يحزم المنتخب الوطني حقائبه للسفر إلى الإمارات العربية حيث يستفيد من تجمع تدريبي تحضيري قبل التحول إلى الغابون وخوض منافسات كأس أفريقيا.
فقبل تسعة عشر يوم عن موعد الغابون، فتح النقاش حول اللائحة التي اختارها المدرب الفرنسي هيرفي رونار، وحول الأسباب التي جعلته يسقط لاعبين مميزين أبرزهم حكيم زياش المتألق في هولندا وفي المنتخب، وأيضا عمر القادوري وأشرف لزعر، إلا أن حالة زياش تبقى أكثر جدلا، نظرا لمستواه ولتوقيعه خمسة أهداف بالمنافسات الدولية…
سجلت لائحة هيرفي رونار أيضا اعتماده على لاعب واحد في وسط الميدان الهجومي، ويتمثل في مبارك بوصوفة البالغ من العمر 32 سنة، وحضور ستة عشر لاعبا نشأوا ويمارسون بفرنسا، منهم من يمارس ضمن أندية الدرجة الثانية…
لم يلتزم رونار بتجاهله اللاعبين الذين يمارسون بالخليج العربي، وعاد لتوجيه الدعوة للاعبين يوسف العرابي ومبارك بوصوفة، وتبقى للرجل حرية الاختيار ومسؤولية النتائج، وفي هذا الاتجاه وفي خرجاته الإعلامية وقبل السفر، أعلن رونار ترشيحه لثلاثة منتخبات للفوز بلقب الكأس القارية بدورة الغابون، وحددها في كل من السنيغال والجزائر وفريقه السابق منتخب الكوت ديفوار، بينما اكتفى بترشيح المنتخب الوطني الذي يشرف عليه لتجاوز الدور الأول، ومستدلا في ذلك على كون أسود الأطلس استعصى عليهم تجاوز الأدوار الأولى منذ اثني عشر سنة.
وتعود أسباب تأخر رونار في الإعلان عن اللائحة إلى بعض الروتوشات، إلا أن كل مبرراته جاءت مرفوضة، وخاصة استبعاد حكيم زياش بدعوى وجود لاعبين أفضل منه في هذا المركز، وهذه القضية حركت الأوساط الكروية بهولندا، إذ أشار صحفيون محليون هناك إلى ابتهاج مدرب فريق أجاكس لهذا القرار الذي سيمكنه من الاستفادة من خدمات اللاعب في مباريات الدوري الهولندي.
وفي جواب عن سؤال لمجلة “فرانس فوتبول” بخصوص ما إذا ندم عن اختيار اللعب لمنتخب المغرب قال زياش : ” هولندا ليس بلدي، صحيح أنني ترعرعت هنا لكن جذوري مغربية، واعتبر نفسي دائما مغربيا” وأضاف “… أشكر هذا البلد..هولندا على كل ما قدمه إلي، لكن لا شيء يمكنه أن يعادل حبي للمغرب لان دمي أحمر وليس برتقالي…”
ويواجه حكيم زياش ابن منطقة تافوغالت ضواحي مدينة بركان، وهو من عائلة حارس المرمى السابق لفريق نهضة بركان، حملة إعلامية تناقش عدم المناداة عليه وأسباب غيابه عن المشاركة بكاس أفريقيا بالغابون.
وسبق لحكيم زياش أن أعلن من قبل لموقع ( انا بركاني) في المغرب أنه حقق حلمه بالالتحاق بالمنتخب المغربي، وخاصة بعد سماعه تولي ابن مدينته بركان فوزي لقجع رئاسة الجامعة..
ونشرت صحيفة ” تلغراف” الهولندية مقالا” بعنوان رونار يترك زياش في بيته، مشيرة إلى الخلاف الذي حدث بين فوزي لقجع وهيرفي رونار بخصوص حالة زياش، وقالت مجلة نوسNOS المحلية في نفس الموضوع الذي اعتبرته قرارا سارا لفريق أجاكس حتى يتمكن من الاعتماد عليه طيلة شهر يناير..
ووجه موقع ” سوكرنيوز” انتقادا لاذعا للمدرب هيرفي رونار قائلا : ” لا جديد مع المغرب في كأس افريقيا” واستغرب كيفية استبعاد زياش من البطولة الإفريقية رغم مستواه الدولي”، كما أن الدولي المغربي المحترف سابقا خالد سينوح عبر عن أسفه للمعاملة التي يواجهها زياش من المدرب رونار..
وترجمت صحيفة فللسكرانت صدمة لزياش وأشارت لاختياره كأفضل لاعب مغربي في مايو 2016 وافضل لاعب في الدوري الهولندي ونقلت تصريحا لزياش قالت فيه ” لست نادما على اختيار المغرب بل أنا سعيد جدا بوطني فوالدي مدفون هناك…”.
ويستمر التفاعل مع اختيارات المدرب المترجمة لقناعاته وهو المسؤول عنها.. لكن هل من حقه أن يفعل ما يشاء دون الرجوع الى الإدارة التقنية الوطنية إذا كانت فاعلته فعلا.وإلى مسؤولي الجامعة في موضوع اللائحة .
اسئلة تتناسل وموعد الكان يقترب والأيام الفاصلة يتخللها الدعاء بالفلاح للمنتخب الوطني في غياب ما يطمئن.
محمد أبو سهل