إقليم الرشيدية: زاوية سيدي حمزة، فضاء سياحي متميز يستدعي الرعاية والاهتمام..

تتميز زاوية سيدي حمزة بإقليم الرشيدية بجمال طبيعي رائع، فالمنطقة تتميز بغناها وسط جبال الأطلس المتوسط بمحاذاة جبل العياشي كأعلى قمة في السلسلة الجبلية، بمميزات تتمثل في البنية المجالية الطبيعية للأشجار والمياه والهضاب والتلال والبناء التقليدي للقصبة المحلية التي تعد ثراثا معماريا في حد ذاته لما تشكله من تميز في البناء والتشكيل ببساطة المواد المستعملة في بناء الدور اعتمادا على خشب الأشجار والطين والحجر.

والغريب في الأمر انه رغم هذه البساطة في البناء فان هاته الدور المشكلة للقصبة المبنية فوق جسر طبيعي لمياه الوادي الذي يخترقها في صورة رائعة الجمال، تعطي دلالات وأبعاد لمعمار استطاع الخلود لأزيد من 400 سنة وما يزال رغم العوامل الطبيعية ومؤثراتها، ليبقى صمود هاته الأبنية مثالا لصمود قبائل منطقة تافيلات مند قرون.

 

وتظم زاوية سيدي حمزة مكتبة نفسية يعود تأسيسها إلى سنة 1044 هجرية وتظم 840 مخطوط نفيس و1400 كتاب نادر في مؤلفات ضمت جميع العلوم لكبار الباحثين من العلماء والفلاسفة والأدباء مند زمن، إذ تزخر هذه المكتبة الغالية والنفيسة بأصول أمهات الكتب والمراجع المغاربية والمشرقية، تخلد لمسار شخصية فذة عرفها المغرب وشكلت برحلاتها وأسفارها وحبها للعلم مرجعا فكريا يجده الباحثين اليوم منطلقا خصبا للمعرفة من خلال ما جمعه أبي سليم العياشي من نوادر الكتب والمخطوطات، التي لولا حمايتها وحفاظ ورثتها عليها لضاعت، وهو ما يؤكد عليه السيد حمزة الحمزاوي افقير رئيس جمعية أبي سليم العياشي للتنمية الاجتماعية وإحياء الثراث، متناولا في تصريحه أهمية ما تضمه المكتبة متحدثا عن المسار التاريخي لحمايتها من الضياع حيث تعرضت بعضها كتبها النفيسة للسرقة، واليوم يضيف السيد حمزة تدخلت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بشكل قوي لحماية هذا التراث حيث يتم إنشاء مكتبة عصرية وحديثة ستجهز بأحدث الوسائل هدفا في ضبط وفهرسة هذه الثروة التاريخية وجعلها قريبة أكثر من عموم الباحثين دون تعرض لتلف أو الضياع.

فمن الغرابة أن نجد منطقة سياحية وتراثية بإقليم الرشيدية تعاني التهميش وتعرف خصاصا في البنيات المؤهلة لجعلها محجا سياحيا بامتياز في منطقة تافيلات للوفود السياحية التي تحل وباستمرار بالمنطقة، في اتجاه فضاء مرزوكة السياحي بالقرب منها على الطريق الوطنية رقم 13 عبر مدينة الريش ومرورا بالرشيدية إلى مدينة الريصاني، دون أن تفكر الوزارة الوصية على ميدان السياحة بالمغرب في أهمية منطقة زاوية سيدي حمزة والترويج لها كفضاء سياحي له من المؤهلات الجمالية الطبيعة التي تجعله هو الأخر محطة من محطات سياح المنطقة، لكن غياب سياسة سياحية واضحة بالمنطقة وغياب الاستثمار في منشئات الاستقبال والطرق يجعل المنطقة وسكانها محرومون من الاستفادة من مداخيل القطاع السياحي ،مما يستدعي النظر بعمق لكل ما تحتويه مناطق المغرب من جمال طبيعي وثرات سياحي من الضروري أن تعم فائدته على الجميع أملا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة.

Top