احتمال غزو روسي لجورجيا ومالدوفا يفاقم الإحباط الأوكراني

حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الدول الغربية من مخططات روسيا التوسعية، قائلا إن الحرب لن تقف عند أوكرانيا وأن الدور سيطالهم، فيما أعربت فرنسا بالفعل عن خشيتها من مخططات روسيا التوسعية التي قد تطال جورجيا ومالدوفا.
وشدد زيلينسكي خلال مقابلة مع شبكة “أي.بي.سي وورلد نيوز”، على الحاجة إلى تأمين المجال الجوي لأوكرانيا، وحث على المساعدة في القيام بذلك ولكن دون جدوى.
وقال محللون إن تصريحات الرئيس زيلينسكي تعكس تزايد الإحباط لدى كييف من دعم الدول الأوروية لها على النحو الذي تريده للتصدي لتقدم القوات الروسية باتجاه العاصمة.
وقال “لا يمكننا السماح لروسيا لأن تكون نشطة هناك (في المجال الجوي) لأنهم يقصفوننا ويرمون القنابل علينا ويضربوننا بالصواريخ والمروحيات والطائرات المقاتلة. بتنا لا نسيطر على سمائنا”.
وأضاف أنه يعتقد أن الرئيس الأميركي جو بايدن “يمكنه فعل المزيد” لوقف الحرب، وتابع “أنا متأكد من أنه يستطيع ذلك وأود أن أصدق ذلك، إنه قادر على فعل ذلك”.
وترفض الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي (الناتو) فرض منطقة حظر طيران في أوكرانيا، محذرين من أن تلك الخطوة قد تقود إلى “حرب شاملة في أوروبا”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال السبت إن الدول التي تفرض منطقة حظر طيران ستعتبر مشاركة في الصراع القائم مع أوكرانيا.
وأعلن البيت الأبيض أن بايدن ثابت على موقفه بشأن إبقاء القوات الأميركية خارج دائرة الصراع بين روسيا وأوكرانيا
ومصرا على دعوته لفرض منطقة حظر طيران، قال الرئيس الأوكراني في تصريحاته للشبكة الأميركية، إن الصواريخ الروسية تضرب المنشآت المدنية، بما في ذلك الجامعات وعيادات الأطفال.
واستدرك زيلينسكي “إذا حلق صاروخ في سماء المنطقة أعتقد أنه لا يوجد رد آخر سوى إسقاطه، يجب الحفاظ على الأرواح”.
وحذر من أن الحرب في بلاده ستكون لها تداعياتها على بقية العالم، وقال “الجميع يعتقد أننا بعيدون عن أميركا أو كندا. لا، نحن في منطقة الحرية هذه، وعندما يتم انتهاك حدود الحقوق والحريات ويداس عليها، حينئذ عليك أن تحمينا”.
وتابع “الدور جاء إلينا أولا وسيأتي إليكم بعدها، كلما أكل هذا الوحش أكثر أراد المزيد”.
وتتقاسم فرنسا وبريطانيا التحذيرات الأوكرانية من تمدد الصراع إلى دول أخرى. ووصف وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الرئيس الروسي بأنه “صانع حروب”، معربا عن خشيته من أن يمتدّ الهجوم الروسي على أوكرانيا إلى مالدوفا وجورجيا.
وتضمّ كل من هاتين الجمهوريتين السوفيتيتين سابقا مناطق انفصالية موالية لموسكو.وقال لودريان “الرئيس بوتين يعيد كتابة التاريخ. يريد إعادة بناء إمبراطورية. تأكيد نفوذه بكل السبل هو شكل من أشكال الانحراف”.
ورأى أن “هذا معطى جديد. لم يعد الأمر كما كان في الحرب الباردة، لأن خلال الحرب الباردة لم تكن هناك حرب”، مؤكدا أن “الجديد (حاليا) هو أن الحرب تدور في قلب أوروبا”.
وحذرت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس، من أن بوتين سيواصل شن الحرب على الدول المجاورة إذا سُمح له بغزو أوكرانيا.
وأصدرت تروس “نداء للمجتمع الدولي لكي يتحد لمواجهة عدوان موسكو”. وقالت “إذا هاجم بوتين أوكرانيا فسيكون ذلك مقدمة لاستخدام روسيا للقوة لضم المزيد من دول الاتحاد السوفييتي السابق”.
وأضافت “نحن بحاجة لوقف بوتين لأنه لن يتوقف عند أوكرانيا، إذا لم نوقفه الآن فسوف يشن حربا على المزيد من البلدان مثل دول البلطيق”.
وتابعت “بات واضحا للغاية أن طموحه ليس فقط السيطرة على أوكرانيا، إنه يريد إعادة عقارب الساعة إلى منتصف التسعينات، أو حتى قبل ذلك”.
وأشارت إلى أن “بوتين قال كل هذا علنا، إنه يريد إنشاء روسيا الكبرى، وإنه يريد العودة إلى الوضع كما كان من قبل”، حيث كان الاتحاد السوفييتي “يسيطر على مساحات شاسعة من أوروبا الشرقية”، لافتة إلى أنه “من المهم للغاية أن نقف نحن وحلفاؤنا في وجه بوتين”.
وتساءلت “قد تكون أوكرانيا، ولكن بعد ذلك أي دولة ستكون التالية؟”.

Related posts

Top