبدت خسائر فادحة في العدة والعتاد والجنود.
والشهيد موحى أوحمو الزياني يعد بحق علما من أعلام الجهاد ببلادنا، ورمزا من رموز الكفاح الوطني، نستحضر بإحياء ذكرى استشهاده ملاحم البطولة وتضحيات شهداء الكفاح الوطني في سبيل الحرية والاستقلال والوحدة الترابية، تجسيدا لقيم الوفاء لأرواحهم الطاهرة، وإشادة بأعمالهم الجليلة ونضالاتهم المريرة والمستميتة من أجل عزة الوطن وكرامته، والدفاع عن مقدساته الدينية وثوابته الوطنية، ومقوماته التاريخية والحضارية.
ففي يوم السابع والعشرين من شهر مارس سنة 1921، استشهد الوطني الغيور والمجاهد الجسور موحى أوحمو الزياني الذي هب منذ تنامي الأطماع الاستعمارية على بلادنا، إلى تحفيز وتعبئة الفلاحين وساكنة أعالي نهر أم الربيع حتى السهول الأطلسية، ويمم سنة 1908 صوب بلاد الشاوية لمؤازرة قبائلها والتصدي لجيش الاحتلال الفرنسي، ومن الشاوية إلى سهول سايس، وخاض معارك طاحنة بزمور وزعير، منها على سبيل المثال، معركة تافودايت في أبريل 1912 ببلاد زمور، ومعركـة أكوراي ببـلاد كـروان جنـوب مكنـاس فـي مـاي من نفـس السنة، ومعركة الزحيلكة بتراب زعير، ومعركة إيفران بسيدي عبد السلام، بتراب بني مطير في يونيو 1912، ومعركة وارغوس سنة 1913 بناحية وادي زم.
لقد تمكن البطل موحى أوحمـو الزياني من استقطاب وحشد طلائع المجاهدين المناهضين للتدخل الأجنبي، والذين هلوا ووفدوا من كل المناطق المجاورة لقبائل زيان لتعزيز صفوف المقاومة بروح يغمرها الحماس الديني والوطني وتحركها قيم وخصال الشجاعة والشهامة والإباء والغيرة الوطنية وروح التضحية والمسؤولية.
وتجلت مقاومة البطل موحى أوحمـو الزياني بقوة غداة محاولات المستعمر بسط سيطرته على خنيفرة سنة 1914 حيث وقف بصمود منقطع النظير في مواجهته والتصدي لمخططاته، فخاض غمار معارك بطولية ضارية تحتفظ ذاكرة التاريخ وذاكرة هذه الربوع الأبية من الوطن بأمجادها وروائعها.
إن أكبـر انتصـار حققــه البطل موحـى أوحمـو الزيانـي، هو الانتصـار الذي انتزعـه فـي معركـة الهـري الخالـدة فـي 13 نونبر1914 ، هذه المعركة التي كان لها صدى عميق، ليس فقط في المغرب، بل كذلك في فرنسا. وبالرغم من التعتيم الإعلامي، فقد استطاع أن يحطم جيش الكولونيل “لافيردور” تحطيما كاملا، وأن يحوله إلى جثث من القتلى وأجسام من الجرحى، انتشرت على أرض قرية الهري الصغيرة، وأن يغنم كميات من المدافع والرشاشات، وعددا كبيرا من البنادق وقطع الأسلحة.
وقد حاولت إدارة الإقامة العامة للحماية الفرنسية استمالته بشتى الإغراءات، لكن لم يفلح أي وسيط أو مبعوث في إقناعه، وكان جوابه دائما حسب ما وثقته المصادر: “لن أرى مسيحيا إلا من خلال فوهة بندقيتي وأصبعي على زناد الرمي”.
ذلكم صانع أمجاد وبطولات معركة الهري الخالدة التي خاضها أبناء هذه الربوع المجاهدة من الأطلس المتوسط وما تلاها من أحداث ومعارك نضالية حاسمة في مواجهة الاحتلال الأجنبي، أبلى فيها الشهيد موحى أوحمو الزياني البلاء الحسن، مناضلا صامدا وشامخا في سهول خنيفرة وفوق ضفاف نهر أم الربيع إلى أن التحق بالرفيق الأعلى شهيدا وأسلم الروح إلى باريها راضيا مرضيا في معركـة أزلاك نتزمورت بجبل تاوجكالت يوم 27 مارس 1921، مسجلا أروع صور الإيمان القوي والتشبث المستميت بمقدسات الوطن وثوابته ومقوماته، ليظل مغربنا شامخا مرفوع الرأس وعالي الشأن ومهاب الجانب.
وإن أسرة المقاومة وجيش التحرير، إذ تخلـد الذكرى المائوية لاستشهاد البطل موحى أوحمو الزياني، في أجواء من الحماس الوطني والتعبئة الشاملة، لتؤكد على واجب الوفاء بالذاكرة التاريخية الوطنية وبرموزها وأعلامها وأبطالها الغر الميامين. وهي في ذات الوقت، تحرص على إيصال الرسائل البليغة والإشارات القوية وإشاعة رصيد القيم الروحية والوطنية والمثل العليا ومكارم الأخلاق في أوساط وصفوف الشباب والناشئة والأجيال الجديدة والقادمة لتتشبع من ينابيعها، ما به تتقوى فيها الروح الوطنية وحب الوطن والاعتزاز بالانتماء الوطني لمواصلة مسيرات الحاضر والمستقبل تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس لبناء وإعلاء صروح المغرب الجديد، مغرب الحداثة والديمقراطية والتنمية الشاملة والمستدامة والدامجة والتضامن والتكافل الاجتماعي.
والمناسبة سانحة لأسرة المقاومة وجيش التحرير لتعبر عن اعتزازها الكبير وثقتها الموصولة في القيادة الحكيمة والمتبصرة والمقدامة لجلالته، وما أثمرت من إنجازات تاريخية وتحولات إستراتيجية تشهدها قضيتنا الوطنية الأولى، قضية الوحدة الترابية المقدسة، أسفرت عن إعلان القرار التاريخي للولايات المتحدة الأمريكية بالاعتراف بالسيادة التامة والكاملة للمملكة المغربية على صحرائها، والذي يُشكل لحظة حاسمة ومفصلية في مسار النزاع الإقليمي المُفتعل والذي يسعى خصوم وحدتنا الترابية إلى تأبيده ضدا على الحقائق التاريخية التي تشهد على أن الصحراء كانت مغربية وستظل مغربية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وبهذه المناسبة المجيدة، وجريا على التقليد الموصول خصصت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير إعانات مالية ومساعدات اجتماعية للمنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير، خاصة الأسر الأكثر احتياجا في الظروف الاستثنائية التي تجتازها بلادنا مع وباء كورونا كوفيد 19 حرصا منها على تحسين أوضاعهم المادية والاجتماعية والصحية والمعيشية.
وفي إطار التعريف بتاريخ قبائل زيان المجاهدة والقبائل المجاورة لها، وإبراز دورها الريادي في ملحمة الاستقلال الخالدة وتماشيا مع التعليمات المولوية السامية الداعية إلى الاعتزاز بأمجادنا وذكرياتنا الوطنية الخالدة والى استحضار تضحيات شهدائنا الأبرار، شهداء الحرية والاستقلال والوحدة الترابية لاستلهام دلالات كفاحهم وجهادهم وإلى التذكير بتضحياتهم الجسام في سبيل إعلاء راية الوطن وإذكاء الروح الوطنية الخالصة وتوطيد دعائم ارتقائه الموصول على درب الحداثة والديمقراطية والنهضة الشاملة والمستدامة، أعدت النيابة الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بخنيفرة وفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بمريرت برنامج أنشطة فكرية وثقافية، تؤثثه محاضرات وعروض ستلقى بتقنية التواصل الرقمي عن بعد في سياق الاجتهاد العلمي والمجهود التواصلي مع رصيد الذاكرة التاريخية الوطنية والمحلية، والمساهمة في إغناء وإثراء الرصيد التوثيقي التراكمي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، والانخراط في الورش الوطني الكبير لإعادة كتابة وتدوين التاريخ الوطني عامة وتاريخ الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير على وجه الخصوص.
وتوج فعاليات هذا البرنامج الاحتفالي التكريمي التواصلي بتنظيم ندوة فكرية موسومة بـ: “حفريات في معركة لهري ودورها في تأسيس فعل المقاومة بالأطلس المتوسط”، يشارك في تنشيط فقراتها نخبة من الأساتذة والباحثين والدارسين والمهتمين بتاريخ الحركة الوطنية والمقاومة والتحرير، استهلت بكلمة المناسبة التي القاها مصطفى الكتيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وتم بثها على الصفحة الرسمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير على موقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك)، والصفحة الرسمية للنيابة الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بخنيفرة.