نظم، يوم الثلاثاء الماضي، لقاء خصص لتدارس وضعية القطاع الفلاحي بإقليم الجديدة، في ظل قلة التساقطات المطرية، بمقر عمالة الجديدة، ترأسه عامل الإقليم.
في بداية هذا الاجتماع الذي حضره رئيس المجلس الإقليمي، رئيس الغرفة الفلاحية، المدير الجهوي للفلاحة لجهة الدار البيضاء سطات، الكاتب العام للعمالة،رؤساء الجماعات الترابية، ثم مدراء ورؤساء مختلف المصالح اللاممركزة، تناول الكلمة عامل الإقليم، أكد على اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للتخفيف من أثار تأخر التساقطات المطرية، داعيا إلى ضرورة الانخراط الفعلي، لجميع الفاعلين، كل من موقعه ومسؤوليته، من سلطات إقليمية، ومحلية، منتخبين وأعضاء الغرفة الفلاحية في المجهودات المبذولة.
وبعد ذلك تناول الكلمة المدير الجهوي للفلاحة بجهة الدار البيضاء سطات، قدم من خلالها عرضا مفصلا بالحديث تداعيات تأخر التساقطات على المزروعات الخريفية.
كما أشار المتحدث إلى أن مساحة الإجمالية للأراضي الفلاحية تبلغ 366.821 هكتارا منها حوالي 77 في المائة صالحة للزراعة، و23 في المائة تتشكل من الغابات والمراعي، فيما تشكل الفلاحة البورية 260.336 هكتارا، بينما الفلاحة المسقية تقدر مساحتها بـ 21.100 هكتارا، منها 93 % للري الكبير و7 في المائة بواسطة الآبار، موزعة على 56.400 ضيعة.
وأضاف أن معدل التساقطات المطرية بلغ ناقص 61 المائة وناقص 79 في المائة، مقارنة مع الموسم الفلاحي الماضي، وناقص 77 في المائة، مقارنة مع معدل عدة سنوات سابقة.
وعرفت الحالة النباتية للمزروعات الخريفية تراجع حالة الغطاء النباتي بالمراعي وانخفاض في كمية الحليب المجمع ب 18في المائة وارتفاع أثمان الأعلاف ( التبن زائد 35 في المائة، ثفل الشمندر زائد 40 في المائة، الأعلاف المركبة، زائد 30 في المائة، الشعير المحلي زائد 30 في المائة،النخالة المحلية زائد 30 في المائة).
كما تطرق المتحدث إلى البرنامج الاستثنائي للتخفيف من آثار تأخر التساقطات المطرية، و أكد أنه مبادرة ملكية سامية، تهدف إلى دعم الفلاحين ومربي الماشية المتضررين من قلة التساقطات المطرية، وقد رصد له مبلغ مالي يقدر بـ 10 مليار درهم، سيمكن من الحد من تأثير قلة الأمطار على النشاط الفلاحي، وتقديم المساعدة الضرورية للفلاحين ومربي الماشية المعنيين.
وذكر المدير الجهوي للفلاحة، بأن هذا البرنامج الاستثنائي الاستعجالي، يرتكز على ثلاثة محاور رئيسية؛ الأول، يهم حماية الرصيد الحيواني والنباتي، وتدبير ندرة المياه، بمبلغ قدره 3 مليار درهم، ويستهدف المحور الثاني التأمين الفلاحي، و قد رصدت له مليار درهم، في حين يهدف المحور الثالث إلى تخفيف الأعباء المالية على الفلاحين والمهنيين، وتمويل عمليات تزويد السوق الوطنية بالقمح وعلف الماشية، ومعالجة مديونية الفلاحين وتمويل الاستثمارات المبتكرة في مجال السقي رصدت له 6 مليار درهم.
وفتح باب المناقشة بين الحاضرين، حيث شارك رؤساء الجماعات الترابية بإقليم الجديدة، بأسئلة محورية، مجملها تعلق بالإكراهات والصعوبات التي يعاني منها الفلاح الصغير، وأن ما أثقل كاهله، تزامنا مع قلة التساقطات المطرية و انعدام المراعي، هو ارتفاع أثمنة الأعلاف بشكل صاروخي، و أضافوا أن هذا الفلاح الصغير ينتظر الدعم بشغف كبير، وعبر بعض المتدخلين عن أملهم في أن يكون الدعم بكميات وافرة، لكي تسد حاجيات الفلاحين المتضررين من الجفاف هذه السنة.
وقد تفاعل و تجاوب المدير الجهوي للفلاحة، مع كل التساؤلات و الاستفسارات مقدما أجوبة مقنعة، يتنمى الفلاحون المتضررون تنفيذها على أرض الواقع.
< محمد الغوات