أوصى المشاركون في ختام أشغال المؤتمر الدولي “النساء شركاء في التطوير والتقدم”، الذي احتضنته الأردن وشاركت فيه فاعلات من الحركة النسائية المغربية، حكومات ومختلف أصحاب القرار في البلدان العربية والمغاربية إلى الحد من المعيقات التي تواجه المرأة ، خاصة ما يتعلق بعدم المساواة في الأجور واستغلال ميراثها، والعمل أيضا على تغيير نظرة المجتمع التي لازلت عصية في بعض بلدان المنطقة اتجاه أعمال المرأة غير التقليدية .
وخلال هذا المؤتمر الذي نظمته ما بين 25 و28 غشت الجاري، بالأردن، جامعة ميرلاند الأميركية ومبادرة الشراكة الأميركية شرق الأوسطية بوزارة الخارجية الأميركية، وكرسي جبران للقيم والسلام، والذي شهد تقديم عروضا وقصص نجاح لنساء ومشاريع واقعية قدمها المشركون من المغرب والأردن والكويت، دعا المشاركون إلى العمل على تعزيز فرص تقلد المرأة المراكز القيادية المهمة داخل الإدارة.
وتميز المؤتمر بالعروض لقصص النجاح والمشاريع الواقعية التي قدمها أعضاء من الوفد المغربي الذي ضم 41 من الأشخاص بنيهم نساء وشباب ورجال، حيث تم بتقديم وثائقي عن الحركة النسائية في العالم العربي أخرجته المخرجة المغربية خولة بنعمر، يتحدث عن مسار نساء رائدات في العالم العربي، بينهن مغربيات رائدات تمكن من إحداث تأثير و تغيير المعايير النظم التي كان معمولا بها، المعمول بها ، كما تمكن من تجاوز العراقيل وتكسير الحواجز الزجاجية ، ضمنهم الكاتبة الراحلة فاطمة المرنيسي ومليكة الفاسي، على سبيل الذكر.
وأفادت جمعية جسور، في تقرير حول المؤتمر، توصلت بيان اليوم بنسخة منه، أن المشاركة المغربية تميزت بتقديم النتائج التي حققها مشروع ” النساء شركاء في التقدم” ، في المغرب، والذي أشرك فيه، على المستوى الوطني، 41 من النساء الرائدات، سواء في المجال الفني، أو السياسي، أو الاقتصادي أو غيرها من المجالات..”، وذلك منذ انطلاق المشروع سنة 2017، حيث حرصت تلك الرائدات بل وركزن عملهن على محاور تهم النهوص بالمساواة والمواطنة ومحاربة العنف ضد النساء.
وقالت غزلان بنعاشر، نائبة رئيسة جمعية جسور ملتقى النساء المغربيات ومنسقة المشروع، ” إن مشروع ” النساء شريكات في التقدم، هو مشروع مشترك بين شمال أفريقيا والشرق الأوسط، لا سيما في كل من الأردن والكويت والمغرب، وهو يؤيد تعزيز القيادة النسائية والمساواة بين الجنسين ومقاربة النوع في السياسات العمومية بالمنطقة.
وأكدت على ضرورة إشراك النساء الفاعلات، المناضلات ، بل وكل النساء في مختلف نشاطهن المهني، في مسار الإصلاح، بالقول “إن أي إصلاح لا يمكن أن يتم دون إشراك المناضلات والفنانين والجامعيات واللواتي اخترن العقل السياسي”، موضحة أن الرائدات المغربيات التزمن في هذا المشروع حينما أطلقته جمعية جسور بالمغرب، بتبادل الأفكار والتواصل المستمر.
وقد خلصت مختلف اللقاءات التي نظمت في هذا الإطار، إلى ضرورة بذل المزيد من الجهد للاعتراف بعطاءات النساء، وإيجاد السبل للترافع، ودفع الجهات المسؤولة إلى تمكين النساء، وفسح المجال أمامهن ورفع العراقيل ، منبهة في هذا الصدد إلى ما باتت تمثله وسائل الاتصال الحديثة من آليات بالغة الأهمية لإنجاح الترافع في مجال تمكين النساء وتوعيتهن بحقوقهن الإنسانية بل وبمسار الإصلاح على هذا المستوى عموما.
فنن العفاني