الباحث وليد اتباتو يقارب الإعلام وقضايا اللجوء في أطروحته لنيل شهادة الدكتوراه

في دراسة جديدة، قارب الباحث في الاعلام والتواصل وتحليل الخطاب وليد اتباتو قضايا اللجوء في الإعلام والسياسة الخارجية للدول من خلال تفكيك طبيعة العلاقة بين التناول الإخباري لقضية اللاجئين السوريين في الفضائيات الأجنبية الناطقة باللغة الغربية والاتجاهات السياسية للدول الباثة.
وتهدف هذه الدراسة، التي تدخل ضمن أطروحة دكتوراه ناقشها الباحث وليد اتباتو الاثنين الماضي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر بأكادير والتي توجت بمصادقة اللجنة العلمية، إلى توصيف وتحليل وتفسير التناول الإخباري لقضية اللاجئين السوريين بمجموعة من القنوات الأجنبية الموجهة باللغة العربية والكشف عن دور الاعتبارات الإيديولوجية في تشكيل الخطاب الإعلامي حول قضية اللاجئين السوريين، من خلال تحليل مضمون النشرات الإخبارية بالقنوات محل الدراسة وتحليل الأطر الرئيسة والفرعية المستخدمة في التناول الإخباري لهذه القضية.
كما تهدف هذه الدراسة إلى الكشف عن طبيعة العلاقة بين التناول الإخباري لقضية اللاجئين والاتجاهات السياسية للدول الباثة (تركيا، ألمانيا، روسيا)، حيث اعتمدت الدراسة على نظريتي تحليل المضمون وتحليل الأطر الخبرية على اعتبار أن هاتين النظريتين تمكنان من تحديد كمي وكيفي أدق لكيفية تمثيل هذه الفضائيات للموضوع قيد الدراسة.
وتعد هذه الدراسة جزءا مما يسمى بمفهوم الدراسات المقارنة لوسائل الإعلام الدولية، أي أنها تدخل ضمن الدراسات المقارنة للاتصال الجماهيري الدولي، والتي تهتم بمقارنة ملكية وسائل الإعلام وطبيعة مضمون رسائلها الإعلامية والأسس التي تحكم الممارسات الإعلامية داخل مختلف المؤسسات الإعلامية.
وحسب الباحث وليد اتباتو فإن الدراسة سعت إلى المقارنة بين طبيعة التناول المعتمد من طرف القنوات الفضائية الموجهة باللغة العربية والأساليب التي تعتمدها والقيم التي تتبناها والمواقف التي تزكيها، “وهو الأمر الذي يتيح لنا المقارنة بين السياسة التحريرية للقناة والسياسة الخارجية للدول الباثة”، وفق تعبيره.
وخلص الباحث إلى مجموعة من النتائج، أهمها وجود اختلاف في الأطر الرئيسية والأطر الفرعية التي وضعتها القنوات (إطار الصراع والمسؤولية، إطار المؤامرة، إطار التغيير السياسي وأطر أسباب القضية، أطر حلول القضية، أطر الشخصيات المحورية)، كما توصلت الدراسة إلى الوقوف عند اختلاف التوازن على مستوى عرض قضية اللاجئين السوريين بين القنوات مع تغييب وجهة نظر اللاجئين بالرغم من كونهم محور القضية.
وأبرز اتباتو على أن القنوات الاجنبية محط الدراسة لجأت بشكل من الأشكال إلى توظيف الاستغلال السياسي لقضية اللاجئين أثناء تناولها الإخباري، حيث كانت “الأطر السياسية” و”إطار الصراع” هي الأكثر توظيفا أثناء هذا التناول.
ووفق اتباتو فإن نتائج التحليل أظهرت اتفاق القنوات في إبراز الموقف الرسمي المعلن للدولة الباثة تجاه الأحداث المرتبطة بقضية اللاجئين السوريين وإبراز دور الشخصيات المحورية لكل دولة في التأثير على مجريات الأحداث.
وزاد المتحدث في دفاعه عن أطروحته الجامعية “وإن كانت قضية اللاجئين السوريين، بشكل ظاهري، هي موضوع التناول الإخباري، فإن موضوع اللاجئين في الحقيقة كان وسيلة وليس غاية للتناول الإخباري، وسيلة من وسائل الصراع في المنطقة وغاية لبسط نفوذ القوى المتصارعة وفرض رأيها ومواقفها”.
وتابع المتحدث “لقد تبين لنا أن التناول الإخباري لقضية اللجوء السوري هو في الحقيقة امتداد أشمل لعلاقة الإعلام بالسياسة، هما صنوان لا يفترقان، فاللغة الإعلامية تحاكي اللغة السياسية في كثير من الأحيان، من خلال ما يمتلكه الإعلام من قدرة على تحيين نفسه وتجديد أساليبه وتطوير تقنياته”.
جدير بالذكر أن أطروحة الدكتوراه الموسومة بـ “الإعلام وقضايا اللجوء: التناول الإخباري لقضية اللاجئين السوريين في القنوات الفضائية الدولية الموجهة باللغة العربية” والتي تتضمن دراسة تحليلية مقارنة لقنوات Trt عربي، روسيا اليوم، DW عربي، عرفت مناقشة وتتويجا وإجازة من قبل اللجنة العلمية، حيث تم منحها درجة مشرف جدا مع التنويه وتوصية بالنشر.
وتوجت اللجنة العلمية التي تكون من كل من الأستاذ عبد السلام فزازي مشرفا، والأستاذ عبد النبي ذاكر رئيسا، والأستاذ محمد بوشلخة عضوا، والأستاذ مصطفى اللويزي عضوا، (توجت) الباحث وليد اتباتو بشهادة الدكتوراه في تخصص الإعلام والتواصل وتحليل الخطاب بميزة مشرف جدا مع التنويه وتوصية بالنشر.

< محمد توفيق أمزيان

Related posts

Top