استمرار معاناة المسافرين على بعد يومين من عيد الأضحى

نتج عن قرار وزارتي الصحة والداخلية، الصادر مساء الأحد المنصرم، والخاص بمنع التنقل انطلاقا من أو في اتجاه مدن طنجة، تطوان، فاس، مكناس، الدار البيضاء، برشيد، سطات ومراكش، ارتباك كبير، أول أمس الاثنين، وصباح أمس الثلاثاء.
ففي الوقت الذي أغلقت فيه المحطات الطرقية شبابيك التذاكر الخاصة بالمدن المعنية بالقرار، فتحت شركات النقل أبوابها للراغبين في السفر إلى المدن المجاورة، على أساس أن يتدبر المسافر أمره بعد ذلك.
ورغم رفض المحطات الطرقية بيع التذاكر للراغبين في السفر إلى المدن الممنوع التنقل إليها، عاينت بيان اليوم العديد من المسافرين العالقين يتحلقون حول المحطات، ويدخلون في مفاوضات مع سائقيها، من أجل نقلهم بأي ثمن إلى مداخل المدن الممنوع دخولها، على أساس أن يواصلوا السير بعد ذلك على الأقدام.

كما عاينت بيان اليوم انتعاشة قوية للنقل السري، أول ما يعرف بـ “الخطافة”، حيث تجد بين الفينة والأخرى سيارات تقتحم المحطات الطرقية، تعرض خدماتها للمسافرين مقابل أسعار ملتهبة. والغريب في الأمر أن عمليات التفاوض تجري أمام أعين رجال الأمن الذين بات همهم الوحيد، بعد القرار الحكومي المشؤوم، هو حفظ أمن المواطنين من خلال التخلص بأي وجه كان من التجمعات البشرية.
من جانب آخر، اتضح فشل التدبير الحكومي لمسألة قضاء المواطنين للعيد بين أهاليهم. ففي الوقت الذي تدعي فيه الحكومة حرصها على حفظهم من وباء كورونا، خلف قرارها المتسرع فوضى عارمة لا مجال للتباعد فيها. فلا تنفك ترى جماعات من المسافرين يتشاورون فيما بينهم، ضمنهم شباب ومسنون، لم يعد همهم وضع الكمامة ولا أي إجراء وقائي بقدر ما يرغبون في التعبير عن تذمرهم من قرار أربك كل حساباتهم. فمنهم من يحكي عن أسرة هو المعيل الوحيد لها تنتظر قدومه لشراء أضحية العيد، ومنهم من يؤكد أن سفره ضروري وملح لأغراض مستعجلة.

ولعل قمة التناقض في البلاغ الحكومي، كونه يؤكد على ضرورة التوفر على رخصة التنقل بين المدن التي يسري عليها قرار الإغلاق منذ يوم الأحد، في الوقت الذي عاينت فيه الجريدة مسافرين يتنقلون بحرية على متن القطارات، وحافلات النقل العمومي، وكذا السيارات الخاصة، دون توفرهم على الرخص التي يجب أن تسلم من قبل السلطات المحلية.
وقال أحد المسافرين إن قرار الحكومة المتسرع لم يستسغه الجميع بمن فيهم القائمون على بعض مصالحها والذين يتعاطفون مع المسافرين، ويشفقون على حال أسر متعددة الأفراد بات أملها الوحيد إيجاد مقاعد في أية وسيلة نقل كانت. بل ومن هؤلاء المسؤولين من يتساءل في حديثه عن تحذير السلطات من تفشي الوباء بسبب التجمعات والازدحام في وسائل النقل العمومي والمحطات، في الوقت الذي سيفضي فيه قرار الإغلاق المفاجئ، في القادم من الأيام، إلى ارتفاع كبير في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، نظرا لعدم احترام أغلبية المسافرين للتدابير الوقائية المتخذة مثل التباعد الاجتماعي، ووضع الكمامة، واستعمال وسائل التعقيم.

< يوسف الخيدر< تصوير: أحمد عقيل مكاو

Related posts

Top