أكدت البطلة المغربية في رياضة التايكواندو ندى لعرج أنها سعيدة بتأهلها للمشاركة بدورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020 التي تأجلت إلى صيف 2021 بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا في العالم.
وقالت لعرج في حوار بالفيديو مع الموقع الرسمي للجنة الأولمبية المغربية، إنها تأجيل الأولمبياد كان في صالحها بعدما منحها وقتا إضافيا للاستعداد، مؤكدا أنها استفادت كثيرا من ذلك رغم فترة الحجر الصحي.
وكشفت لعرج عن برنامج تحضيراتها سواء في المنزل خلال فترة الحجر أو بعده في النادي أو تربصات المنتخب الوطني، معبرة عن رغبتها في أن يكون التتبع الطبي للأبطال مستمرا وليس بين الحينة والأخرى.
وأشارت لعرج (20 عاما) إلى الدور الكبير للإعداد الذهني في تعزيز ثقة الرياضيين بأنفسهم قبل دخول غمار المنافسات، مبرزة أهمية اعتماد نظام غدائي صحي لدى أي بطل رياضي من المستوى العالي.
واعتبرت لعرج حاملة ذهبية وزن أقل من 57 كلغ بالألعاب الإفريقية 2019 في الرباط، أن صعودها منصة التتويج في الجائزة الكبرى شيبا في اليابان يبقى أفضل اللحظات في مسيرتها الرياضية.
> كيف تعيشين حلم تأهلك للألعاب الأولمبية طوكيو 2020؟
>> شعرت بفرحة كبيرة لأنها كانت بداية حلم أنتظره طويلا، كل يوم وأنه سنة. وفي الوقت كنت أشعر أيضا بالتوتر مع مضي الأيام. في الحقيقة لم يكن حلمي أن أتأهل للأولمبياد، لأنني لم أكن أعرف ما هي الأولمبياد؟ إلى أن حضرت في المواعيد ووقفت على الألعاب الأولمبية. آنذاك قلت لنفسي إنه ربما سأشارك في ألعاب 2020.
> أولمبياد 2020 تأجلت إلى سنة 2021، هل ذلك صب في صالحك؟
>> بالنسبة لي، كان أمرا جيدا جدا. هذا الوقت الإضافي الذي حصلت عليه، يصب في مصلحتي لكي أتدرب أكثر، خاصة وأنني صغيرة في السن مقارنة بالمنافسات اللواتي بعضهن شارك في الألعاب مرتين أو ثلاثة. في المقابل أنا لا أملك أي تجربة، وبالتالي فعام إضافي من التحضيرات مفيدا كثيرا.
> هل استفادتي من هذه السنة رغم تداعيات الوباء والحجر الصحي خلال برنامج استعداداتك للأولمبياد؟
>> رغم تداعيات كورونا، فنحن لم نتوقف. عندما علمنا أنه سيتم فرض الحجر الصحي في المنازل، بحثنا عن حلول بديلة للتدرب. كنت أتدرب في المنزل مع أختي التي هي أيضا تمارس التايكواندو. الهدف يظل واحدا مهما كان، وخاصة أنني كنت متأهلة سلفا للألعاب. واستفادت كثيرا رغم تواجدي في المنزل. فمثلا ركزت على تداريب التقوية التي لم أكن أهتم بها كثيرا. وأيضا سنحت لي الفرصة لكي أكون قريبة من العائلة التي كانت تعبر عن رغبتها في رؤيتي بطلة أولمبية. كنا نتحدث دوما على الاستعدادات وخلقنا جوا من الحماس الإيجابي.
> ما هو برنامج تحضيراتك للألعاب الأولمبية؟
>> البرنامج يعتمد على المكان، فإذا كنت في تربص إعدادي شيء والمنزل شيء آخر. عندما أكون في المنزل أستيقظ وأتناول فطوري، وبعدها أبحث عن شخص نقوم بالجري معا ضمن التحضيرات البدنية. بعدها أعود للمنزل أتناول وجبة الغذاء وأرتاح قليلا. لاحقا أذهب للنادي لكي أتدرب بشكل عادي مع زميلاتي. وهذا على نفس المنوال. أحيانا أحصل على يوم راحة. لكن عندما أكون في التربص، فكل شيء يتغير، فالتداريب صباحا ومنتصف النهار ومساء مع الحصول على يوم راحة.
> هل هناك أي تتبع طبي لحالتك الصحية؟
>> طبعا يتم تتبعنا على يد معالج طبيعي في حال ما كانت هناك مشكلة. يزورنا في النادي ويساعدنا. نقوم أيضا بمراسلته لإطلاعه على أي مستجد، وهو يتجاوب معنا بسرعة. هناك معالج آخر من فرنسا بات يرافقنا في المنافسات آخر التصفيات المؤهلة للأولمبياد، وحضر للتربص ويطلعنا على الطريقة الصحيحة للتداريب البدنية. كنت أتمنى أن يكون هذا التتبع الطبي دائما وحتى في الحصص التدريبية. وفي بعض الأمور الأخرى نجتهد شخصيا لحلها.
> هل تعتقدين أنك الإعداد النفسي مهم لك كلاعبة تايكواندو؟
>> أعتقد أنها مهمة. لدي شخص من العائلة يعمل معدا ذهنيا “كوتش مونتال”. أحيانا ألجأ إليه وأتحدث إليه. وهو بدوره يطلب مني أن أحادثه قبل أي منافسة سأشارك فيها. وهذا الأمر يفيدني كثيرا. لم أكن أتخيل أنه سيمدني بالقوة والطاقة. عندما أتحدث إليه قبل المنافسات، أشعر بأريحية. كما أنني أعتمد على ذاتي في تحفيزها قبل أي منافسة أو تدريب.
> وماذا استفادتي من المعد الذهني؟
>> عندما أتكلم معه أشعر بالقوة وأستفيد من حديثه وتعليماته قبل دخول مجال التنافس. ففي السابق لم أكن أعرف قيمة “كوتش مونتال”. وأيضا يرفع من ثقتي في نفسي. وفعلا كنت أشعر بأنني في حالة جيدة ذهنيا بعد العمل بتعليماته.
> أنت تنافسين في وزن أقل من 57 كلغ، هل تتابعين وزنك عبر نظام غدائي خاص؟
>> الأمر مرتبط بالرياضي هو من يجب أن يتحلى بالمسؤولية حتى وإن كان لا يواجه مشاكل في صعود وزنه، وبالتالي عليه أن ينتبه لأي شيء يتناوله، وينتبه لوزنه على الدوام. أحاول دوما الانتباه لما أتناوله، وعندما لا تكون هناك تداريب، يتعين على تقليل كمية الطعام. طبعا أقوم شخصيا بذلك ولا يتتبعني أي شخص. وعلى العموم أحرص دوما على أن يكون طعامي صحيا.
> ما هي أكثر التظاهرات التي شارك فيها، تأثيرا فيك؟
>> الجائزة الكبرى شيبا في اليابان. لم أكن أتخيل أنني سأصعد منصة التتويج، لأنني كنت دائما ما أنهزم في البداية في مثل هذه المسابقات التي تعرف مشاركة نخبة لاعبات التايكواندو في العالم. هذه المسابقة كانت محاولتي الرابعة بعد 3 هزائم وفوز واحد في المشاركات الثلاثة السابقة. في دور الربع كان لدي نزالا مع لاعبة صينية سبق أن هزمتني بفارق كبير. قلت إنها ستفوز علي مرة أخرى، لكني فزت عليها بنقطة ذهبية. وبعدها فزت على بطلة العالم في وزن 53 كلغ سنة 2019، وفي النهائي كنت قريبة من الانتصار، إلا أنني خسرت في آخر لحظة بسبب خطإ ارتكبته ولأنني لم أكن وثيقة من نفسي بخصوص قدرتي على الفوز بالجائزة الكبرى.
> رسالتك للأطفال الذي يمارسون التايكواندو ولديهم حلم المشاركة بالأولمبياد ..
>> عليهم أن يتشبثوا بالأمل وأن يتدربوا ويحافظوا على تحصيلهم الدراسي لأنه مهم في الحياة. عليهم أن يثقوا في أنفسهم وأن يؤمنوا بأنه ليس هناك شيء مستحيل. عليهم بالاجتهاد والعمل، وإن شاء الله سيكون القادم أفضل.
> إنجاز: صلاح الدين برباش