الابتكار يخول المغرب ثلاث ميداليات ذهبية وفضية في المسابقات الدولية للاختراع

حصد المغرب في مجال الابتكار ميداليتين ذهبيتين وجائزتين متميزتين في المؤتمر الدولي للبحث والابتكار بكوالا لمبور ماليزيا، كما فاز بذهبية وفضية في المسابقة الدولية للاختراعات بالصين. ويولي المغرب اهتماما قويا بالبحث والتطوير والابتكار من خلال تأسيس العديد من المختبرات في مختلف المجالات والتي تمكنت من ابتكار عشرات الاختراعات المتوجة بعدة جوائز عالمية.

تنظيم أولى مسابقة الابتكار على الصعيد الافريقي

تنظم الجمعية المغربية النبوغ، النسخة الأولى من مسابقة الابتكار بإفريقيا 2017، يومه الخميس وغدا الجمعة، بالملتقى الاقتصادي المحوري للقارة السمراء، الذي يحتضنه المكتب المركزي والدولي للمعارض، ومكتب صرف المغرب بالدار البيضاء، تحت شعار “الابتكار، ومستقبل إفريقيا”. وتنظم هذه التظاهرة بتنسيق مع مؤسسة جاكوبس للهندسة (س-أ) ومنتدى محور إفريقيا، علاوة على مشاركة المؤسسات الحكومية للدول الإفريقية، المهتمة بقطاع الابتكار والإبداع. ويشكل هذا الملتقى أول تظاهرة من نوعها على الصعيد الافريقي، حيث سيتم تنظيم مباراة لاختيار أحسن مشاريع الاختراع على هذا المستوى، كما سيتم تنظيم معرض للاختراعات التي سيتم اختيارها ضمن هذه المبادرة التي تندرج، حسب المنظمين، في إطار تعزيز صورة القارة الأفريقية كقارة واعدة تشهد أكبر معدلات النمو عالميا، وتستقبل كذلك أكبر النسب من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وهو الوضع الذي يجعل القارة السمراء تواجه، في ذات الوقت، تحديات كبرى على مختلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، مما يحتم ضرورة تشجيع مختلف مبادرات الإبداع والابتكار التي تسير في اتجاه مساعدة الدول والشعوب الأفريقية على رفع تلك التحديات. وتهدف المبادرة ايضا إلى التعريف بشكل أكبر بالقدرات والمؤهلات البشرية الإفريقية في مجال الابتكار والاختراع، وتثمين الاختراعات المختلفة التي يتوصل إليها الباحثون والعلماء الآفارقة. وسيكون اللقاء فرصة لتعزيز التواصل والتنسيق بين المخترعين والمستثمرين، في إطار العمل على تحقيق التجاوب بين مجال الاختراع وإمكانيات الاستثمار في القطاع الاقتصادي والصناعي. المبادرة التي ستعرف مشاركة العديد من الفاعلين والخبراء من المغرب وأفريقيا، ستشكل فرصة سانحة للتحاور والتباري بشأن الابتكار والاختراع في مجالات الطاقات المتجددة والبيئة، ومستجدات القطاعات الفلاحية والصناعية، والتحديات في المجال الصحي وقطاع السلامة الطرقية. وسيصبح بدءا من هذا العام سنة سنوية، تقام كل عام، تجمع جل المهتمين والفاعلين في حقل الابتكار والتطوير والمعرفة والقطاع الصناعي والاقتصادي بالقارة السمراء، والتي ترتكز على ثلاثة نقط رئيسية، حسب البلاغ الصحفي للجنة المنظمة، أولاها، المنتدى فضاء مخصص للشركاء والراعين له، الذين أبدو رغبة في دعم هذه المبادرة من خلال توفير الوسائل اللوجيستيكية والتقنية، وكذا تقديم منح خاصة للمخترعين والمبتكرين.
ومن المنتظر أن تختتم التظاهرة بتنظيم حفل توزيع الجوائز على الفائزين، وذلك يوم 12 ماي الجاري بمراكش.
المؤتمر الدولي للاختراع بماليزيا..
 فوز المغرب بمداليتين ذهبيتين
 
تمكن المغرب من حصد ميداليتين ذهبيتين وجائزتين متميزتين في المؤتمر الدولي للبحث والابتكار بكوالا لمبور ماليزيا، حيث توج بجائزة مانيلا لجمعية الشباب المخترعين وجائزة جامعة نورت يونيفرسيتي، نالتهما المدرسة المغربية لعلوم المهندس (EMSI).
ونظم هذا الحدث الدولي، للأبحاث والابتكار بكوالالمبور بماليزيا من 23 إلى 25 أبريل المنصرم، من قبل جامعة برليس الماليزية، ومركز التميز لجيو بوليمير والتكنولوجيات الخضراء والشركة الماليزية للبحث والابتكار (مريس)، حيث اعتبر المغرب الدولة العربية والإفريقية الوحيدة المشاركة في هذا المؤتمر بجانب بلدان أخرى كالولايات المتحدة الأمريكية والصين وكندا وكوريا.
وحصل المشروع الجديد “ايفما” على الميدالية الذهبية الأولى وهو عبارة عن مادة ماصة للموجات الكهرومغناطيسية تستند على نوع جديد من المواد الفوقية لحماية جسم الإنسان من الإشعاعات الكهرومغناطيسية، حيث يعد هذا المشروع ثمرة تعاون بين المغرب وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية من خلال المدرسة المغربية لعلوم المهندس، ومعهد اينسا غين وجامعة جورجيا طيك الأمريكية.
وتعمل هذه المادة الجديدة المستندة على المواد الفوقية على حماية الجلد البشري من آثار الإشعاعات الكهرومغناطيسية بما فيه إشعاع التأين والتأثير الحراري على وجه الخصوص.
هذا، وتستخدم أيضا هذه المادة في المجال الطبي حيث تمكن من حماية المرضى والعاملين في نظام الأشعة والعلاج الإشعاعي. علاوة على ذلك يعد هذا النظام حلا واعدا لحماية الأفراد ضد الهجمات الكهرومغناطيسية العسكرية.
وتم التطوير التكنولوجي والتصميم الرقمي لهذه المادة الجديدة بين المغرب وفرنسا، في حين أن تصنيعها وتوصيفها التجريبي قد تم في المختبر الأمريكي مستندا على آليات النمذجة النانو تكنولوجية.
والجدير بالذكر أنه قد تم قبول نشر الأبحاث المتعلقة بهاته التكنولوجيا الحديثة بالمؤتمر الدولي المرموق لعلوم الراديو الذي سينظم من طرف الاتحاد الدولي خلال شهر غشت المقبل بمدينة موريال الكندية وهو مؤتمر ينظم مرة كل ثلاث سنوات.
وفيما يخص الميدالية الذهبية الثانية فقد حصل عليها مشروع “سينستينا” وهو اختراع تكنولوجي ينتمي إلى أنظمة الاتصال اللاسلكي من فئة الجيل الخامس وتحديدا في مجال أنترنيت الأشياء، حيث يرتكز على ميكرو رادار متصل لا سلكيا قابل للتعرف على الحواجز والمسافات دون استخدام أي أداة استشعار.
هذه التكنولوجيا الحديثة التي وصفها المختصون في المجال بتكنولوجيا ثورية يمكن لها أن تفتح آفاقا جديدة واستعمالات عديدة كاستشعار مجموعة من التغييرات الفيزيائية المحيطة دون استعمال أداة استشعار.
وقد تم مؤخرا استخدام تكنولوجيا السنستينا من طرف مختبر “سمارتي لاب ايمسي” لتنفيذ مشروع “سمارتي بارك” الذي يهدف إلى إدارة ذكية وصديقة للبيئة لمواقف السيارات.
وخول هذا المشروع للمغرب أن يكون بين المرشحين الأربعة في نهائيات كأس العالم للابتكار بشهر مارس2017، وحسب كمال الديساوي، المدير العام لمجموعة(EMSI)، حيث يعتبر هذا الإنجاز تصنيفا تاريخيا يجعل من المغرب أول دولة إفريقية عربية تمكنت من التأهل الى نهائي كاس العالم للابتكار.
ومعلوم أن المدرسة المغربية لعلوم المهندس، التي راكمت أكثر من 30 عاما في خدمة مغرب تنافسي، تولي اهتماما قويا بالبحث والتطوير والابتكار من خلال تأسيس العديد من المختبرات في مختلف المجالات والتي تمكنت من ابتكار عشرات الاختراعات المتوجة بعدة جوائز عالمية.
كما أن هذه المؤسسة التكوينية، التي تجمعها العديد من اتفاقيات الشراكة مع الجامعات الفرنسية المرموقة، تتوفر على 10 مواقع عبر المملكة.
ويتوفر كل موقع على قاعات درس متعددة وعلى مختبرات ومراكز للبيانات وعلى أحدث المعدات لتلبية احتياجات التطبيق العملي والمشاريع والبحوث العلمية.
كما يؤطر طلبة المؤسسة نفسها، الذين يبلغ عددهم أكثر من 4500 طالب مهندس (مغاربة ودوليين) يتابعون الدراسة بهذه المدرسة، أكثر من 500 أستاذ ذوي مؤهلات عالية وخريجي المدارس والجامعات الشهيرة والشركات المغربية الكبرى ومهندسين ذوي خبرة بالشركات المغربية الكبرى.
وهو ما خول للمؤسسة القدرة على تحقيق إدماج مهني قوي من خلال تكوين علاقات مع مكاتب التشغيل، وتنظيم منتدى التوظيف وأيام التشغيل والتدريب، وربط علاقات مع شبكة الخريجين، والقدرة على التكيف مع طلب السوق من خلال تحديث برامج التدريس تبعا لاحتياجات التقدم الاقتصادي والتكنولوجي لفائدة أكثر من 10000 مهندس متخرج.

المسابقة الدولية للاختراعات بالصين.. ويستمر مسلسل التتويج

فبعد أن حاز الابتكار التكنولوجي الرائد لهذا العام “السينستينا بالميدالية الذهبية في المؤتمر الدولي للتصميم والبحوث والابتكار في كوالالمبور، نفس الاختراع يضفر بالميدالية الفضية في معرض شنغهاي الدولي للتكنولوجيا وهو اختراع تكنولوجي ينتمي إلى أنظمة الاتصال اللاسلكي من فئة الجيل الخامس وتحديدا في مجال أنترنيت الأشياء، حيث يرتكز على ميكرو رادار متصل لا سلكيا قابل للتعرف على الحواجز والمسافات دون استخدام أي أداة استشعار.
كما توج مشروع ” مولتي فيو سكرين” بدوره بالميدالية الذهبية بالمسابقة الدولية للاختراع في المعرض الدولي للتكنولوجيا بشنغهاي وهو عبارة عن شاشة متعددة الرؤى مخترعة من طرف ماجد البوعزاوي عضو مخترع وباحث بمختبر سمارتي لاب. يتيح لعدة اشخاص مشاهدة برامج او فيديوهات مختلفة في وقت واحد على نفس الشاشة حسب زاوية مشاهدتهم وذلك دون استخدام نظارات خاصة أو غيرها من الاكسسوارات. وتعتبر المسابقة الدولية للاختراعات التي تمت بالمعرض الدولي للتكنولوجيا بشنغهاي من 20 إلى 22 أبريل المنصرم 2017 بدعم من مجلس الدولة الصينية، أكبر معرض للابتكار والتكنولوجيا على النطاق الآسيوي، حيث يتم تنظيمها من قبل غرفة التجارة الصينية لاستيراد وتصدير الآلات والمنتجات الالكترونية، المركز الدولي لتبادل التكنولوجيا لشنغهاي ومن قبل المجموعة  الدولية  (ايست بيست& لانشنج) ويتم دعمها أيضا من قبل اليونيدو، لونديبي، لويبو، وزارة التجارة، وزارة العلوم والتكنولوجيا، ومكتب الملكية الفكرية  الصينية وحكومة البلدية لشانغهاى.

Related posts

Top