الجمهور المغربي يأمل في عودة سريعة للمدرجات لكي تستعيد دفئا افتقدته لشهور طويلة

تأجج غضب عارم لدى أنصار الأندية الوطنية لكرة القدم، عقب سماح السلطات المحلية الأسبوع المنصرم بإقامة عرض فني يخرق الإجراءات الاحترازية المفروضة حاليا في ظل حالة الطوارئ بسبب انتشار فيروس كورونا.
وفي وقت تعيش ملاعب كرة القدم بكافة أقسامها موسمها الثالث دون دفء متفرجين، فوجئ المغاربة، وتحديدا مشجعو الأندية الوطنية، بتنظيم عرض كوميدي بأحد مسارح مدينة الدار البيضاء يوم الجمعة الماضي وسط حضور جماهيري كثيف ودون الالتزاكم بقواعد التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات وعدم مراقبة توفر الحاضرين على جواز التلقيح (الجرعة الثالثة بعد 4 أشهر على الثانية).
واستنكر كل المغاربة في تعليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، هذا التعامل التفضيلي للقطاع الفني، مقارنة بالرياضة ككل، وخاصة كرة القدم اللعبة الأكثر جماهيرية في المغرب، والتي تعاني كل أنديتها من أزمات مالية خانقة بسبب غياب الجمهور عن المباريات وإلغاء العديد من المسابقات والبطولات في الأصناف الرياضية الأخرى.
وتساءلوا عن كيف تسمح السلطات بإقامة عرض فني بفضاء مغلق يخرق كل الإجراءات الاحترازية، في وقت تمنع دخول المشجين إلى ملاعب كرة القدم التي تعد فضاء مفتوحا، كما أنها مؤهلة لتطبيق التباعد الاجتماعي بين الأشخاص حسب الطاقة الاستعابية لكل ملعب.
ومنذ ظهور الجائحة في 14 مارس 2020، حيث تم تجميد كافة الأنشطة الرياضية إلى حين عودتها دون جمهور في يونيو من نفس السنة، تجرى مباريات البطولة الاحترافية وباقي الأقسام في ملاعب فارغة، ما تسبب في أزمة مالية خانقة للأندية، خاصة تلك التي تتمتع بشعبية جماهيرية جارفة، وفي مقدمتها فريقا الوداد والرجاء البيضاويان.
ورغم عودة الجماهير تدريجيا إلى الملاعب في أغلب دول العالم، يشكل المغرب استثناء غريبا، حسب الشارع الرياضي الذي يطرح علامات استفهام كثيرة عن أسباب عدم سماح السلطات بعودة مشروطة للجمهور، خاصة أن حملة التلقيح ببلادنا ضد الفيروس التاجي تعد واحدة أكثر حملات تقدما على مستوى القارة الإفريقية والعالم العربي.
وفي سنة 2021 عادت الحياة الطبيعية إلى معظم الملاعب في العالم، ونظمت الكثير من التظاهرات والمسابقة الكروية والرياضية بحضور الجماهير، ككأس أمم أوروبا في 11 مدينة بالقارة العجوز، وكوبا أمريكا وغيرها، ومؤخرا باتت المباريات تقام بطاقة استعابية كاملة مع احترام شرط ضرورة التوفر على جواز التلقيح (جرعتان وجرعة معززة) أو شهادة التعافي من مرض كوفيد-19 أو نتيجة سلبية لفحص (PCR).
وحتى في إفريقيا التي تعتبر عملية التطعيم فيها جد بطيئة بسبب عدم قدرة جل بلدانها على توفير اللقاح، عادت الجماهير إلى الملاعب في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة بالكاميرون، بينما تسمح أغلب الدول بتواجد المشجعين في الدوريات المحلية ومباريات الأندية بالمنافسات القارية.
وكمثال، خاض فريق الوداد البيضاوي السبت الماضي مباراته ضد بيترو أتلتيكو الأنغولي أمام جمهور الفريق المضيف، علما أنه يستقبل السبت المقبل نادي الزمالك المصري بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء أمام مدرجات فارغة.
ولم يستثن قرار منع الجمهور المنتخب الوطني الذي خاض دور المجموعات ضمن التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى نهائيات كاس العالم 2022 في قطر، دون متفرجين، علما أنه كان جد محظوظ بإجراء المباريات الستة على أرضه.
وسبق لرئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، أن أعلن في شتنبر 2021 عن اقتراب عودة الجماهير إلى الملاعب بشكل تديريجي، شريطة التوفر على جواز التلقيح، مقرا بأن السلطات هي من تتمتع بصلاحيات السماح للمغاربة بدخول الملاعب من عدمه.
وإلى حدود كتابة هذه الأسطر، ما يزال أنصار الأندية الوطنية من الجنسين وبمختلف الأعمار، ينتظرون أن تتدارك السلطات هفوتها وتفتح الملاعب أحضانها أمام عشاق اللعبة، وتستعيد مدرجاتها دفئا افتقدته لشهور طويلة …

بيان اليوم

Related posts

Top