قضت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالحسيمة، أخيرا، بإدانة شخص بعشر سنوات سجنا نافذا، بعد متابعته من قبل قاضي التحقيق، من أجل “حيازة واستهلاك وترويج المخدرات القوية، والسرقة الموصوفة بظروف الليل والتعدد، وحمل السلاح والعنف والتهديد به، إضافة إلى استعمال ناقلة ذات محرك في تنفيذ أفعاله الإجرامية”.

كما توبع المتهم بـ”تكوين عصابة إجرامية بهدف ارتكاب جنايات ضد الأشخاص والممتلكات”، غير أن المحكمة برأته منها، فيما آخذته من أجل باقي المنسوب إليه، مع الأمر بمصادرة المحجوز لفائدة إدارة أملاك الدولة.

وتعود تفاصيل هذا الملف إلى شهر غشت من السنة الماضية، حين تقدم مواطن من البيضاء بشكاية إلى السلطات الأمنية بتاركيست، يفيد فيها تعرضه للنصب من قبل المتهم الذي سلمه مبلغا ماليا قدره 30 ألف درهم، تحت التهديد في مكان خلاء رفقة صديقيه، بعدما أوهمه بتهجيره نحو جنوب إسبانيا.

وسلم المشتكي قرصا مدمجا للشرطة القضائية كان بحوزته، وبعد تفريغه، تبين أن الأمر يتعلق بالمتهم نفسه، إذ كشف القرص عن أوصافه ونوع السيارة التي كان على متنها إلى جانب الضحية وشخصين آخرين من نوع ” فولكزفاكن ـ باسات“، ما ساعد السلطات الأمنية على إيقاف المتهم بمدينة تارجيست رفقة آخرين كانا رفقته أحدهما سائق السيارة.

وأضاف المشتكي أنه توصل بمكالمة هاتفية من مجهول يقترح عليه تهجيره إلى جنوب إسبانيا مقابل مبلغ مالي حدده في ثلاثة ملايين سنتيم، الشيء الذي قبله وانتقل نحو مدينة تاركيست بإقليم الحسيمة، حيث التقى بالمتهم وركب رفقته على متن سيارة كان يقودها شخص آخر، حيث توجه الجميع نحو منطقة سيدي بوتميم، مضيفا أنه بعد وصولهم إلى منطقة خلاء، تفاجأ لوجود ثلاثة أشخاص آخرين مدججين بأسلحة وأرغموه على تسليمهم المبلغ سالف الذكر، الشيء الذي امتثل له ليلوذوا بالفرار.

واعترف المتهم خلال استنطاقه من قبل الضابطة القضائية والنيابة العامة وقاضي التحقيق ابتدائيا وتفصيليا، بما نسب إليه، مضيفا إلى ما صرح به المشتكي، أن المبلغ المالي الذي سلب من المشتكي تم تقسيمه بين أصدقائه، حيث كان نصيب كل واحد منهم 6000 درهم، وأنهم قضوا ليلة ساهرة في معاقرة الخمر وتناول المخدرات.

وأكد أنه هو من هاتف المشتكي مقترحا عليه تهجيره، لمعرفته المسبقة به، حين كان يشتغل مساعدا لسائق إحدى الحافلات التي تربط بين الحسيمة والبيضاء، نافيا أن يكون يشكل عصابة إجرامية.