اتهامات ناطق أسفي

أثار تصريح إبراهيم الفلكي الناطق الرسمي لفريق أولمبيك أسفي لكرة القدم، الكثير من ردود الفعل، تتباين بين مؤيد ومعارض، إلا أن الأهم ما في هذا الخروج المحسوب، إثارة موضوع مسكوت عنه، رغم أن كل المتدخلين يقرون بوجوده، كواقع لا يرتفع.
هاجم الفلكي عموم الحكام، واتهمهم بدعم الأندية الكبرى، على حساب الأغلبية الساحقة من الفرق الوطنية، مقدما فريقه كضحية لهذا الظلم، بحرمانه من نقاط مستحقة منذ بداية الموسم الجاري، بل زاد على ذلك بتأكيد استعداده للمثول أمام اللجنة التأديبية التابعة للجامعة، قصد تقديم معطيات دامغة في الموضوع.
ليست هذه المرة الأولى التي يخرج فيها متدخل بالمجال، للحديث عن الموضوع شائك، واتهام الوسط الكروي بالفساد، والتلاعب وطبخ النتائج، إلا أنه لا حياة لمن تنادي، ولم تتجرأ أي جهة المعنية بالموضوع، بفتح تحقيق والوقوف على صحة التصريحات والاتهامات من عدمها، مع العلم أن بعض الخرجات تدخل فقط في إطار ممارسة الضغط، أو التغطية على الأخطاء المرتكبة، والسعي لاستمالة عطف الجمهور، واللعب على وتر الشعبوية.
تحدث الفلكي على جزء فقط من المشكل العام، بتخصيص هجوم على قضاة الملاعب دون غيرهم، لكن الكل يعرف أن القضية أعمق بكثير ، فظاهرة البيع والشراء وطبخ النتائج، لا تقف عند حدود الدور الذي يمكن أن يلعبه الحكم، لتصل إلى المساومة المباشرة بين مسؤولي الأندية أنفسهم، وشراء ضمائر فئة معينة من اللاعبين وحتى المدربين، وضمان تدخل أطراف محيطة بالأندية، وغيرها من الممارسات الشائعة، والتي أصبح جاريا بها العمل منذ سنوات خلت، ولا زالت حاضرة بقوة إلى يومنا هذا.
فهناك أندية تتعامل ككتلة موحدة، تنسج في الخفاء خيوط التآمر، بعقد اتفاقات مسبقة حول مجموعة من المباريات، خاصة خلال الثلث الأخير من البطولة، من قبيل ضمان الفوز خارج الميدان، والتساهل عند الاستضافة مع فريق آخر، في حاجة إلى النقاط، مقابل عرقلة انطلاقة هذا ودعم الآخر، وغيرها من السيناريوهات التي أصبحت مفهومة، بل مهضومة من طرف أغلب الأوساط الرياضية.
إنه الفيروس الذي ينخر جسم كرة القدم الوطنية منذ الأزل، وكثيرا ما تحكمت ظاهرة البيع والشراء، في مصير نتائج موسم بكامله، فكم من ناد فاز باللقب أو حقق الصعود، أو حافظ على مكانته، دون أن يستحق ذلك؟ إلى درجة أصبح الجميع يقر بحقيقة لا جدال فيها، تتجلى في استحالة تحقيق الهدف المتوخى، ما لم تقبل بشروط السوق وفق مبدأ العرض والطلب، ومن يدفع أكثر.
فإلى متى؟…

>محمد الروحلي

Related posts

Top