استحقاق جيل متألق

بعد انتظار طويل، تمكن أخيرا، منتخب السنغال من التتويج كبطل لإفريقيا، بعد فوزه مساء أول أمس الأحد بالعاصمة الكاميرونية ياوندي، على نظيره المصري في المقابلة النهائية للنسخة الـ33، بالضربات الترجيحية (4-2) على ملعب “أوليمبي”.
لقب هو الأول من نوعه في تاريخ كرة القدم السنغالية، بعد الإخفاق في التتويج خلال دورتي “مالي 2002″ أمام الكاميرون و”مصر 2019” أمام الجزائر.
ويعد هذا اللقب القاري، تتويجا لمسار جيل متألق، يقوده بكثير من الكفاءة النجم ساديو ماني، بالإضافة إلى أسماء أخرى، تبرز بعطاءات لافتة بسماء كرة القدم الأوروبية، كالقائد خاليدو كوليبالي مدافع نابولي الإيطالي، وإدوار مندي حارس تشيلسي الإنجليزي، وإدريسا غاي لاعب وسط باريس سان جرمان الفرنسي.
بدأ “أسود التيرانغا” المشوار بدورة الكاميرون، بخطى جد مثقلة، إذ حققوا التأهيل للدور الثاني عن المجموعة الثالثة، بخمس نقط فقط، من فوز وحيد وتعادلين، والأدهى من ذلك تسجيل هدف واحد، جاء من ضربة جزاء، وهي حصيلة ضعيفة، جعلت المتتبعين ينتقدون أسلوبهم غير المقنع تماما، وتحفظهم في الأداء.
ورغم كل الانتقادات، تمكن السنغاليون من العبور بسلام كل المراحل الحاسمة، وصولا إلى المباراة النهائية ضد منتخب مصري، تعذب كثيرا في أغلب الأدوار، حيث حقق تأهيله، بعد إزاحة منتخبات قوية ككوت ديفوار والمغرب والكاميرون، وتطلب منهم الأمر، الاحتكام للأشواط الإضافية، واللجوء للضربات الترجيحية، وهو مجهود بدني خارق، كان له بطبيعة تأثير على المخزون البدني لأصدقاء “مو” صلاح، كما يحب أن يناديه الجمهور الإنجليزي المعجب بأدائه وفعاليته كهداف استثنائي…
وإذا كانت الضربات الترجيحية التي توصف عادة بضربات الحظ، وهي ليست كذلك تماما، ابتسمت خلال الأدوار الحاسمة لـ “الفراعنة”، لكن هذه المرة لم تفسح لهم المجال، لكسب اللقب الثامن في تاريخهم الحافل بالبطولات والألقاب، إذ تمكن المنتخب السنغالي من تحقيق التفوق، رغم وجود الحارس المختص محمد أبو جبل.
بطل آخر انضاف لسجل المتوجين باللقب القاري، سجل تتقدمه المدارس الكروية التقليدية بإفريقيا، كمصر، الكامرون، وغانا ونيجيريا وكوت ديفوار، وتتويج المنتخب السنغالي، يعد متأخرا بالنظر إلى بروز أجيال من اللاعبين المتميزين، تألقوا بمونديال كرة القدم، إلا أن الإخفاق لازمهم على المستوى القاري.
ومن غريب الصدف، أن نفس المواجهة بين المنتخبين السنغالي والمصري التي تابعناها بياوندي، ستتكرر خلال شهر مارس القدم، من أجل المنافسة على تذكرة العبور لمونديال قطر 2022، خلال مباراة السد الفاصلة، ذهابا بالقاهرة، وإيابا بدكار.
انه بالفعل إنصاف لجيل متفوق أنجبته كرة القدم السنغالية، تكون أغلب عناصره داخليا، ليتمكن من التألق قاريا، بل حتى دوليا، وهى نفس الخاصية التي يتمتع بها نظيره المصري، وفي ذلك عبرة لمن يعتبر …

>محمد الروحلي

Related posts

Top