اختتام فعاليات المؤتمر الفرنكفوني السادس حول السيدا بالدارالبيضاء

البروفيسور حميش

حث دول الاتحاد الأوربي على تخصيص ضريبة على معاملات المبادلات بين البنكية،  لضخ تمويلات
جديدة للصندوق الدولي لمكافحة السيدا

اختتمت مساء أول أمس الأربعاء فعاليات الدورة الخامسة لمؤتمر الفرنكفونية حول السيدا الذي احتضنته مدينة الدار البيضاء على مدى ثلاثة أيام. المؤتمر الذي نظم لأول مرة في دولة إفريقية عرف مشاركة أزيد من 1577 مشارك منهم 864 ينتمون إلى دول إفريقية،أي إلى دول الجنوب، إضافة إلى 713 مشاركا من دول المنظومة الفرنكفونية في منطقة الشمال، وخاصة من فرنسا وكندا. ولأن المؤتمر يعتبر أولا منتدى للبحث والنقاش العلميين، فإنه شكل منبرا لتدارس 1780 بحثا مكتوبا وعرضا شفويا منها 138 من فرنسا و16 من كندا و33 من المغرب، والباقي من دول إفريقيا أساسا. وثمن جيل بريكر، الكاتب العام ل الرابطة الفرنكفونية للفاعلين الصحيين لمكافحة السيدا، الهيئة المنظمة للمؤتمر، والذي قدم هذه الأرقام خلال الجلسة الختامية أول أمس، ثمن المستوى العلمي المتقدم الذي وصل إليه الخبراء والفاعلون الأفارقة في أبحاثهم التي تهم مختلف مجالات الفعل في معركة مكافحة السيدا، مشددا على أهمية المبادلات الفرنكفونية بين الشمال والجنوب، في هذا المجال. وتميزت الجلسة الختامية التي ترأستها رئيسة الدورة الخامسة البروفيسور حكيمة حميش، بالكلمات التي ألقاها كل من إيريك فلوتلو المدير العام المساعد لسيداكسيون الدولية، وباتريس دوبري، السفير الفرنسي المكلف ببرامج مكافحة السيدا والأمراض المتنقلة، هذا الأخير الذي صاحب كلمته ما يشبه الوقفة الاحتجاجية حيث كان نصف الحضور تقريبا (القاعة كانت تعج بحوالي 900 مشارك) طوال مدة إلقائه لكلمته، يقفون في أماكنهم وقد أداروا ظهورهم للمنصة، وذلك تعبيرا منهم، كما أفادت مصادر فرنسية، على احتجاجهم على السياسة الفرنسية في مجال مكافحة السيدا ودعوتهم إلى رفع حجم الميزانية المخصصة لبرامجها.  رفع الدعم وحصص التمويل لبرامج مواجهة الداء، مثل انشغالا أساسيا للمؤتمرين، خاصة أن هذه الدورة تنعقد  في ظل أزمة اقتصادية خانقة على الصعيد العالمي، مما يولد التخوف من خفض أو وقف الدول المانحة لاعتماداتها للصندوق الدولي لمكافحة السيدا، وهو ما يهدد بالتالي بتراجع خطير في سياسات وبرامج مكافحة الداء خاصة في دول الجنوب، ودول إفريقيا جنوب الصحراء تحديدا، حيث مازال السيدا يحقق وتيرة انتشار مخيفة وأرقام إصابة كارثية تضمنتها كلمة ميشيل سيديبي، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة (أونيسيدا) الذي أشار أن 100 ألف طفل يولدون في إفريقيا وهم حاملون لفيروس فقدان المناعة المكتسبة، 30% منهم يتوفون قبل بلوغ 12 عشر شهرا، وأن ألف شخص يصابون بالعدوى كل يوم في نيجيريا وحدها، إضافة إلى أزيد من 700 ألف شخص ممن يتوفون سنويا عبر العالم جراء العدوى، علما أن أغلب هؤلاء المصابين يكونون قد تعرضوا للفيروس في غياب الاحتياطات ووسائل الوقاية الضرورية أثناء العلاقات الجنسية أو تبادل حقن المخدرات، في حين أنه، يقول سيديبي، بالإمكان الحد من هذه الوضعية المأساوية من خلال “كسر الحواجز العالمية”، كما أسماها، في وجه الحق في الوصول إلى وسائل الوقاية والعلاج، وتعديل القوانين ومختلف الإجراءات التمييزية بحق المصابين بالمرض والحاملين للفيروس، وإقرار، بالمقابل، إجراءات لحماية حريتهم في التنقل وحقهم في العلاج والحياة. يذكر أنه تم الإعلان خلال الجلسة الختامية عن المدينة الفرنكفونية التي تقرر أن تحتضن الدورة السادسة في سنة 2012، حيث اختار المؤتمرون مدينة جنيف السويسرية، باعتبارها تضم أهم مواقع القرار الدولي ومن ثمة يطمح منظمو المؤتمر الفرنكفوني حول السيدا أن يكونوا بذلك على مسافة أقرب من إسماع صوتهم للمسؤولين الدوليين. كما شكل المؤتمر الخامس، في ذات السياق، مناسبة للتعبئة الجماعية في الفضاء الفرنكفوني لحث دول الاتحاد الأوربي على تفعيل ضريبة “روبين” كإجراء حد أدنى لضخ تمويلات جديدة للصندوق الدولي لمكافحة السيدا. وينص الإجراء على تخصيص ضريبة بقيمة 0.005% على معاملات المبادلات بين البنكية، والتي يمكنها أن توفر جزءا كبيرا من احتياجات الصندوق التي تصل إلى 35 مليار دولار، لتمويل برامجه في الدول في طور النمو.

Top