الأقصى في خطر

أكد وزير شؤون القدس ومحافظها المهندس عدنان الحسيني للسفير التركي الجديد بان المسجد الاقصى في خطر، مطالبا بمواقف عربية واسلامية حازمة تجاه ما يحاك ضده.
وجاء ذلك خلال استقبال الحسيني للقنصل العام للجمهورية التركية الجديد في القدس كورجان توركو اغلو حيث هنأه بمناسبة توليه مهام منصبه وتمنى له مسيرة عمل مكللة بالنجاح.
واستهل الحسيني لقائه بالضيف، بتقديم شرحٍ عام عن الوضع في مدينة القدس وعن آخر التطورات السياسية، خاصةً ما يتعلق منها بقرار مجلس الأمن الخاص بإدانة الاستيطان، والتصريحات التي صدرت مؤخراً عن وزير خارجية أميركا جون كيري.
وأكد الحسيني على أن الطرف الإسرائيلي لا يعتقد بحقنا في هذه الأرض ويظن ويراهن واهماً بأننا ضيوف عليها، وبأننا في نهاية المطاف سوف نَملُّ ونضطر إلى التخلي عنها، متناسياً أننا أصحاب حق وتاريخ وأن هذه الأرض لنا ونحنُ باقون عليها متمسكون بها رغماً عنه.
وأكد بأن ما يحاول الإسرائيليون ترويجه من مفاهيم تستند إلى أساطير تُقصي الآخر وتغيّبه ، لن تنفعهم طالما نحن متمسكون بحقنا، مبيناً بأنهم يفعلون ذلك لأنهم يراهنون على دعم المجتمع الدولي، حيث تعوّد الإسرائيلي بأن لا يقول له أحدٌ” لا ” مهما كان مخطئاً، فللأسف لا أحد في المجتمع الدولي يجرؤ على قول الحقيقة لهم في وجوهم!. ونوه الحسيني بأن نتنياهو وحكومته يريدون محاربة ومعاقبة الأمم المتحدة والدول التي صوتت لصالح فلسطين في القرار الذي أدان الاستيطان مؤخراً، فالإسرائيليون يرون أنه بالإمكان المضي في إدارة الظهر للمجتمع الدولي ولقراراته، ولا ضير بالنسبة لهم من أن تمضي الأمور مع الفلسطينيين بهذه الوتيرة العبثية سنواتٍ أخرى دون حلٍ لقضيتهم، مؤكداً أن القضية بالنسبة للفلسطينيين ليست مجرد حياة بل هي قضية تاريخ وكرامة ومصير.
وأوضح الحسيني أن على إسرائيل أن تتعلم الدرس من قرار مجلس الأمن الذي أدان الاستيطان ومن وتصريحات وزير الخارجية الاميركي جون كيري الأخيرة، وعليها أن تُدرك أن العالم لم يعد يقبل سلوكها الاستعلائي وتغريدها خارج سرب منظومة القيم والقوانين الدولية .
وأشار الحسيني الى أن الإسرائيليين يدّعون بأنهم الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، إذا فماذا تفعل حواجزهم العسكرية، ومستوطناتهم وقتلهم وإذلالهم اليومي للفلسطينيين!، إنهم ببساطة يريدون أن يقنعوا العالم بأنهم في خطرٍ دائم ليستمر العالم في دعمهم وإسنادهم.
وفيما يخص القدس ، أكد المحافظ أن القضية واضحة، وحدود العام 67 واضحة ومعروفة، وموقفنا منها واضح ، فهي مدينة مفتوحة للجميع وحق العبادة فيها مكفولٌ للجميع، فالقدس الشرقية تحت السيادة الفلسطينية وهي عاصمة الدولة الفلسطينية. والقدس والأقصى هي قضية الأمتين العربية والإسلامية وعليها أن تقف لتحمي وتثبّت هذا الحق، فإن تخاذلت فإننا كشعب فلسطيني لن نستسلم ولن نلين، وإذا أراد الإسرائيليون فرض سيادتهم على الأقصى فلن يحصلوا إلا على مزيد من اشتعال النار في المنطقة، وترامب لن يستطيع أن يوفر الحماية والأمن للإسرائيليين بمنطق الحديد والنار.
وأوصى الحسيني ضيفه بالتأكيد على حكومته بأن الأقصى في خطر، وأنه مطلوبٌ دور تركي أكثر حزماً بهذا الشأن، فعندما يكون هنالك مواقف قوية من الدول العربية والإسلامية فان إسرائيل تتراجع عن اعتداءاتها، وهذا ما نتمناه من الدول العربية والإسلامية.
بدوره شكر السفير التركي محافظ القدس على حُسن استقباله ، مؤكداً بأن الوضع الفلسطيني وقضية القدس هما في مركز متابعة واهتمام المجتمع الدولي هذه الأيام خاصة في ظل قرار مجلس الأمن الأخير وتصريحات كيري ، منوهاً بأن الإسرائيليون يفسرون الوضع بشكلٍ خاطئ ويعتقدون بان الوضع في سوريا والعراق سينسينا القضية الفلسطينية، وهم مخطئون، فالقضية الفلسطينية بالنسبة لنا هي مفتاح السلام والحرب. وأكد بأنه بقدومه إلى القدس أدرك حساسية وتعقيد الوضع في المدينة، وما تعانيه من ظروف استثنائية يصعب فهما إلا لمن عايشها، مؤكداً على قناعته بأنه عندما يحصل الفلسطينيون على استقلالهم فسيكون بمقدورهم بناء دولتهم ومؤسساتها، فهم يملكون الإمكانات والإرادة لفعل ذلك.
وأكد السفير التركي ، على عمق العلاقات الفلسطينية – التركية في المجالات المختلفة، السياسية، والاقتصادية والإنسانية، منوهاً بأنه سيعمل جاهداً في سبيل تشجيع النشاط والحركة السياحية في القدس من خلال الحث على استخدام المرافق السياحية العربية في القدس، والحرص على استمرار زيارة المسجد الأقصى المبارك.

وليد أبو سرحان-القدس –

الوسوم , ,

Related posts

Top