ازدياد الهوة بين المغرب والكاف

زادت التطورات الأخيرة، من عمق الهوة بين رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي، ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع.
فالتصعيد المنطقي من طرف الجانب المغربي، اتجاه قرارات (الكاف) الأخيرة، جاء ليؤكد أن العلاقة ليست ما يرام، بين جهاز الاتحاد القاري والمغرب، البلد الذي أكد طيلة السنوات الأخيرة، أنه الشريك الذي يمكن الاعتماد عليه، في كل المشاريع الهادفة إلى خدمة كرة القدم الإفريقية، وتقديم صورة مشرقة عنها، كما حدث خلال مونديال قطر 2022.
وجاءت تداعيات الأحداث التي عرفتها كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين بالجزائر، لتضع المسؤول الجنوب إفريقي، أمام امتحان حقيقي، وعوض الدفاع عن سلطة الجهاز الذي يتحمل رئاسته، سقط في أول اختبار…
حاول هذا الرئيس الذي لعب المغرب دورا بارزا في انتخابه على رأس (الكاف)، تهدئة الأمور وإرضاء الخواطر، إلا أنه نسي أنه أمام بلد، يدافع بشراسة عن سيادته، وقضاياه الأساسية، ولا يقبل بأنصاف الحلول على حساب وجوده وكيانه…
ظهرت العلاقة الباردة بين موتسيبي ولقجع، خلال احتضان المغرب لمسابقة كأس العالم للأندية، حيث ظهر تباعد كبير بين الرجلين، بدأ من طريقة استقباله بمطار الرباط الجافة، وتجنب لقجع الوقوف إلى جانب الجنوب إفريقي، بمنصة توزيع الجوائز خلال المقابلة النهائية، بين ناديي ريال مدريد الإسباني والهلال السعودي.
وجاء بلاغ اللجنة التأديبية الأخير بخصوص الأحداث التي عرفتها النسخة الأخيرة لـ»الشان»، والموقف الرافض للمغرب لكل هذه القرارات المهادنة والغريبة، وتقديم استئناف في الموضوع، والأكثر من ذلك التهديد باللجوء إلى محكمة التحكيم الرياضي الدولية «الطاس»، ليؤكد أن (الكاف) أمام مفترق الطرق، إما اتخاذ موقف منصف للمغرب، ورد الاعتبار لدولة تعرضت للإساءة من طرف حكام الجزائر، أو الذهاب نحو المجهول…
وكما جاء على لسان لقجع خلال برنامج «مارس أطاك» بمحطة (راديو مارس)، فإن المغرب لن يتراجع عن موقفه المبدئي، ومستعد الدفاع عن حقوق إلى آخر رمق.
والإيجابي أن كل المواقف التي أعلنت عنها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بخصوص هذا الملف بالذات، تحظى بدعم مطلق من طرف كل الأوساط الرياضية على الصعيد الوطني، بل هناك الكثير من عبارات التقدير والإعجاب، من طرف فئات واسعة، تقوي الجبهة الداخلية، وتجعلها السند الأساسي في مواجهة، كل من سعى إلى الإساءة، لمغرب التحدي، صاحب السيادة، والذي لا يقبل الإملاءات ولا أنصاف المواقف، بلد يحترم التزاماته، ويقدر قيمة علاقاته الخارجية، ولا يتردد في دعم وتقوية المؤسسات، حتى تلعب الدور المطلوب منها، بجعل الرياضة في خدمة الشعوب، ومحاربة من يسعى إلى تحويلها إلى أداة لتصفية الحسابات، وتمرير خطابات الحقد والكراهية والتفرقة، كما حدث مؤخرا بالجارة الشرقية…
المؤكد أن المغرب لن يتراجع، ولن يساوم على حساب سيادته وقضاياه الأساسية، وهذا يدخل في جينات المغاربة، منذ أكثر من 12 قرنا، وهي الحقيقة التي يجب أن يستوعبها موتسيبي، ومن يدورون في فلكه…

>محمد الروحلي

Related posts

Top