اختتم أول أمس الأحد فعاليات الدورة 13 لمعرض الفرس للجديدة، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تحت شعار “الفرس عاملا للتنمية المجالية”. وتميز دورة هذه السنة التي امتدت لستة أيام ببرنامج غني ومتنوع اشتمل على أنشطة متعددة ومتميزة لتشجيع المهن والمعارف المرتبطة بعالم الخيل. وعرف المعرض تنظيم ورشات تعليمية وترفيهية للجمهور الناشئ من أجل توعية الأجيال الصاعدة، وتقديم أمسيات في فنون الفروسية الاستعراضية بمشاركة فرق وطنية ودولية رفيعة المستوى.
إبراز عراقة وأصالة صناعة السروج بالمملكة
شكل معرض الفرس بالجديدة واجهة وطنية لإبراز عراقة وأصالة صناعة السروج بالمغرب، والمساهمة في إشعاعها الدولي، وفرصة للوقوف على مهارة وإبداع الصانع المغربي .
وإيمانا منهم بأهمية الصناعة المرتبطة بالفرس، خصص المنظمون بفضاء مركز محمد السادس للمعارض أروقة خاصة للمهن والحرف ذات الصلة بالفروسية، وفضاءات للقاء بين الصناع التقليدين والمهنيين المهتمين بقطاع تربية الخيول.
وعلاقة بموضوع الصناعة التقليدية، ولاسيما صناعة السروج، أبرز مجموعة من الحرفيين الذين يشاركون في فعاليات معرض الفرس منذ سبع سنوات خلت، أن صناعة سروج الخيل، تعد من أعرق الصناعات التقليدية التي اشتهر بها المغاربة .
واكد عبدالعالي شفوق عن دار الصانع بفاس أن الصناعة التقليدين، وهو بالمناسبة صانع تقليدي متخصص في صناعة السروج، الذي ورث الحرفة عن أبيه، أن المواد التي تصنع منها السروج وجودتها، تلعب دورا مهنا غي الحفاظ على صحة الفرس، مشيرا في ذات السياق إلى” الترشيح” وهو الفراش الذي يوضع على ظهر الفرس، والذي يجب أن يكون من سجادات مصنوعة من الصوف حتى تمتص العرق جراء المجهود الذي يقوم به الفرس.
وشدد عبد العالي شفوق في تصريح لبيان اليوم، داخل رواق الصناعة التقليدية بمعرض الفرس، على أن معرض الفرس بالنسبة له يعد فرصة سانحة للتعريف بالسروج التقليدية، التي يتفنن في صنعها وتزيينها برسومات تحيل على التراث المغربي ويساهم بشكل كبير في التنمية السوسيو-اقتصادية، فضلا عن تشجيع الأنشطة الرامية إلى إنعاش هذا الموروث وتقاليد الفروسية بالمملكة .
ونوه أيضا بالإقبال المتزايد على السروج التقليدية المغربية سنة بعد أخرى، خصوصا مع تزايد المباريات الجهوية والوطنية، التي تعنى بفن التبوريدة، مما يبرز الاهتمام المتنامي بالفرس ومعداته وبالصناعة التقليدية بشكل عام.
تبادل الخبرات في ما يخص تنظيم مباريات الخيول العربية
وعرف المعرض توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية بين جمعية الفرس للجديدة وجمعية الإمارات للخيول العربية.
وتتوخى هذه الشراكة، تبادل الخبرات في ما يخص تنظيم مباريات الخيول العربية، وكذا توطيد وتطوير العلاقات بين جمعية معرض الفرس للجديدة وجمعية الإمارات للخيول العربية، وتعميق أواصر التعاون المشترك بين الجمعيتين من أجل تطوير الأنشطة والممارسات التي تخص الخيول العربية، والارتقاء بها على مستويات عدة خدمة للبلدين الشقيقين.
ووقع الاتفاقية كل من مندوب معرض الفرس للجديدة الدكتور الحبيب مرزاق، والمدير العام لجمعية الإمارات للخيول العربية محمد أحمد الحربي.
وأوضح مندوب المعرض الحبيب مرزاق أن هذه الاتفاقية تهدف إلى تطوير أنشطة وفعاليات الخيل بين البلدين الشقيقين، وكذا للمساهمة في تطوير العلاقات بين الجانبين فيما يخص مجال تربية الخيول العربية.
وأشار أحمد الحربي المدير العام لجمعية الإمارات للخيول العربية، أن هذه الاتفاقية تروم إلى توطيد العلاقات بين الجمعيتين والبلدين من أجل تبادل الخبرات والتجارب على عدة مستويات منها الجانب التقني والإداري، والذي يخدم بشكل عام الاهتمام المشترك للخيول العربية بين البلدين، من أجل الحفاظ على هذا الإرث العريق، مضيفا أن مشاركة الجمعية الإماراتية الغرض منها دعم الخيول العربية الأصيلة في كل أنحاء العالم، تأكيدا على الإرث العريق للدولة، وتعزيزا لأواصر الصداقة بين شعبي الإمارات والمغرب، وأيضا لترسيخ القيم الرياضية والإنسانية النبيلة في المجتمعات كافة، سيما أن رياضة الفروسية تعد جسرا للتواصل بين مختلف الشعوب على المستوى العربي والدولي.
وشاركت جمعية الإمارات للخيول العربية في عدد من الفعاليات التي احتضنها معرض الفرس للجديدة، أبرزها بطولة عروض جمال الخيل العربية التي شهدت مشاركة إماراتية وازنة، إضافة إلى تقديم محاضرة تثقيفية عن الخيل العربية الصحراوية قدمها محمد علي المطروشي وهو باحث في مجال تربية الخيول.
مشاركة متميزة لمختلف الوحدات العسكرية والأمنية
وتميزت هذه الدورة بمشاركة متميزة لمختلف الوحدات العسكرية والأمنية عبر أروقة تبرز القيم التراثية للفرس كرفيق نبيل للإنسان. وشارك الحرس الملكي برواق تواصلي يعمل على شرح وتفسير مراحل تطور الحرس الملكي عبر التاريخ، كما سلط الضوء على مدى إشعاع الحرس الملكي دوليا، باعتباره وحدة من وحدات القوات العسكرية العتيدة، من خلال استعراضاته ومشاركاته الممثلة سواء بواسطة مشاته أو خيالته بالعديد من دول العالم .
وأبرز المعرض مدى دور هذه الوحدة في الحفاظ على الموروث الوطني في مجال الفروسية بالإضافة إلى دورها في الحفاظ على التقاليد المتوارثة ومساهمتها في تخليد ثوابت وطنية راسخة تواصلت عبر الأجيال .
وشكل رواق القوات المسلحة الملكية مناسبة للزوار من مختلف الأعمار للاطلاع على مكانة وقيمة الفرس خلال العهد العلوي الشريف، من خلال أدوار خيالة الجيش المغربي وتطورها التاريخي وطبيعة تنظيمها وتكوينها وتجهيزها، فصلا عن القيم العسكرية التي يتصف بها الفرسان المغاربة.
إقبال كبير على رواق الأمن الوطني
ومن بين الأروقة التي شهدت إقبالا كبيرا من طرف الزوار، رواق المديرية العامة للأمن الوطني الذي حظي بإقبال أكبر من طرف رواد المعرض للاطلاع على كيفية اشتغال فرق الخيالة ومجالات تدخلها والوسائل المستعملة في عملياتها.
وأوضح مسؤول أمني برواق فرقة شرطة الخيالة بمركز المعارض محمد السادس بالجديدة في دورة هذه السنة مجالات تدخلها والتي تتلخص في تأمين الأحداث الكبرى، حيث تعهد لشرطة الخيالة مهام المحافظة على النظام العام خلال التظاهرات الرياضية والمحافل الفنية الكبرى .
وأضاف أن مهام فرق الخيالة تهدف إلى تكريس الأمن لدى الساكنة من خلال مراقبة الأماكن التي يصعب ولوجها على السيارات والدراجات من مواقع سياسية وحدائق ومنتزهات عمومية ومناطق غابوية متواجدة داخل المجال الحضري .
وابرز ذات المتحدث في تصريح مقتضب ل”بيان اليوم” أن إدماج الفرس داخل المنظومة الأمنية يتطلب تكوينا متينا ومناسبا، يرتكز على مبدأ التكامل بين الدروس النظرية والتمارين التطبيقية
وسجلت خيالة الأمن الوطني وباعتزاز شديد مشاركتها الناجحة في معرض الفرس (سيكاب) باشبيلية اسبانيا سنة 2018 ومعرض الفرس ( افينيان ) بفرنسا سنة 2019.
وتسعى فرقة الخيالة ذات الانتظارات الكبيرة إلى تحقيق نتائج أفضل سواء خلال هذه الدورة التي تنظم تحت شعار “الفرس عاملا للتنمية المجالية” أو خلال استحقاقات قادمة .
واستجابة للحاجيات الملحة في مجال تكوين الفرسان وتروبض الخيول، عملت المديرية العامة للأمن الوطني على إنشاء مدرسة للخيالة تم افتتاحها بمناسبة الذكرى 55 لتأمين الأمن الوطني.
وضم رواق شرطة الخيالة صور متعددة وملصقات تعريفية تقرب الزائر من معرفة هذا التراث المغربي الأصيل كالسروج والأدوات المستعملة لتجهيز خيول الشرطة.
والجدير بالذكر أن معرض الفرس بالجديدة، يصنف كأكبر معرض على المستوى الإفريقي بالنظر لعدد المشاركين وكذا عدد الزوار.
*********
ارتسامات وشهادات
حميد نورالفتح : إعلامي
يعتبر معرض الفرس بالجديدة من بين أكبر التظاهرات السنوية بالمغرب، وأصبح يحظى بمتابعة كبيرة، حتى أضحى تقليدا وعلامة مسجلة بإسم عاصمة دكالة، ويترجم عدد الفرسان المشاركة وكذا العارضين ثم الحضور الجماهيري القياسي هذه الأهمية، ولم يعد يثير اعجاب الحرفيين فحسب، بل تجاوزه ليشمل فئة عريضة من هواة فن التبوريدة والصناعات التقليدية كثراث أصيل، ويتضح ذلك من خلال عدد الزوار القياسي الذي يصل في وقت الذروة إلى مستويات الاختناق المروري في كل الاتجاهات من وإلى هذا الفضاء، رغم تواجده خارج المجال الحضري للمدينة، وهو أمر يستوجب لا محالة مزيدا من الاستثمار في هذا المجال. في أفق تحقيق مغازي هذا العرف الذي سطره منظموه من خلال أبعاده سواء الاجتماعية الاقتصادية عبر تمثيل المهن المرتبطة بالخيول كصناعة السروج بصنفيها العصري والتقليدي، أو الحدادة وتصنيع البنادق، ثم حضور مصنعي أعلاف الخيول ومختبرات الأدوية البيطرية، أو الأبعاد الثقافية والعلمية عبر ترويج تراث الفروسية كثقافة ضاربة في عمق التاريخ، عبر عرض مخطوطات ولوحات ومجسمات وأعمال فنية مجسدة لذلك، دون إغفال البعد الرياضي والاحتفالي المتمثل في عروض التبوريدة التقليدية عبر برنامج مكثف بالموازاة مع تنظيم مسابقات الفروسية وكذا الأنشطة الثقافية والمسابقات الرياضية، ناهيك عن الرواق الترفيهي الخاص بالأطفال من أجل توريث هذه الثقافة للأجيال الناشئة.
بوشعيب نفساوي: رئيس مهرجان دكالة للثقافة والفن
يعد معرض الفرس للجديدة موعدا سنويا مهما، على اعتبار أنه يشكل قاطرة للتنمية بالمغرب وبالجديدة على وجه الخصوص، بحيث يستقبل عددا من الدول التي تشارك في مختلف محطاته سواء من حيث المؤسسات أو من خلال المسابقات التي تخص قطاع الفروسية، كما أنه يجلب عدد من الزوار من مختلف وجهات المغرب وخارجه، لمتابعة أهم أحداثه التي يبقى النصيب الأكبر فيها حلبة التبوريدة والتي تتنافس فيها عدد من السربات الجهوية للفوز بالجائزة الكبرى لصاحب الجلالة الملك محمد السادس للتبوريدة.
الجديدة هي محظوظة بتنظيم هذا الحدث الدولي العالمي، بحيث أنها تحظى هي الأخرى بمتابعة إعلامية من أهم المحطات التلفزيونية العالمية ومن مختلف المنابر الوطنية والدولية، وبالتالي هو إشعاع لهذا الإقليم الذي يعرف حركة على مستوى مركز المعارض محمد السادس الذي تم إنشاؤه بمواصفات عالمية، وبات محط اهتمام منظمي المعارض بكل أصنافه.
هناك مجهود كبير لإنجاح جميع دورات المعرض الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحـب الجلالة الملك محمد السادس، وبات أحد المواعيد الهامة لكل الدول التي تشارك في المعرض من خلال المواعيد الرياضية المتعلقة بالفرس، خاصة أنه يحتضن نهاية الدوري الملكي المغربي للقفز على الحواجز، المؤهلة إلى بطولة العام للقفز على الحواجز، الذي يجمع كبار الأسماء في عالم القفز على الحواجز والتي سبق لها أن حققت إنجازات عالمية كبيرة.
لطيفة الرامي: أستاذة
كل وعام وساكنة الجديدة تنتظر معرض الفرس بشغف كبير، وخاصة أولئك المولوعين بفن الفروسية، لأن المعرض أضحى بالنسة للدكاليبن عيدا وطنيا، وأعتقد أن معرض ما بعد كورونا حطم رقما قياسيا من حيث الإقبال الجماهيري من مختلف الأعمار، لاسيما، وأنه يضم فضاءات وأروقة مختلفة تكون محط أنظار الزوار من مختلف المدن المغربية وكذا الدول المشاركة، فهو مناسبة لتبادل الخبرات سواء على مستوى تربية الخيول، أو على مستوى الصناعة التقليدية المرتبطة بلوازم الفرس كصناعة السروج ، النقش، النسيج .
ولأول مرة استمتعنا بعروض شيقة للخيول البربرية، الهدف منها تسليط الضوء على الخيول البربرية التي تعتبر رمز تراث الفروسية في المملكة. على العموم عرف المعرض تنظيما جيدا، رغم أن اليوم الأخير شهد تدفق الزوار بالآلاف وخاصة أطفال المدارس التعليمية، إلا أن كل الأمور مرت في أحسن الظروف ،نتيجة تظافر جهود رجال الدرك الذين سهروا على تسهيل عملية مرور الكم الهائل من العربات القادمة من البيضاء، وبتعاون مع الأمن الخاص.
بوشعيب بنقرايو: إطار بمؤسسة محمد السادس للنهوض بأوضاع نساء ورجال التعليم
يلعب معرض الفرس بالجديدة دوراً مهما في التدفق السياحي إلى مدينة الجديدة من خلال استقطابه لعدد كبير من الزوار من مختلف المدن المغربية، ودخل اليوم العالمية من خلال مشاركة عارضين وزوار من كل بقاع العالم ، وأصبح يساهم في إنعاش القطاع التجاري وواجهة تعكس التراث المغربي الأصيل في مجال الفروسية وحدثا مهما لتشجيع سلسلة تربية الخيول الوطنية، وعلى غرار الدورات الماضية شهد المعرض هذه السنة مسابقات وطنية ودولية من مستوى عال وبرنامجا تنشيطيا غنيا ومتنوعا، يخصص بالكامل لعالم الفرس: أنشطة ترفيهية، ثقافية، فنية، رياضية موجهة لكافة الفئات، وعلى الرغم من ذلك لابد من تطويره وزيادة من معدلات الإقبال عليه من قبل المستثمرين والشركات والعارضين.
عبد العالي بكوس: مدير مؤسسة تعليمية
معرض الفرس بالحديدة، تظاهرة فنية وثقافية تعكس التراث المغربي الأصيل في مجال الفروسية وحدثا مهما لتشجيع سلسلة تربية الخيول الوطنية.
شهد معرض الفرس إقبالا جماهيريا من مختلف المدن المغربية وخاصة خلال اليوم الأخيرة الذي صادف عطلة نهاية الأسبوع، حيث غصت جنبات المدرجات الخاصة بفن التوريدة بأعداد هائلة من المتابعين الذين استمتعوا بعروض فنية أبطالها فرسان من كل جهات المملكة المغربية .
ولاشك أن المعرض قدم صورة حضارية ومشرفة عن دور المغاربة في إنجاح التظاهرات الكبرى، من خلال الاحتفاء بالضيوف من بقاع العالم وتوفير جميع شروط الإقامة المريحة، وهو الأمر الذي ترك انطباعا خاصة على نفسية كل زائر أجنبي.
عبدالله مرجان