في بناية جميلة وسط المدينة العتيقة لتيزنيت، يعرض الفنان والباحث أغوليد، جماع التحف، مجموعة من القطع المتحفية في معرض بالتزامن مع تظاهرة تيفلوين التي أقيمت في رأس السنة الأمازيغية “إيض إيناير”.
تحيي الساكنة والزوار، في ليالي يناير الدافئة، احتفالية الأرض والهوية، ويعطي أغوليد، من جهته، فسحة للزوار، لاكتشاف الثقافة الأمازيغية من خلال معروضاته. زارت جريدة بيان اليوم مقر البناية بالتزامن مع تغطيتها لتظاهرة تيفلوين، والتقت بالفنان أغوليد وأجرت الربورطاج التالي.
من الإهمال إلى التأهيل
ازداد أغوليد بمنطقة أيت براييم بإقليم تيزنيت، هو فنان مسرحي وسينوغراف وفاعل ثقافي وجمعوي. والأهم من ذلك، هو جماع للتحف، يهتم بكل ما له علاقة بالتحافة والتراث الأمازيغي بشكل عام، وتراث سوس بشكل خاص، ذلك ما نجده مؤثتا ومنظما في معرض أغوليد الذي يطمح بأن يصبح متحفا دائما.
يقول أغوليد عن البناية التي تحتضن معرضه: “كانت البناية في البداية تابعة لقصبة كان يسيرها القائد محمد الحاحي أغناج، ولهذا أطلق عليها اسم قصبة أغناج. وفي مرحلة أخرى أصبحت مؤسسة تعليمية.. بعد تعرضها للإهمال، بدأت المجالس الجماعية المتعاقبة تفكر في استثمار هذا المكان، في إطار سلسلة تأهيل المدن العتيقة بالمغرب”.
ويضيف أغوليد في حديثه مع جريدة بيان اليوم بأن هذه البناية “رممت وأصبحت في شكلها الحالي بين سنتي 2013 و2014، لكنها أغلقت بعد ذلك. المهندسة المعمارية الشهيرة سليمة الناجي أشرفت على ترميم وإعادة تأهيل المباني التاريخية للمدينة العتيقة بتيزنيت، في إطار مشروع حماية المدينة العتيقة، وشمل ذلك حتى البناية التي تحتضن المعرض”.
معرض يتزامن مع “إيض يناير”
بحسب أغوليد، فإن الجماعة لم يكن لديها تصور واستراتيجية للطريقة التي سيتم بها إحياء المكان من جديد، إذ يقول: “منذ ثلاث سنوات تقريبا، وأنا أعرض، تزامنا مع تظاهرة تيفلوين التي تقام في “إيض إيناير” أي رأس السنة الأمازيغية، والتي وصلت إلى دورتها الثالثة في العام الجاري. طموحي هو أن يتحول هذا المعرض إلى متحف دائم، لأني أمتلك تقريبا 95 في المائة من المشروع، وهو القطع المتحفية، وما تبقى فهو يخص مكان المتحف، أي البناية”.
يستدرك أغوليد: “لكن الإشراف على متحف دائم ليس بالأمر السهل، يجب أن تتوفر مجموعة من الشروط، أهمها الطاقم الذي سيشتغل في المتحف، وكيفية ترتيب القطع المتحفية والعناية بها”. يشتغل أغوليد بنفسه على كتابة أوراق تعريفية في كل فضاءات المتحف: “أبحث كثيرا قبل أن أكتب، وأفضل دائما الاشتغال بنفسي”.