يخوض المنتخب الوطني مساء اليوم الثلاثاء (19:30) بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، مباراة مصيرية وحاسمة ضد منتخب الكونغو الديمقراطية برسم إياب الدور الفاصل والمؤهل إلى نهائيات كأس العالم 2022 بقطر.
ويحتاج الفريق الوطني الذي اكتفى يوم الجمعة الماضي بتعادل إيجابي (1-1) في مباراة الذهاب بالعاصمة الكونغولية كينشاسا، إلى الانتصار بأي نتيجة أو التعادل السلبي في أسوإ الأحوال، لحسم تأشيرة العبور إلى المونديال العربي.
وتتطلع كتيبة “أسود الأطلس” تحت قيادة الناخب الوطني وحيد خاليلوزيتش، إلى انتزاع بطاقة التأهل للمرة السادسة في تاريخ الكرة المغربية، والثانية على التوالي، بعدما سبق للمنتخب المغربي أن تأهل إلى نسختين متتاليتين، وتحديدا بدورتي 1994 بالولايات المتحدة و1998 بفرنسا.
وشارك المنتخب الوطني لأول مرة في المونديال في نسخة 1970 في المكسيك، ثم حقق إنجازا تاريخيا للكرتين العربية والإفريقية في دورة 1986 في نفس البلد بتخطيه دور المجموعات، وبعد عقدة استمرت 20 عاما، نجحت “أسود الأطلس” في فكها وخاضت مونديال روسيا 2018.
من جهته، سيصبح خاليلوزيتش (69 عاما) المدرب الوحيد في العالم الذي نجح في قيادة أربع منتخبات إلى العرس الكروي، بعد كوت ديفوار والجزائر اليابان في بطولات 2010 بجنوب إفريقيا و2014 بالبرازيل و2018 بروسيا (تمت إقالته قبل شهرين من انطلاقتها).
ويرتقب أن يصلح المدرب البوسني أخطاء ارتكبها في مباراة الذهاب، وكلفته إهدار فرصة الفوز على منتخب يفتقد للتنافسية نظرا لفشله في تأهله إلى كأس أمم إفريقيا الأخيرة، واعتمد على حرب نفسية قبل وبعد المباراة وداخل وخارج الملعب، أكثر من اعتماده على مهارات لاعبيه.
فخاليلوزيتش يصر على الاعتماد على المهاجم يوسف النصيري أساسيا رغم أن مستوى الأخير تراجع كثيرا ولم يعد اللاعب قادرا على تقديم الإضافة المرجوة، في وقت أثبتت ثنائية المهاجمين أيوب الكعبي وريان مايي نجاعتها بدليل أنهما سجل ما يقارب نصف أهداف المنتخب المغربي (9 أهداف).
كما غامر الناخب الوطني كثيرا عندما فضل الاحتفاظ بالجناح المتميز سفيان بوفال الذي بصم على أداء جيد للغاية في كأس أمم إفريقيا 2021، خشية تعرض اللاعب لإصابة بسبب العشب الاصطناعي أرضية ملعب “الشهداء”.
وكعادته في مفاجأة الشارع المغربي بقرارات عجيبة، غير خاليليوزتيش مركز المتألق أشرف حكيمي من ظهير إلى جناح أيمن في سياق اللعب بخطة 3-5-2، ليتضح خطأ خطته التي فتحت شوارع أمام المهاجمين الكونغوليين.
من جانبها، تدرك العناصر الوطنية قيمة انتزاع بطاقة التأهل على أرضها وأمام جماهيرها التي ستحج بكثافة لتأثيث مدرجات مركب محمد الخامس الذي سبق له أن عاش على إيقاع أجواء احتفالية مماثلة في 10 أكتوبر 1993 ضد منتخب زامبيا وفي 7 يونيو 1997 أمام المنتخب الغاني.
ورغم أن التعادل السلبي سيكون كافيا لبلوغ النسخة الـ22، سيسعى رفاق العميد رومان سايس إلى تحقيق الانتصار الخامس على المنتخب الكونغولي، مقابل 4 هزائم و7 تعادلات في 14 مواجهة ضد كتيبة “الفهود”.
وكان خاليلوزيتش قد طالب السبت الماضي المغاربة بدعم لا مشروط لـ “أسود الأطلس” في أول مباراة بحضور الجمهور منذ أزيد من عامين بسبب جائحة كورونا، معبرا عن أمله في أن تقدم المجموعة أداء أفضل من مباراة الذهاب.
وقال المدرب البوسني في تصريح لموقع جامعة كرة القدم “ننتظر منكم دعما غير مشروط لكي نفوز سوية بهذه المباراة ونتأهل إلى كأس العالم. أعتمد عليكم. وديما ديما مغرب”.
وأضاف “بعد التعادل ذهابا، ما تزال أمامنا 90 دقيقة لضمان التأهل إلى المونديال. لم نتأهل بعد وإن كنا قد عدنا بنتيجة جيدة رغم بعض الصعوبات. أتمنى أن نلعب بشكل أفضل”.
< صلاح الدين برباش