الجيش الأمامي في مواجهة كورونا لازال يقظا تحسبا للعودة إلى الوراء

ينما كان الملايين يخضعون للحظر المنزلي، في كل مدن المغرب، من أجل الحد من تفشي فيروس كورونا، خاض ما بات يعرف بالجيش الأبيض، وهم الأطباء والممرضون، وجميع العاملين في القطاعات الصحية، ورجال الأمن والدرك الملكي ورجال ونساء الصحافة، حربا بلاهوادة في مواجهة الفيروس القاتل. بذلوا جهدا مضاعفا حرمهم في أحيان كثيرة من ساعات نوم كافية، من أجل العناية بمن أصابهم الفيروس، أو من أجل التحسيس بالخطر ومكافحة الأخبار الزائفة، والتقليل من التدفقات البشرية في الشارع، والدعوة للبقاء في المنازل باستثناء حالات الضرورة.

هذه المواجهة مازالت متواصلة بعد الرفع التدريجي للحجر الصحي، وظهور بؤر هنا وهناك، خاصة في منطقة الغرب وسلا وآسفي. وهي مواجهة تثير اليوم إعجاب العالم بأداء المغرب الذي بات نموذجا يحتذى.
ففي الوقت الذي شرعت فيه دول أوروبية أساسا الباب أمام العودة للحياة الطبيعية، لازال المغرب يراقب عن قرب خطر “كوفيد-19″، من خلال مراقبة انتشاره في بؤر هنا وهناك، عينه على واقع الوباء داخليا، وتركيزه على الوافدين خارجيا.


كان العامل الاجتماعي مهما ، إذ جري توصيل الرسالة إلى المواطنين ليفهم الناس قواعد الحجر الصحي ويتسلموا تصاريح الخروج، مدركين جدية الأمور، ورافق ذلك إعانات لعمال القطاع غير المهيكل، ومساعدات لأكثر الفئات حرمانا، وعناية من قبل الجمعيات بالعائلات التي تواجه صعوبات، مما كشف عن الجانب الإنساني والمتحد.
اختار المغرب الشفافية وعرض الأحوال كما هي، بعيدا عن إعطاء الآمال الزائفة للمواطنين، وذلك وسط تغطية إعلامية حرصت على محاصرة “الفيك نيوز”، وعلى نقل الصورة الحقيقية عن الوضع.
المغرب دخل اليوم مرحلة جديدة تستوجب أن ” نرد البال”. وكما كان المواطن مدعوما بالجيش الأمامي، فهو لازال كذلك. فالكل مجند لمرحلة تسبق مرحلة ما بعد وباء كورونا، وهي فترة حرجة تشبه إلى حد بعيد فترة نقاهة المريض والتي تتطلب عناية فائقة لتفادي العودة إلى الوراء.

بيان اليوم تصوير: أحمد عقيل مكاو

Related posts

Top