أطلقت مختبرات أسترازينيكا، مؤخرا بالرباط، مبادرة تهدف إلى تحسين نتائج مرضى السرطان في المغرب من خلال العمل على ضمان ولوج عادل للعلاجات الخاصة بهذا المرض.
ويوفر برنامج “التعاون لتسريع التغيير في مكافحة السرطان في أفريقيا” منصة تتيح للشركاء التعاون من أجل وضع حلول لمكافحة مرض السرطان تسد الفجوات في النهج الحالي المتبع في رعاية المرضى، بدءا من التشخيص حتى العلاج وبعد العلاج.
وخلال فعالية إطلاق المبادرة بالمغرب، ناقش المدير التنفيذي لمؤسسة للا سلمى للوقاية من السرطان وعلاجه، وعدد من الخبراء الطبيين والصحيين البارزين، والمدافعين عن المرضى، وممثلي القطاع الخاص، قضايا الوقاية من أمراض السرطان وعلاجها في المغرب، مؤكدين التزامهم بدعم تحقيق نتائج عادلة لجميع مرضى السرطان في البلاد.
وفي كلمة بهذه المناسبة، أكد رئيس شركة أسترازينيكا في منطقة الشرق الأدنى والمغرب العربي، رامي اسكندر أن الشركة توجهت منذ سبع سنوات إلى التركيز على مهمة أساسية هي البحث العلمي، من أجل إيجاد أدوية متطورة بإمكانها تغيير حياة المرضى.
وبعد أن أشار إلى أن رقم معاملات استرازينيكا يصل إلى 37 مليار دولار، أبرز اسكندر أن الرقم الأكثر أهمية هو 9.6 مليار دولار أمريكي المخصص من قبل هذا المختبر للاستثمار في البحث العلمي أي 26 في المائة من رقم المعاملات.
وسلط الضوء على تجربة الشركة في علم الأورام ،حيث استعرض مجموعة من العقاقير لمختلف الاورام، خاصة دواء “ENHERTU” الخاص بسرطان الثدي الذي أحدث طفرة نوعية بسبب النتائج التي حققها، معربا عن أسفه لعدم وجود كميات كافية منه على صعيد القارة الإفريقية، مشيرا إلى امكانية حصول إفريقيا عليه في أفق 2026.
وقال اسكندر إن “المغرب كان على الدوام سباقا في مكافحة مرض السرطان في أفريقيا. وهو من أوائل الدول الإفريقية التي وضعت خطة وطنية للسرطان، ونفذت العديد من المشاريع لتعزيز علاج السرطان في البلاد، مبرزا الدور الريادي للمغرب في إفريقيا في مكافحة السرطان. وأضاف أن سعي الشركة من خلال مبادرة “مكافحة السرطان في إفريقيا” هو دعم هذه الجهود المتواصلة من خلال تذليل العقبات المحددة أمام تشخيص السرطان وعلاجه وبناء قدرات أكبر للقضاء عليه بوصفه من أسباب الوفاة على المدى الطويل”.
وسجل أن المغرب، حيث توجد مجموعة أسترازينيكا منذ 30 عاما ، كان أول بلد في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يحصل على لقاحها ضد كوفيد-19.
من جانبه، أبرز المدير التنفيذي لمؤسسة للا سلمى رشيد بقالي، أهمية التعاون لمواصلة تحسين نتائج مرضى السرطان بقوله: “مع الخطوات العظيمة التي أحرزها المغرب على صعيد رعاية مرضى السرطان، فإننا واعون بفرصة مواصلة تمكين المرضى وأخصائيي الرعاية الصحية من تقديم أفضل رعاية”. وأضاف أن هذا التعاون ليس فقط يقدم ابتكارات وأدوية جديدة للبلاد، بل يوفر أيضا برنامجا وطنيا منظما للكشف عن السرطان وتشخيصه وعلاجه، وأن برنامج “التعاون لتسريع التغيير في مكافحة السرطان في أفريقيا” يسمح بمواصلة معالجة عبء السرطان في المغرب بشكل مباشر من خلال تنفيذ برامج دعم وتوعية قوية، وبالتالي تحسين نتائج المرضى.
وتركز المبادرة المغربية التي تعمل تحت مظلة برنامج “التعاون لتسريع التغيير في مكافحة السرطان في أفريقيا”، على قيادة عملية إحداث الأثر عن طريق توعية السكان، وتسريع حصولهم على أدوية مبتكرة، وتعميم برامج جديدة في مجال الفحص والوقاية، وتثقيف أخصائيي الرعاية الصحية لتقديم أفضل مستوى من الرعاية لمرضى السرطان.
وهي تمثل الفرع المحلي لبرنامج “التعاون لتسريع التغيير في مكافحة السرطان”، وهو مشروع تقوده أسترازينيكا لتحقيق نقلة نوعية في طرق تشخيص السرطان وعلاجه لتحسين النتائج الصحية للمرضى. وبهذا الخصوص، وقعت أسترازينيكا المغرب ومؤسسة للا سلمى مذكرة تعاون مشترك لتعزيز عناصر نظام الرعاية الصحية المتعلقة بالأورام من خلال توعية المرضى، وتشييد البنية التحتية وبناء قدرات الكشف المبكر مع تحسين توفر الأدوية المبتكرة للمرضى.
وخلال السنوات الثلاث المقبلة، يخطط برنامج “التعاون لتسريع التغيير في مكافحة السرطان في إفريقيا” في المغرب للوصول إلى 35000 مريض في جميع أنحاء المملكة، وتوسيع نطاق اختبارات سرطان الرئة والمبيض، ودعم تشخيص سرطان البروستات وإدخال قدرات جديدة للكشف باستخدام الذكاء الاصطناعي.
ويتوقع أن تسجل قارة إفريقيا نحو 2.1 مليون إصابة سرطان جديدة، و1.4 مليون وفاة سنويا بحلول 2040. ويعد سرطان الثدي وسرطان البروستات أكثر ثلاثة أنواع انتشارا.