البدراوي.. تعرت الحقيقة…

يواجه الرئيس الحالي لفريق الرجاء البيضاوي كرة القدم، عزيز البدراوي، حملة عاصفية يشنها عليه الجمهور الرجاوي، ويطالبه بتقديم الاستقالة، والابتعاد فورا عن تسيير شؤون النادي الأخضر.
وتعود أسباب الحملة، ليس فقط للنتائج السلبية التي حصدها الفريق تحت قيادته، ولكن أيضا لعدم وفائه بجملة من الوعود التي أطلقها يمينا ويسارا، سواء بعد تحمله رسميا المسؤولية، أو بعد أن أصبح الآمر والناهي.
التزم بالكثير من الأشياء أمام كل مكونات النادي، إلى درجة أصبح يتخيل للكثيرين، أن الرجاء ستأتي على الأخضر واليابس، وأن عهد البطولات والألقاب عاد بقوة، إلى أن «المية تكذب الغطاس»، كما يقول أشقاؤنا المصريون.
في الرجاء، لا موارد مالية ولا تدبير محكم، والأكثر من ذلك إدخال الفريق، وسط دوامة من الخلافات والتطاحنات التي لا تعد ولا تحصى.
ديون تتراكم، ملفات النزاعات ازدادت وتيرتها، وجاءت النتائج السلبية لتفجر المسكوت عنه، قبل نهاية موسم يسير نحو صفر لقب، مما يهدد بغياب على مستوى التظاهرات الخارجية خلال الموسم القادم.
ابتعاد عن المراكز الأولى بالدوري المحلي، إقصاء مر من ربع نهاية عصبة الأبطال أمام الأهلي المصري، والمسابقة الوحيدة المتبقية أمامه، كأس العرش في أفق مواجهة مشتعلة أمام شباب المحمدية بدور ربع النهاية بملعب البشير.
هذا قدر ناد كبير اسمه الرجاء، سئم من البحث المضني عن الاستقرار الضروري والهدوء المطلوب، طيلة سنوات خلت، وبعد أن ساد الاعتقاد أن البدراوي هو «العزيز المنتظر»، استفاق الجميع على واقع مر لم تعد الخرجات والفرقعات الإعلامية، قادرة على أخفاء معالمه الصادمة.
تعرت الحقائق كما هي، ولم يعد بالإمكان ربح المزيد من الوقت، على بعد شهرين تقريبا من نهاية موسم يعتبر كارثيا على جميع المستويات، وهو الذي أطلق العنان لوعود خيالية، لم تراع إكراهات الواقع، وتحديات المستقبل.
والجمهور الذي حمل البدراوي لمنصب الرئاسة، بعدما صدق كلامه، هو نفسه الذي حكم الآن برحيله، دون تأخير أو لجوء للاستئناف، وفي وقت يتحدث البعض عن أشياء غير سليمة وقعت في عهده، تقتضي فتح تحقيق معمق وشامل، بكل تجرد وحيادية…
كثيرا ما قلنا إن الشعبوية تقتل؛ وعهد البدراوي دخل الرجاء محمولا على أكتاف الشعارات الرنانة والوعود البراقة، أكبر دليل على استغلال مفرط لحب الجمهور ودغدغة عواطفه وشغفه، سبقه إلى ذلك رائد الشعبوية و»سياسي» زمانه محمد بودريقة، والضحية في كل الحالات هو الرجاء، صاحب التاريخ العريق والقاعدة الجماهيرية العريضة والطموحات الكبيرة…
تعود الرجاء من جديد لمرحلة البداية، قبل نهاية الموسم، وما على مكونات النادي سوى البحث عن رئيس جديد؛ وعن أعضاء لهم القدرة على منح الإضافة المطلوبة، والتطلع لصياغة مشروع قادر على فتح آفاق جديدة لناد يروق جمهور تسميته بـ «العالمي».
فهل استفاد الرجاويون الحقيقيون من التجارب المريرة، عاشها ناد لا يستحق استغلاله بكل هذه الطرق المقيتة؟

>محمد الروحلي

Related posts

Top