إسدال الستار على الدورة 26 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء

أسدل الستار مساء أمس على فعاليات الدورة السادسة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء الذي تسهر على تنظيمه وزارة الثقافة والشباب، فعلى مدى عشرة أيام كان فضاء المعرض يموج بالحركة: حفلات توقيع الإصدارات الجديدة، حفلات تكريم الأدباء الأحياء منهم والراحلون على حد سواء، ندوات فكرية وأدبية، يوم مهني حول قضايا النشر، قراءات شعرية وقصصية، توزيع جوائز خاصة بمسابقات القراءة والإبداع، ورشات تربوية خاصة بالأطفال.. إلى غير ذلك من الأنشطة الكثيفة التي يضيق بها عمر المعرض القصير.
كان ضيف الشرف هذه الدورة دولة موريتانيا، حيث خصصت لهذا الغرض ندوات ولقاءات تساهم في التعريف بالواقع الراهن للثقافة والإبداع في هذا البلد الشقيق.
لقد شمل البرنامج الثقافي الذي سطرته وزارة الثقافة بمناسبة هذه الدورة مختلف فروع المعرفة والفكر والإبداع، استدعيت لتنشيطه نخبة من الأسماء النشيطة، من داخل المغرب وخارجه، كما جرت العادة بذلك، مع الحرص هذه المرة على أن يعكس حضور المشاركين المغاربة مختلف جهات المملكة، وكذا مختلف الفئات العمرية والاتجاهات الفكرية والإبداعية. الشيء الذي كان له إسهام في إغناء رصيد الأنشطة الثقافية وبالتالي تفادي الوقوع في تكرار الأسماء نفسها بشكل ممل.
عرفت هذه الدورة مشاركة أزيد من 700 عارض من مختلف قارات العالم، كما بلغت العناوين المعروضة ما يناهز مائة ألف عنوان، وحوالي 3 ملايين نسخة. وساهم في البرنامج الثقافي الذي سطرته الوزارة بتعاون مع عدة مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني، حوالي أكثر من 300 متدخل.
كما أن الفضاء الخاص بالطفل كان حافلا بالأنشطة، حيث تمت برمجة حوالي 70 نشاطا، ساهم في تأطيره نخبة من الفنانين والمربين يناهز عددهم السبعين. وعلى ذكر الطفولة، فقد تم تنظيم كما جرت العادة بذلك زيارة لأفواج عديدة من تلاميذ المؤسسات التعليمية من داخل المدينة وخارجها، ولعل مما ساهم في تفادي الاكتظاظ الذي يحصل نتيجة لذلك، أنه تمت العناية بتوسيع الممرات إن كان ذلك على حساب المساحات الخاصة بالأروقة، فضلا عن تخصيص أوقات معينة للزيارات.
وتم حصر المساحة الإجمالية لفضاء العرض في عشرين ألف متر مربع.
ومما يلاحظ على فضاء المعرض، أن هناك تغييرات إيجابية طرأت عليه خلال هذه الدورة بالخصوص، حيث تم إصلاح مختلف مرافقه، بالإضافة إلى تجديد طلائه، وعلى المستوى التنظيمي، أنيطت بشركة خاصة للحفاظ على نظافة المرافق الداخلية، كما أنه لأول مرة تم وضع كاميرات داخل فضاء المعرض وفي محيطه لأجل الحفاظ على الجانب الأمني والتنظيمي، وتم الرفع بموازاة ذلك من عدد المنظمين والمراقبين وإلزامهم بارتداء لباس خاص بهم، لقطع الطريق أمام الأشخاص الدخلاء في هذا المجال.
ومن بين المبادرات الإيجابية التي نتمنى أن يقتدي بها مختلف العارضين، هو ما أقدمت عليه إحدى دور النشر المشاركة في الدورة الحالية للمعرض، حيث عرضت على زوار رواقها كتابا بالمجان وفق شروط معينة، بهذه الطريقة يكون صاحب دار النشر قد طبق المغزى الحقيقي من تنظيم هذه الاحتفالية السنوية، وهي ترويج الكتاب وتحفيز الناس على القراءة.

عبد العالي بركات

Related posts

Top