الجديدة: 10 سنوات سجنا نافذا لشاب تسبب في وفاة صديقته لاعبة كرة الطائرة

بعد أزيد من ستة أشهر، استغرقتها جلسات المحاكمة، أدانت غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية الجديدة، خلال الأسبوع الماضي، مرتكب جريمة قتل في حق خليلته، التي كانت قيد حياتها لاعبة كرة الطائرة بالجديدة، وحكمت عليه بعشر سنوات سجنا نافذا، بعد متابعته بجناية الإيذاء العمدي المؤدي إلى الوفاة والإخلال العلني بالحياء وإهانة الضابطة القضائية.
وبالرجوع الى تفاصيل وقائع هذه الجريمة، التي كانت قد اهتزت لها ساكنة مدينة الجديدة، خلال شهر دجنبر من السنة الماضية، فإن الجاني ( أ – م ) كان قد توجه إلى مركز الدرك الملكي بسيدي بوزيد، وكانت تبدو عليه علامات التوتر والارتباك، بالرغم من أنه حاول التغلب عليها لتمويه عناصر الدرك الملكي، حيث أفاد أنه كان رفقة صديقته الضحية (ل – س) بمنطقة صخرية محاذية بجانب شاطئ البحر بمركز منتجع سيدي بوزيد الخاضع لتراب جماعة مولاي عبد الله بإقليم الجديدة، وبينما هما يتجولان، فاجأهما شاب في مقتبل العمر، حاصرهما قرب حافة الجرف المطل على شاطئ البحر، وأشهر في وجهيهما سكينا من الحجم الكبير، وطالبهما بتسليمه كل ما في حوزتهما من أغراض، منها النقود والهاتف النقال. وأضاف أنه بعد رفضهما لطلبات هذا المنحرف، قام بصفعهما، وقام بوخزهما عدة مرات بواسطة سكينه مهددا إياهما بالتصفية الجسدية، وأمام إصرارهما عن عدم تلبية طلباته، تعقد الوضع، وحاولا استعطافه بكل الأساليب، لكن بدون نتيجة، بل تأزم الوضع ودخل الجميع في مشادات كلامية، تطورت إلى عراك بالأيدي، مضيفا أنه تمكن من الفرار، وطلب من صديقته أن تهرب، لكنها لم تتمكن وبقيت بمكانها خائفة فتركها وتوجه مباشرة إلى مركز الدرك، طلبا للنجدة.
وقد كانت هذه المعلومات والإفادة كافية لتعجل بخروج فرقة من عناصر الدرك الملكي، برفقة المبلغ نحو المكان المقصود، بمنطقة صخرية محاذية بجانب شاطئ البحر، وبتوجيه منه تم الاهتداء إلى محيط النازلة والتوجه وسط الصخور، حيث كان الظلام يسطر على المنطقة بسبب بعدها عن أعمدة الإنارة العمومية، وبينما عناصر الدرك الملكي يواصلون بحثهم مستعملين المصابيح اليدوية، فجأة صاح المبلغ ( الجاني) بصوت عالي كسر هدوء المكان، وهو يردد اسم صديقته الضحية، التي كانت ممددة على ظهرها وسط بركة مائية ملطخة بالدماء، وعندما تفقدها أحد عناصر الدرك الملكي، تبين له أنها فارقت الحياة، وطبعا تم اشعار النيابة العامة المختصة بالحادث الغريب. وتعميقا للبحث استمع عناصر الدرك الملكي، لأحد الشهود الذي كان موجودا بالمكان، أكد أنه شاهد عن بعد شابا وشابة في مقتبل العمر، يتبادلان القبل بشكل مستمر، قبل أن يرخي الظلام ستاره، وأضاف نفس الشاهد ، أنه يعاينهما وهما يغادران المكان، وبعد لحظات سمع  صرخة الفتاة، تلاها دوي ارتطام مع الماء، وأنه توجه صوب مكان الصوت، ولكنه لم يجد شيئا لكون المكان كان مظلما، واضاف أنه بعد ذلك توجه صوب بائع الحلزون، الذي كام موجودا بجانب الكورنيش ،وأخذ يحكي له ما رأى وما سمع، قبل أن يتفاجأ بحضور عناصر الدرك الملكي، حيث أدلى لهم بشهادته فيما حدث.
هذه الشهادة بعثرت حكاية المبلغ (الجاني) وجعلت عناصر الدرك الملكي تزداد شكا في حقيقة ما روى لهم في البداية، ومن أجل الوصول الى الحقيقة، استمعوا عدة مرات للمبلغ (الجاني) كما واجهوه بشهادة الشاهد، حينها انهار المبلغ / الجاني، وتراجع عن المعلومات الأولية التي كان قد بلغ بها وأفاد بها عناصر الدرك الملكي، واعترف بالحقيقة المرة، حيث صرح بأنه حاول تضليل العناصر الدرك الملكي، في محاولة يائسة منه، لإبعاد تهمة القتل في حق صديقته الضحية.
وكان هذا الاعتراف قد غير مجريات التحقيق، وتم فتح محضر قضائي اضافي، أكد فيه الجاني أنه ليلة الواقعة ضرب موعدا مع صديقته الضحية، من أجل التوجه صوب منتجع سيدي بوزيد، قصد قضاء وقت هناك والاستمتاع بجو البحر، ما بين غروب الشمس وبداية ظلام الليل، والتقيا معا ثم استقلا سيارة أجرة من الحجم الكبير، من الجديدة نحو سيدي بوزيد، وبالضبط صوب الكورنيش، وهناك قضيا معا، أزيد من ساعة، وأخذا بعض الصور الفوتوغرافية التي توثق للحظة بواسطة هاتف الضحية، وبعد توجههما صوب المنطقة الصخرية تقدمت الهالكة بمسافة قليلة حيث كانا يسيران بحافة الجرف وهوت رجلها اليسرى بعدما انزلقت من أعلى إحدى الصخور لأنها كانت ترتدي حذاء رياضيا أملس، مما أدى إلى سقوطها في أسفل الجرف، بعمق سبعة أمتار وسط بركة مائية، وأنه صدم لما حدث، وانطلق مسرعا في اتجاه الشارع عبر الصخور، من أجل الالتحاق بصديقته وانقاذها، حيث أخرجها من وسط البركة المائية، وحاول الضغط على صدرها من أجل إفراغ رئتيها من الماء، غير أن الضحية لم تستجب، فتبين له أنها فارقت الحياة، حينها توجه الى مركز الدرك الملكي، وحاول تمويههم وابلاغهم بمعلومات خاطئة. لكن وكما يقول المثل ” الروح عزيز عند الله ” سرعان ما خاب ظنه وانكشفت الحقيقة، حيث تابعته النيابة العامة المختصة، بجناية الإيذاء العمدي المؤدي إلى الوفاة والإخلال العلني بالحياء وإهانة الضابطة القضائية، وحكمت عليه بعشر سنوات سجنا نافذا.

< محمد الغوات

Related posts

Top