وجه النائب الفرنسي في البرلمان الأوروبي “تييري مارياني” سؤالا مباشرا للمثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية “جوزيف بوريل” حول تحويل قياديي جبهة البوليساريو للمساعدات الإنسانية الموجهة للمغاربة المحتجزين في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري.
وأكد النائب تييري مارياني، في سؤاله للمثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، أول أمس الأربعاء، وجود معطيات تفيد بتورط قيادات كبيرة في جبهة البوليساريو في استغلال الدعم الأوروبي لأغراض شخصية.
ورغم تجاهل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، لهذه التساؤلات المتكررة، إلا أن دائرة الحيرة لدى عدد من النواب الأوروبيين لا تزال تتسع، فقد سبق أن طالب العديد منهم بضرورة التأكد من مصير المساعدات المالية الأوروبية الموجهة للمحتجزين المغاربة قسرا في تندوف.
وأظهرت العديد من التقارير الدولية، أن المساعدات الإنسانية التي يتم توجيهها للمغاربة المحتجزين في مخيمات تندوف، يتم تحويلها من قبل قيادة جبهة البوليساريو، ويتم إعادة بيعها في كل من الجزائر وموريتانيا ومالي.
يشار إلى أن قضية اختلاس المساعدات الإنسانية من قبل قيادات في جبهة البوليساريو، كانت موضوع نقاش داخل لجنة التنمية التابعة للبرلمان الأوروبي، شهر يوليوز من العام الجاري، حيث تم طرح هذه القضية بشكل رسمي، وتم خلال الجلسة ذاتها استماع المفوض الأوروبي المكلف بإدارة الأزمات لمداخلة العضو في البرلمان الأوربي دومينيك بيلد، حول الموضوع.
وطالبت دومينيك بيلد، حينها، من البرلمان الأوروبي فتح تحقيق في قضية اختلاس وتحويل المساعدات الإنسانية الأوروبية من قبل “البوليساريو” والجزائر، معربة عن استنكارها استمرار هذه العملية، وقالت في هذا الصدد إن “جزءا من المساعدة الإنسانية يعاد بيعها من أجل المساعدة في اقتناء معدات عسكرية، منها على الخصوص، الدبابات الحربية والصواريخ، في الوقت الذي يتم فيه المبالغة إلى حد كبير في عدد اللاجئين قصد الحصول على المزيد من الإعانات”.
وبحسب ما أوردته النائبة الأوربية، في توضيحها أمام لجنة التنمية التابعة للبرلمان الأوروبي، فإن “الجزائر التي لطالما رفضت القيام بإحصاء اللاجئين، على الرغم من الدعوات الأممية المتكررة، تفرض ضريبة نسبتها 5 في المائة على هذه المساعدات”، مستنكرة ما يتعرض له المحتجزون في مخيمات تندوف من انتهاكات ومن سوء المعاملة بالإضافة إلى معاناتهم مع فيروس كورنا المستجد “كوفيد-19” في ظل تعتيم مطبق لقيادة البوليساريو على حقيقة هذا الوباء في المخيمات، حيث يجهل لحد الآن عدد الأشخاص المصابين أو المتوفين بعدوى فيروس كورونا في هذه المخيمات.
< محمد حجيوي