كشفت التساقطات المطرية الأخيرة عن تدهور البنيات التحتية مدينة الجديدة، أو مدينة الحفر كما يحلو للعديد من ساكنتها وصفها، حيث إن أول القطرات قد عرت عن الواقع المر لبنية التحتية متدهورة لهذه المدينة، التي تحولت العديد من شوارعها وأزقتها، إن لم نقل جميعها، إلى أخاذيذ ملأتها المياه، حولت حياة سكانها منهم السائقون إلى جحيم من الغضب، وخصوصا أصحاب سيارات الأجرة الكبيرة والصغيرة
اتخذت الجماعة الحضرية لمدينة الجديدة، جملة من القرارات، من أجل تعزيز وتقوية البنية التحتية، خاصة على مستوى الطرقات، بالإضافة إلى أنها قامت و لا زالت تقوم بإعادة تهيئة مجموعة من الشوارع الكبيرة منها الشارع المؤدي الى المحطة الطرقية الجديدة و محطة القطار، وشارع المسيرة، ثم شارع محمد الخامس بوسط المدينة
غير أن مجموعة من الشوارع والأزقة والأحياء السكنية، تحولت في ظرف وجيز من التساقطات المطرية الأخيرة، إلى برك مائية ومستنقعات لتجمع المياه، زادت من عمق الحفر المنتشرة في كل مكان، وعقدت عملية السير والجولان وأربكت حركة المرور، بل وتسببت في عدة أعطاب للسيارات، بل خسائر على مستوى هياكل عجلات السيارات .
كما أن بعض المنازل السكنية و المحلات التجارية، بالمناطق القديمة بالمدينة مثل حي القلعة و سي الضاوي والميلحة قد غمرتها الأمطار،و لولا أن ساكنة هذه المنازل المهددة بتسرب مياه الأمطار إلى داخلها، اتخذت الاحتياطات الذاتية اللازمة بوسائل تقليدية بسيطة، لخلف هذه المطار خسائر مادية كبيرة .
فبعد بضعة ساعات من التساقطات المطرية بمدينة الجديدة، تحولت شوارعها وأزقتها إلى مستنقعات مائية، تسببت في تضرر البنية التحتية لعدد من الأحياء والشوارع بهذه المدينة التي تئن تحت وطأة التعبيد البطيء لتعبيد الشوارع والأزقة، وتناقل رواج مواقع التواصل الاجتماعي صورا وفيديوهات توثق لمشاهد البرك المائية التي أثثت جل الشوارع والأزقة، ووثقت ذات الصور تجمع مياه الأمطار في منظر أشبه بالفيضان في عدد من المناطق، خاصة على مستوى شوارع محد الخامس، الذي يعتبر شارعا رئيسيا بوسط المدينة، الأمر الذي تسبب في عرقلة حركة المرور بهذا الشارع.
ومن الشوارع المتضررة بالأمطار الأخيرة، شارع جبران خليل جبران، الذي يعتبر أطول شوارع المدينة بحوالي خمس كيلومترات، إلى مستنقعات وشقوق كثيرة باتت تعيق بشكل كبير حركة السير والجولان مما تسبب في اعطاب الكثير من العربات خاصة سيارات الأجرة الصغيرة.
بالإضافة إلى شارع المسيرة، الذي يعرف حركة مرور حيوية، كونه يؤدي إلى مؤسستين للتكوين المهني وإلى ملعب العبدي ثم إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس، وحي و سجن سيدي موسى.
هذا إلى جانب الشارع المؤدي على منطقة الحي الصناعي، حيث إن الأوحال نقلتها عجلات السيارات لأزيد من كيلومتر، مما حول الأزقة المجاورة له إلى منظر متسخ تكسوه بقايا الأتربة المختلطة بالمياه، وخلق قلقا لمستعملي هذا الشارع، وخاصة أصحاب السيارات التي بمجرد مرورها من هذا الشارع، تصبح ملطخة ببقيا الأوحال والأتربة، وتبدو وكأنها مرت بأرض فلاحية ارتوت بمياه الأمطار.
وقد عبر نشطاء الفايسبوك بأن الأمر ليس بجديد على ساكنة الجديدة، بل هو أمر تعود عليه منذ سنوات، بالرغم من النداءات المتكررة لإصلاح الشوارع وترميم الأزقة، واتخاذ الإجراءات اللازمة، لتنقية و تفريغ البالوعات و مجاري المياه، قبل فصل الشتاء.
وتبعا لذلك، عبر العديد من المواطنين، في تعليقاته على فيديوهات و الصور مواقع التواصل الاجتماعي، عن تذمرهم الشديد من هذه الوضعية التي آل إليها بعض شوارع المدية و منها شارع محمد الخامس، وتحولت الأتربة المتواجدة على جنبات هذا الشارع، الذي يعرف إصلاحات منذ عدة شهور، إلى أوحال تعرقل حركة من المارة وتسببت في سقوط بعضهم.
كما أن الأمطار الأخيرة فضحت الحالة الكارثية التي يعاني منها بعض ساكنة الدواوير التي تم إلحاقها بالمدار الحضري للجديدة، منها الغربة ودراع. أما مناطق التي تعرف البناء العشوائي بضواحي المدينة فزادت من معاناتها.
و الحالة هذه، يطالب سكان المدينة بضرورة التسريع في الأشغال التي تعرفها بعض الشوارع، لأن مدتها طالت كثيرا، كما يلتمسون التدخل العاجل من أجل تطهير قنوات الصرف الصحي وتفريغ البالوعات واتخاذا كل التدابير، تحسبا للتساقطات المطرية.
وتجدر الإشارة إلى أن مدينة الجديدة، تشهد مع بداية كل موسم فصل شتاء ممطر ظهور حفر و برك مائية بأغلبية الشوارع، جراء اختناق جل بالوعات الصرف الصحي وانهيار أخرى، بسبب عدم ترميمها وتفريغها قبل فصل الشتاء.
محمد الغوات