تتواصل، بمدينتي الرباط وطنجة، فعاليات نسخة الموندياليتو، في غياب الوداد المغربي، بعد إقصاء قاس أمام الهلال السعودي، عن طريق الضربات الترجيحية، في مباراة ربع النهاية.
مباراة كان من الممكن أن تعود للفريق المغربي، لو عرف كيف يدبر الدقائق الأخيرة، من مواجهته المثيرة أمام بطل السعودية، إذ تسيدها دون أن يتمكن من الحفاظ على هدف السبق الموقع عن طريق أيوب العملود.
إلا أن اللحظات الأخيرة من المواجهة، شهدت الإعلان عن ضربة جزاء، غيرت الكثير من معطيات المواجهة، التي آلت في الأخيرة للفريق السعودي.
غادر الوداد صاحب الجماهيرية الجارفة المسابقة؛ بعدما كانت كل الآمال معلقة على حضوره الفعال، إلا أن الآمال شيء وللواقع أحكامه. فبطل إفريقيا لم يكن جاهزا مائة في المائة، لخوض التجربة الدولية الثانية.
لم يتمكن أصدقاء النجم منير الحسوني، من مواصلة هذه المغامرة الجميلة، لكن التظاهرة مستمرة، فالمباريات متواصلة على الأراضي المغربية، وضمان نجاحها مسألة مطلوبة، لأن الرهان كبير وكبير جدا.
وأولى هذه النجاحات، النجاح الجماهيري المطلوب. صحيح أن إقصاء الوداد يعتبر نتيجة قاسية، إلا أن مواصلة الحضور بنفس الزخم مسألة حيوية، وبالتالي فإن متابعة المباريات بنفس النهج، تبقى قضية وطنية، وأي وجهة نظر مغايرة يمكن تأجيلها إلى ما بعد نهاية الحدث الدولي.
فالأنظار مركزة على المغرب، وعلى هذه التظاهرة الهامة بالذات، تظاهرة تم الرهان عليها بقوة؛ من أجل تأكيد ذاك الوجه المشرق لشعب يطمح للحداثة والتطور المستقبلي، والتنمية المستدامة، وبالتالي، فإن مواصلة التعبئة الجماهيرية مسألة مطلوبة.
فالحرص كل الحرص، على أن يتواصل الاهتمام بحدث ينظم بين ظهرانينا، والحضور الجماهيرية مسألة حيوية، يشهد استمرار ناديين عربيين كبيرين، هما الهلال السعودي والأهلي المصري، وأيقونة كرة القدم العالمية الريال مدريد، دون أن ننسى مبدعي كرة القدم اللاتينية، النادي البرازيلي فلامنغو.
فإذا حب كرة القدم قائم بجماليتها وعشقها، فكرة القدم مستمرة بملعبي طنجة والرباط، أما إذا كان كل الحب فهو للوداد فقط، فالوداد أقصى، وليست نهاية العالم، صحيح أن هناك أخطاء فادحة ارتكبت، في تدبير الأمور التقنية والإدارية، داخل القلعة الحمراء، ويمكن معالجتها بكثير من الجرأة والشجاعة المطلوبتين، من طرف العائلة الودادية، بكل فعاليتها وأطيافها وكفاءتها الكبيرة، المغيبة بفعل فاعل.
وعليه، فإن استمرار دعم هذه التظاهرة الدولية جماهيريا، مسألة مطلوبة وضرورية، فالمغرب يطمح للأعلى، وتقديم الدليل على أننا شعب التحدي، يقتضي نوع من التضحية، أما خلافاتنا الداخلية، فيمكن معالجتها فيما بيننا، بكثير من الهدوء والاحتجاج الحضاري المسؤول…
>محمد الروحلي