الحلقة الرابعة: فضيحة الجيش الجزائري
كبار السن في المغرب والجزائر يتذكرون جيدا فضيحة الجيش الجزائري الذي عاد لحمل السلاح في وجه المغاربة مدافعا عن شرذمة مرتزقة هو من يأويهم لخدمة نزواته العدائية. بتاريخ 26 يناير 1976، هاجم المغرب الجزائر في منطقة إمغالا، واستمرت المعركة بينهما لمدة 3 أيام. أسفرت عن أَسر الجيش المغربي لنحو 100 جندي جزائري. و انتهى الصراع العسكري بين الطرفين بعد تدخل أطراف دولية في الوساطة بينهما. شهدت تلك المرحلة مفاوضات دبلوماسية على أعلى مستوى، ولكنها لم تفضِ لنتائج. بسبب تمسك الجزائر بحق تقرير المصير للشعب الصحراوي، متجسداً في جبهة البوليساريو.
وعادت القطيعة بين المغرب والجزائر بتاريخ 7 مارس 1976، واستمرت حتى سنة 1988. بعدها أغلقت الجزائر الحدود مع المغرب في قرار أحادي الجانب، وطردت آلاف المغاربة من أرضها خلال عام 1975. وفككت وشردت مئات الأسر، ونهبت ممتلكاتهم. تدخلت الأمم المتحدة، ودعت على التوافق على حل سلمي. وأعيد فتح الحدود..
بتاريخ 24 غشت 1994، وقع انفجار في فندق «أطلس أسني» بمدينة مراكش. وكشفت التحقيقات المغربية تورط مسلحِين فرنسيِّين من أصول جزائرية في الاعتداء. وبرزت من جديد بصمة المخابرات الجزائرية .وقرر حينها الملك الراحل الحسن الثاني فرض تأشيرة دخول على الجزائريين الراغبين في زيارة المغرب. وهو القرار الذي لم تستسغه قيادة الجزائر. لتقرر الإعلان عن إغلاق الحدود البرية بين البلدين.
بتاريخ فاتح أبريل 2018، عادت مناورات العسكر الجزائري وجبهة الوهم، وبدئوا بالتوغل قرب معبر الكركرات الرابط بين المغرب وموريتانيا. والذي يعتبر المتنفس الطرقي الإفريقي الوحيد. أخطر المغرب مجلس الأمن الدولي بتلك التجاوزات.
نفس التجاوزات عاد ليكررها المرتزقة نهاية سنة 2020، بل قاموا بالاعتصام على طول الطريق، وبعدها انتقلوا إلى أساليب قطاع الطرق. وأغلقوا المعبر، وأوقفوا التبادل التجاري والنقل. فعاد المغرب لإخطار الأمم المتحدة بدون جدوى. مما جعل الملك محمد السادس القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، يقرر تكليف الجيش المغربي الباسل بتحرير المعبر. وهو ما تم بطرق سلمية وبدون أن تسيل قطرة دماء واحدة.
غريب أمر هذا البلد الشقيق الغني بثرواته النفطية والغازية، والفقير بأفكار ورؤى قادته الذين أدمنوا حقدا وكراهية اتجاه المغاربة، إلى درجة أنهم حرموا الشعب من أبسط مطالبه في الحياة. وقرروا تبذير أمواله وثرواته في برامج ومخططات لمضايقة المغرب. برعاية ودعم جمهورية وهمية احتلت جزء من تراب الجزائريين، وحولته إلى مستوطنات تعيش على نفقتهم. غريب أمر هؤلاء القادة الذين فضلوا استغلال ثروات الشعب الجزائري وعائداتها المالية في تجييش عصابات ودول ضد وحدة المغرب الترابية. ولم يفطنوا بعد إلى أن خططهم واهية. ولا يمكنها أن تغير من حقيقة مغربية الصحراء. وأن حبال الاستمالة والابتزاز والإغراء قصيرة. بدليل أن هناك عدة دول قررت سحب اعترافها بجمهورية الوهم الجزائري. بعد أن علمت بحقيقة ما يجري ويدور في أرض الواقع. واكتشفت كذب وبهتان قادة قصر المرادية المصابين بوباء (العداء للمغرب).
عندما كنت أسمع آباء من ملاك العقارات والأراضي الفلاحية. يجيشون أبناءهم لارتكاب الجرائم الإنسانية اتجاه بعض من يتعارضون معهم في أمور تافهة تفرضها طبيعة الاحتكاك اليومي البشري بين الجيران والأصدقاء والمارة، أو بسبب حسد أو غيرة أو مواضيع وقضايا الجوار التي يمكن حلها تفاوضيا أو قضائيا.. يحرضونهم على القتل والتنكيل، مؤكدين لهم أن (دية خصومهم في جيوبهم)، وأنهم مستعدين لبيع الأراضي والمواشي والأبقار من أجل الدفاع عنهم لدى المحاكم. ودفع الأموال اللازمة لتبرئتهم… عندما كنت أرى أن ثراء هؤلاء الآباء، لا أثر له على حياة أبنائهم ومعيشتهم اليومية. يكتنزون المال ويقضون الأيام والليالي في الحرص على عدم صرفه أو استثماره لإنعاش أبناءهم.. لكنهم مستعدين لتبذيره من أجل تحقيق رغبات ومكبوتات لديهم في الاستقواء والتسلط على الغير… كنت أجزم حينها أن الأمر يتعلق بعقليات قديمة. ترسخت لديها مفاهيم خاطئة بسبب ما عاشته إبان الاستعمار، وما عانته من عزلة وهوان. بلا تربية ولا تعليم ولا كرامة..
لكن أن تجد أن هوس هؤلاء المغلوب على عقولهم، يتبناه نظام بلد بأكمله. فهذا يدعو إلى السخرية والاستهجان.. نظام تعاقد رواده على تبذير ثروة شعب منحهم ثقة التدبير والتسيير، من أجل إفراز قلق مجاني لشعب شقيق. نظام ترك أولويات بلاده، من تغذية وصحة وتعليم وسكن و… وفضل رعاية وتجنيد آلاف الأجناس والعصابات المرتزقة، وإلباسهم ألبسة مزيفة، من أجل تنفيذ أجنداته الرخيصة في مضايقة جاره.
بقلم: بوشعيب حمراوي