قال نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، وزير السكنى وسياسة المدينة، أول أمس السبت، بالحي المحمدي بالدار البيضاء، إنه لا يمكن لأي مسؤول سياسي أن يتواجد بالحي المحمدي دون أن يتذكر ويستحضر البطولات والتضحيات التي قدمتها ساكنة هذا الحي من أجل استقلال المغرب، ودون أن يتفاعل مع تعبيرها عن رغبتها الجامحة في أن يستفيد أبناؤها من الخيرات، ويتمتعون بحقوقهم كاملة في العيش الكريم، والسكن اللائق، والتربية والتعليم، وفي مختلف المجالات الاجتماعية.
وأضاف بنعبد الله، في هذا اللقاء التواصلي الذي نظمه المكتب الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بعمالة عين السبع – الحي المحمدي، بالدار البيضاء، أن نضالات ساكنة الحي المحمدي، ستظل راسخة في الذاكرة، لكونها قدمت شهداء ومعتقلين في عهد الاستعمار، من أجل نيل الاستقلال، وبعد عهد الاستقلال، من أجل الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.
وأكد نبيل بنعبد الله أن حزب التقدم والاشتراكية، بحكم واجبه الأخلاقي والسياسي، وبحكم تاريخه، وميوله العمالي الاشتراكي والديمقراطي، لا يمكنه إلا أن يتذكر كل هذه التضحيات الجسام، مشيرا في الوقت نفسه، إلى أن واجب الاستمرار هو ما يجعل الحزب، طيلة مساره، يناضل من أجل الفئات الهشة في البلاد، من مستضعفين وفلاحين، وذوي الاحتياجات الخاصة، وغيرهم، وكل المطالبين بالحق في العيش الكريم.
واعتبر بنعبد الله أن حزب التقدم والاشتراكية سيظل دائما إلى جانب كل هذه الفئات، مهنئا بالمناسبة، ساكنة الحي المحمدي، على الثقة التي وضعوها في مناضلي الحزب بالحي المحمدي، وفي مقدمتهم الشاب عبد الإله الشيكر، العضو بمجلس مقاطعة الحي المحمدي، ونائب عمدة مجلس الدار البيضاء.
وعاد بنعبد الله بالحاضرين في هذا اللقاء التواصلي، إلى الانتخابات التشريعية لسنة 2011، بالقول، «كان من المفترض، أن يكون الشاب والمناضل عبد الإله الشيكر، ضمن فريقنا بالبرلمان اليوم، لكن أيادي خفية، وأطرافا أخرى، حالت دون ذلك، بعد أن رفض بقوة، أن يستجيب لها، وأصر على الترشح ضمن حزبه، حزب التقدم والاشتراكية»، مضيفا، أن حزب التقدم والاشتراكية، لن يسمح اليوم، بتحوير الإرادة الشعبية للمواطنين، وسيظل مناضلوه ومناضلاته، خصوصا بالحي المحمدي، رهن إشارة الساكنة، للتعبير والدفاع عن آمالها في العيش الكريم، والسكن اللائق.
وتجاوبا مع مشاكل الساكنة وقضاياها، طمأن نبيل بنعبد الله الحاضرين، بأن الحزب لن يتخلى عنها، وسيظل بجانبها للعمل سويا على حل جميع المشاكل العالقة سواء في قطاع السكن أو في مجال الصحة أو غيرهما، موضحا، بالمناسبة، أن السكان المحصيين سيستفيدون من السكن في إطار برنامج محاربة دور الصفيح، وبالنسبة للسكان غير المحصيين لأسباب ما، فقد وعدهم بمتابعة الملف إلى حين حل كل المشاكل العالقة، مذكرا الجميع، بالشروع في معالجة الأوضاع ببعض الأحياء السكنية، كما هو الحال بالنسبة لأحياء زرابة وطوما.
وفيما يخص مشكل الرسوم العقارية لبعض الأحياء السكنية، قال بنعبد الله، إن هناك مساعي مع ممثل الأملاك العقارية للقيام بعملية استثنائية لتسوية هذه الوضعية، مع أداء رمزي للمعنيين بالأمر. أما بالنسبة للباعة المتجولين، فقد أعلن نبيل بنعبد الله أن حزب التقدم والاشتراكية يقترح، في هذا الصدد، التعجيل ببناء أسواق نموذجية لاستيعاب هذه الفئة، داعيا منتخبي الحزب بالمقاطعة وبمجلس المدينة، إلى العمل على إدماج هذه الفئة في الحركة الاقتصادية، معبرا عن رفضه المقاربة الأمنية في التعامل مع هذه الفئة، لكونها تعيل أسرا بدورها وتعاني من الهشاشة، دون أن يغفل الحديث عن عرقلتها لحركة السير من خلال احتلالها للملك العمومي.
ووعد نبيل بنعبد الله الحاضرين، بمواصلة النضال إلى جانبهم، مؤكدا بالمناسبة، أن جميع المشاكل لا يمكن حلها بين عشية وضحاها، وأعطى مثالا عن ذلك، أنه في مجال محاربة السكن غير اللائق بجهة الدار البيضاء-سابقا-، تم إحصاء 130 ألف أسرة، ناهيك عن آلاف أخرى غير محصية، وأنه تمت معالجة ما بين 70 و80 في المائة، أي ما بين 80 ألف و90 ألف أسرة، تقطن اليوم إما في بقعة أو شقة، في ظرف أربع سنوات، وأن ما تبقى يتطلب مزيدا من الوقت.
ووصف نبيل بنعبد الله، حزب التقدم والاشتراكية، بحزب المعقول والنضال، ويريد الخير للبلاد، على عكس بعض الأحزاب، التي لا علاقة لها بالنضال، ولا بالمبادئ، ولا يهم أصحابها سوى الكراسي والمناصب وخدمة مصالحها، داعيا الحاضرين، رجالا ونساء، إلى التصدي لكل الفاسدين والمرتشين، ومناصرة المناضلين الحقيقيين.
وحول موضوع مشاركة الحزب في الحكومة، قال الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية إن الهدف من المشاركة هو المساهمة في تحسين الأوضاع المعيشية لكل المغاربة، خصوصا الفئات المستضعفة، مقدما، بإيجاز، مساهمة وزراء الحزب في الحكومة، حيث وصف حصيلتهم بالإيجابية، وكان لهم الفضل في العديد من إنجازات الحكومة التي رفعت من ميزانية الصناديق الاجتماعية من 2.5 مليار درهم إلى 4 ملايير سنة 2014، واستفاد بفضل مجهودها تسعة ملايين من المواطنين من برنامج «راميد»، وتجاوزت نسبة عدد الطلبة الممنوحين 80%، ورفعت ميزانية المنح لتبلغ مليار و320 مليون درهما أي بزيادة بلغت 150%، ورفعت من عدد الطلبة القاطنين بالأحياء الجامعية من 36 ألف إلى 55 ألف، وخفضت هذه الحكومة ثمن أزيد من 2000 دواء، وحسنت وضعية المستشفيات العمومية، وعملت على إيصال الماء والكهرباء إلى قرى نائية، وحفرت الآبار وتمكنت من رفع نسبة النمو وتخفيض نسبة العجز وإرجاع العافية إلى الاقتصاد الوطني، دون أن يغفل الحديث عن وجود نقائص وسلبيات في بعض القطاعات.
وعرج نبيل بنعبد الله، في لقائه التواصلي على مشروع القانون 19.12 المتعلق بتحديد شروط شغل وتشغيل العمال المنزليين، وقال في هذا الصدد، إن الحزب دافع عن رفع السن الأدنى للعمال المنزليين إلى 18 سنة، منذ المراحل الأولى لمشروع القانون المذكور، مضيفا أنه وجد معارضة داخل الحكومة والأغلبية وحتى من أطراف من المعارضة.
وأكد نبيل بنعبد الله، أن هناك أطرافا دفعت بعدم ضرورة القانون لأنه «سيخلق مشاكل في الأسر التي تعيش مع الفتيات القاصرات كخادمات»، موضحا أن الصيغة الحالية تتضمن مزايا ومكتسبات على المستوى الاجتماعي، وأعطى مثالا عن ذلك، بكون الفتاة التي تبلغ من العمر ما بين 16 و18 سنة لا يمكن تشغيلها بدون إذن والدها، بالإضافة إلى استفادتها من حقوق الشغل «التغطية الصحية والاجتماعية والعطل السنوية».
يذكر، أن هذا اللقاء التواصلي، الذي احتضنه المركب الثقافي، حضره وفد من قيادة الحزب، يضم بعض أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية، كما حضر اللقاء، مناضلو ومناضلات الحزب بمجموعة من الفروع المحلية والإقليمية بجهة الدار البيضاء الكبرى، إضافة إلى مئات من ساكنة عمالة عين الحي المحمدي.
ومن جهته، ألقى عبد الإله شيكر، كلمة باسم المكتب الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بعمالة عين السبع الحي المحمدي، استحضر فيها مجموعة من المشاكل التي تعاني منها الساكنة، منوها في الوقت نفسه، بكل المجهودات التي بذلت خصوصا على مستوى كريان سنطرال، حيث تم هدم آخر براكة به.
حسن عربي