اختتام الدورة الثانية لملتقى”لاعبين” بالخميسات

أسدل الستار مؤخرا على فعاليات الدورة الثانية لملتقى “لاعبين” بالخميسات، بحفل تكريم القاص لحسن حمامة وتوزيع الشهادات على الفائزين في مسابقة القصة. وجاءت هذه الدورة بعد ظروف استثنائية عاشتها البلاد بسبب جائحة كوفي 19، وما صاحبها من إجراءات أرخت بظلالها على الفعل الثقافي ونقلته الى العالم الافتراضي. كان ملتقى لاعبين السبيل لإعادة ضخ الدماء في الأنشطة الثقافية بالمدينة وكسر الجليد لتعود حرارة اللقاءات الثقافية عن قرب.
افتتحت هذه الدورة، بورشة أطرها السيناريست والكاتب شوقي الحمداني حول “تقنيات كتابة السيناريو”، بشكل تفاعلي بعيدا عن الأنماط التقليدية في إدارة الورشات، فكانت الفرصة سانحة للمشاركين للاستفادة من تجربة المؤطر الطويلة في المجال وكذا لمناقشة مختلف المعيقات التي تواجه صناعة الأفلام في المغرب بمختلف أنواعها، عرف من خلالها مكونات السيناريو وشروط كتابته. وشهدت الورشة مشاركة الفنان المتألقمحمد الصغير الذي أثرى النقاش، الى جانب الحضور، مستحضرا تجربته المهمة في مجال التمثيل ومحاولا الحديث عن الجسم الفني المغربي باعتباره ممارساراكم من التجربة سنوات طويلة في المجال.
في المساء كان الجمهور الزموري، وباقي الجمهور الذي حج من مختلف المدن المغربية، على موعد مع حفل تقديم وتوقيع المجموعة القصصية الفائزة بجائزة رونق للقصة “صرخة القيامة” للكاتب عبد الجليل ولد حموية. استهل بكلمة افتتاحية للملتقى، ألقاها السيد الرئيس سفيان المعروفيتحدث فيها عن الظروف التي جاء فيها وأهدافه العامة والخاصة بعد كلمة شكر وترحيب بالحضور. وقد برع بشكل ملفتالدكتور عبيد لبروزيين، بعدما تسلم الكلمة من المنشط المبدع محمد بوشعر، في تسيير اللقاء بشكل أكاديمي يحترم أعراف وتقاليد اللقاءات الثقافية الجادة. وعرض في مطلع اللقاء شريط فيديو أنجزته الجمعية حول تجربة الكاتب المحتفى به، تلته قراءة الأستاذ الباحث مصطفى الادريسي الموسومة “جماليات الكتابة القصصية في صرخة القيامة” والقراءة النقدية للأستاذ الباحث محمد الوكيليالمعنونة” العتبات في المجموعة القصصية صرخة القيامة”، واللذان فككا وحللا نصوص المجموعة مستفيدين من آليات وتقنيات التحليل النقدي كل من زاوية نظره النقدية، فاكتشف الحضور معهما آفاقا وأبعادا أخرى أججت لدى الحضور الرغبة في قراءة المجموعة. وفتحت المساحة لمداخلات الحضور التي جاءت في مجملها غنية وعميقة لامست صلب الموضوعوأغنت النقاش. واختتم النشاط بتوقيع الكاتب للمجموعة، بعد إلقاءه لكلمة شكر مقتضبة، رافقته فقرة طربية قدمها الفنان أمين كرابز والفنانة دنياالشطايبي.
في اليوم الثاني، كان الموعد مع ورشة تطبيقية في المسرح، أطرها الفنان معتصم واسو، انطلقت على الساعة 10 صباحا، وحملت عنوان “الفضاء والجسد”. استهلها المؤطر بالحديث عن أهمية الجسد داخل العمل المسرحي وعن كيفيات حركته داخل الفضاء، خاصة الفضاء المسرحي، لينتقل بعد ذلك الى تطبيقات حاول من خلالها أن يعطي نبذة عن تقنيات الجسد والمدارس التي نظرت لذلك، وأن يمنح للمشاركين الفرصة من أجل تقييم مدى استيعابهم للجانب النظري الذي تحدث عنه، مع بعض الملاحظات حول كيفية التحرك داخل الفضاء المسرحي. واعتبرت الورشة مجرد مدخل إلى سلسلة ورشات من أجل تشكيل نواة مسرحية من الشباب تطعم فرقة “خميسآرت” للمسرح.
أما في المساء، فكان الموعد المنتظر، واللحظة التاريخية، لحظة تكريم القاص لحسن حمامة تقديرا لمنجزاته في المجال الثقافي، وخاصة في المجال الإبداعي. وشهد التكريم شهادة رفيق الدرب وصديق المحتفى به، الأستاذ الناقد محمد الهادي الشغروشني، حاول من خلالها أن يقوم بقراءة نقدية في منجزه القصصي والغوص في تجربته، محاولا ان يمسك الخيط الناظم داخل منجز قصصي متنوع كما وكيفا. تلت ذلك شهادات لعائلة المحتفى به وباقي أصدقائه، اختتمت بتسليمه بعض الجوائز التقديرية الرمزية كعربون شكر وتقدير واعتراف بمجهوداته الثقافية. وغير بعيد عن موضوع الاحتفاء بالقاص لحسن حمامة، فتح المجال لتسليم الجوائز للفائزين بمسابقة القصة التي تحمل اسمه، في نسختها الأولى، بعد الاستماع الى ملاحظات لجنة تحكيم المسابقة، التي تشكلت من كل من الأساتذة: عبد النبي بزاز، عبيد لبروزيين ومحمد خرماز.
وبعد الاستماع الى كلمات الفائزين، اختتم النشاط بتسليم الشهادات التقديرية للمشاركين في الورشتين السالفتي الذكر وكذا للمؤطرين، وباقي المساهمين في إنجاح فعاليات ملتقى “لاعبين”. وقد تخللت النشاط فقرات طربية من أداء الفنان أمين كرابز والفنانة دنيا الشاطبي، تفاعل معها الجمهور بشكل إيجابي.

Related posts

Top