(1)
حملت قصيدة بيدي
كما أحمل الوجبات الجاهزة
لم أكن جاهزة بما يكفي
لكن تذوقها
… أفصح عن كل شي
(2)
أي بهجة هذه التي تحملني إليك؟
إلى شطآن
نسرد فيها أحاديث غيابنا…
لم يفتك شيء
على مهلك
فكل في مكانه…
حتى قلبي لم يبرح مكانه
وﻻ عقلي حتى،
وحدها روحي من غابت
وها أنت تعيدها
بمجيئك…
(3)
دعني…
أمرر أصابعي
على قيثارة النبض
وأنتِ دعيني…
أعانق المدى
على أعتاب المنابع
حيث الموج
يدك الحرير
حيث صخب الصمت يصدح
بوهيمية أنتِ…
تحبين الركض
والركض خط سير
الاشتياق
لنبضات القلب…
دعني
برهة أزيح القناع
عني وعنك وعن الكون
شراشف الدانتيل المقدسة
تخفي وتكشف
وعروق دمي تجف
برقعة ما حيث ودعت الحياة
وأودعتك الروح
أمانة للفصول
للهبوب، للمشاهد
للحفيف، للركح
للشفق، للتصفيق
حيث الأسماء تمضي بدهاليز التاريخ
حيث نحن من نطرز حدائقه
تاركين مزابله
دعيني
أنادي الليل بمسمعك
أقبل الخصلات الخجولة
كشعاع الغروب
يجرك إلي كحياة
حيث الحقيقة العارية الدافئة
على وقع الصدق البهي
بعيدا عن الظلم والظلام
دعني
أتذوق القطاف
كالمعلقات بالشجر صرنا
بأرواح دالية
اعتصرت فيا الصبر المعتقَ
شربته ودخان الزمان وتنهَّدت
يسري مسمعي نغم آت من بعيد،
خارج الأبجديات
بلسان غير ذي لَحنٍ
موزون،
كأنه يمشي على الصراط
ليلِجَ الجنة
رأيتُ عذارى الأبيات
يسرين يختلن
بين السطور،
دعيني كزفرات الروح الأولى
بمعانيها وما تحمل
هنا لا فصول،
ولا شمس تبزغ
ولا قمر يسترق سمع الليالي
فابتعد
إني أراك أوضح
دعني
والسهرات السمراء
فالليالي لاتحلو إلا لأصحابها
(4)
تقضي النوارس أعمارها
وهي تنبئ البحارة
أمل الاقتراب
وأقضي حياتي كلها
ونوارسك أسبح
باليابسة والشطآن
أينك؟
كي ﻻ يغرقني الشوق
بين حبيبات المرمر
(5)
لا يمكن تخيل العزف
دون هارموني العشق المنساب
على المسارات
وبكل المحطات
أهب الريح بوحاً،
يسبقني هناك
حيث تستقبلني نوتات يدك
مثل أجراس، معلقة، خفاقة
حيث همس الأذن
يسبق النظرة؛
حيث النظرة
تسبق الجسد
وحيث الجسد
يسبق السلام التام.
<شعر: نادية أبكري