البروفسور مارفن كارلسن يكـتب مقـــالة عـن علاقته بالـمســـــــــــــــــــــــــــرحيين المغاربة والعرب

“في أبريل من سنة 2005 عقد مؤتمر في مدينة تطوان بالمغرب، تابعٌ للذي عُقد في غنت، والذي نظمته هذه المرة شخصية رئيسية أخرى في المجموعة الناشئة للباحثين الدوليين المهتمين بالمسرح العربي، وهو الدكتور خالد أمين من جامعة تطوان.
شكل مؤتمر تطوان بموضوعه “الأداء الكوميدي في المسرح العربي” خطوة هامة في خلق حوار مستمر بين خبراء المسرح العربي فيما بينهم، وبينهم وبين الباحثين الغربيين. إن إحدى أهم لحظات المؤتمر؛ شكلته المائدة المستديرة الختامية التي نظمها الأستاذ أمين لمناقشة الاقتراح المقدم من طرف المصري حازم عزمي من مصر، من أجل إقامة مجموعة عربية خاصة بالبحوث المسرحية. في حين إن الباحثين الذين اجتمعوا في المغرب قرروا أن هذا الاقتراح كان لوجيستيا سابقا لأوانه، فالنقاش المحفز الذي تلا ذلك عكس الحماس المتزايد ورغبة الباحثين المسرحيين العرب في العمل من داخل المشهد العلمي الدولي وفي حوار معه. اقترح بعض الخبراء الدوليين الحاضرين آنذاك، وكنت أنا واحدا منهم، إمكانية أخرى. نظرا لكون الفيدرالية الدولية للأبحاث المسرحية، والتي كان العديد منا أعضاء فعليين فيها، لم يسبق لها أن اهتمت بشكل واضح بالعالم العربي، طلبنا من أولئك المهتمين بتطوير شبكة من الباحثين العرب في مجال المسرح للانضمام إلى هذه المنظمة وإنشاء شبكة خاصة بهذا المبحث تحت مظلتها العالمية؛ باعتبارها منظمة دولية قائمة بذاتها.
ونتيجة لذلك، فإن المؤتمر السنوي التالي للفدرالية الدولية للأبحاث المسرحية، والذي عقد في هلسنكي، بفنلندا، كان الأول من نوعه في تاريخ هذه المنظمة، حيث تميز بحضور لافت للعالم العربي / الإسلامي. دُعيت حينها نهاد صليحة لإلقاء محاضرة افتتاحية، وكانت أول مرة يقوم بذلك باحث/ة من العالم العربي، وتكوَّن برنامج المؤتمر لأول مرة من جلسة خصصت لتقديم أوراق عن المسرح العربي، برئاسة كارلسن وكولك Carlson and Kolk.
في ذلك الوقت، كنت قد بدأت أنظر إلى المسرح العربي خارج حدود مصر، وفكرت في تقديم ورقة حول المسرحية الجزائرية فاطمة كالير Fatima Gallaire. وكان حاضرا حينها في برنامج المؤتمر كل من حازم عزمي، شمس الدين يونس من السودان، وفرح يجينيه تبريزي من إيران، شاركوا جميعهم في مؤتمر تطوان. وعلى الرغم من أن الأستاذة نهاد صليحة لم تتمكن من حضور المؤتمر لأسباب عائلية، تولى الدكتور يونس مكانها متحدثا رئيسا وبدأ خطابه بتحية باللغة العربية. وأشار خلالها الرئيس السابق لـ IFTR، جوزيت فيرال بسرور، أن تلك كانت هي المرة الأولى التي يتم فيها التحدث بالعربية داخل جلسة عامة للفيدرالية الدولية للأبحاث المسرحية.
أظهرت أول جلسة علمية عربية في المؤتمر ذلك العام، وبوضوح بالغ، اهتماما واسعا ورغبة في التعرف على هذا الجانب من الثقافة المسرحية لدى الباحثين المسرحيين من مختلف أنحاء العالم. وشكل هذا الأمر مؤشرَ اهتمامٍ شجع المشاركين في جلسة المسرح العربي على الشروع في التأسيس لحضور عربي دائم ضمن فعاليات/ أنشطة المنظمة. وكانت إحدى السبل المناسبة لتحقيق هذا الهدف إنشاء فريق عمل متواصل من الباحثين الذين لديهم اهتمام بهذا الموضوع. وكان الاهتمام بالمسرح العربي واضحا جدا وواسعا في مؤتمر هلسنكي، لدرجة أن خمسة وأربعين عضوا في المنظمة، يمثلون عشر دول، وقعت على اقتراح إنشاء فريق عمل خاص بالمسرح العربي. تمت الموافقة بسرعة على هذا الاقتراح من قبل المجلس التنفيذي للفدرالية الدولية للأبحاث المسرحية وأصبح فريق مجموعة البحث في المسرح العربي، لأول مرة، جزءا رسميا من المؤتمر السنوي لهذه الفدرالية في العام 2007. وقد تم عقد هذا المؤتمر في مدينة ستيلينبوش في جنوب إفريقيا. وكان من ضمن الأعضاء المؤسسين لمجموعة العمل الذين حضروا ذلك المؤتمر ثلاثة باحثين من المغرب، اثنان من مصر، واحد من سوريا، واحد من إيران، واحد من هولندا، واحد من إنجلترا، وأربعة من الولايات المتحدة. قدمت، مواصلا بحثي واهتمامي بالمسرح في دول المغارب، ورقة حول المسرحي المغربي الطيب الصديقي.
على الرغم من أنني انتخبت المنسق الأول لمجموعة العمل الجديدة، وذلك لمدة أربع سنوات، لم أتمكن من حضور المؤتمر السنوي الموالي لـ IFTR، عام 2008. وكان قد عقد في مدينة سيول، في كوريا الجنوبية. وعلى الرغم من بعد المكان، واصل فريق العمل حول المسرح العربي اشتغاله عبر حضور نسبة جيدة من ممثليه. لقد تم تنسيق عمل المجموعة من قبل حازم عزمي، الذي كان قائدا في هذه المجموعة من البداية. قمنا أنا والدكتور عزمي بتحرير عدد خاص عن الإسلام والمسرح لمجلة Ecumenica، وهو واحد من عدة مشاريع نفذتها بشراكة مع باحثين عرب، بما في ذلك مقال حول “فن الحلقة” نشرته في مجلة رائدة رفقة خالد أمين وآخر حول الأداء العربي – الأميركي بشراكة مع داليا بسيوني. خلال هذا العام نشرت مجموعتي الثانية حول الدراما العربية، مما عكس اهتمامي المتزايد بالمسرح ببلدان المغارب، وهي “أربعة مسرحيات من شمال إفريقيا” (Four Plays from North Africa). اثنتان من تلك المسرحيات التي ترجمت كانتا للمسرحي الجزائري عبد القادر علولة ورائد المسرح المغربي الطيب الصديقي. كما أنني بدأت العمل مع خالد أمين على مشروعي العربي الأكثر طموحا حتى الآن، وهو كتاب حول تاريخ المسرح الجزائري، والتونسي، والمغربي اشتركنا في إنتاجه ونشره ضمن منشورات  Palgrave McMillan  عام 2012…”    

Related posts

Top