الدار البيضاء: اللقاء التكويني الخاص بالصحفيين الشباب من أجل البيئة.. تنمية روح المواطنة البيئية لدى فئة المتعلمين

جرت في الآونة الأخيرة، أطوار اللقاء التكويني الخاص بالصحفيين الشباب من أجل البيئة، الذي تسهر عليه مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة بالثانوية التأهيلية جعفر الفاسي، تحت إشراف المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بمولاي رشيد. أُطِّرَ اللقاء من قبل بعض الفعاليات المهتمة والممارِسة بعالم السلطة الرابعة، في جوانبها الثلاث : الروبورطاج المكتوب، ثم الفيديو الصحفي، والصورة الفوتوغرافية

أسدل الستار مؤخرا، على فعاليات هذه الورشات التي أنيطت مهمة التسيير والتقديم فيها بالمنسقة الإقليمية للتربية البيئية والتنمية المستدامة، الأستاذة “سلوى اليعقوبي”. وانخرطت في هذه الورشات مجموعة من الشباب من مؤسسات تعليمية، حيث قامت بإعداد إنتاجات، التي اشتغلت عليها بهمة وحماس كبيرين، طيلة ثلاثة أشهر. ومن بين هذه الإنجازات الجماعية المتألقة، تم اختيار نموذجين فقط، لمؤسستين تعليميتين، ثانوية تأهيلية، وثانوية إعدادية.

* الثانوية التأهيلية “المقدسي”

مثّل هذه المؤسسة، فريق من الصحفيين الشباب، مكوَّن من: آية الشادلي- أيمن مرزاق- وليد طرمون- زكرياء الترابي- ياسمين ماجوش- ياسين اقزيبر. رافقتهم في التأطير والتوجيه الأستاذة “وفاء زيتي”. أنجز هذا الفريق روبورطاجين هامين. الأول عبارة عن فيديو صحافي، والثاني مقال مكتوب، مستوحى من الأول. الإبداعان معا اشتغلا على التلوث البيئي، الذي تعرفه منطقة مديونة، الواقعة على بعد عشرين كيلومترا جنوب الدار البيضاء، جراء مكب النفايات، الذي يشغل مساحة تصل إلى 110 هكتار. ويعتبر هذا المكب، الذي انطلق سنة 1986، من أكبر مكبات النفايات في المغرب، فهو يستقبل        ما يقرب من 4000 طن من النفايات المنزلية، القادمة من الدار البيضاء ومديونة والنواصر، ومناطق أخرى مجاورة.

التقى الصحفيون الشباب، ببعض سكان المنطقة، الذين عبروا لهم عن معاناتهم، ومعاناة أطفالهم، من الروائح الكريهة، المنبعثة من مطرح الأزبال، وهي الروائح التي تصبح غير مطاقة، خاصة في فترة النوم ليلا، والتي تسهم في انتشار بعض أمراض الحساسية.

 

شمل هذا اللقاء كذلك بعض المسؤولين، من بينهم، رئيس قسم معالجة النفايات، الذي أكد أن ورشات إعادة تأهيل المكب جارية، منذ إغلاقه شهر نونبر 2021، وتسعى هذه الورشات لإعادة تشكيل منحدرات، لتثبيت كتلة النفايات القابلة للتسوية، خلال فترة ما بعد الإغلاق. وفي السياق ذاته اعتمد مجلس مدينة الدار البيضاء، مشروع إنشاء وإدارة مكب النفايات واستعادتها، عن طريق بناء مركز طمر النفايات وفرزها، ثم استعادتها، قصد إنتاج وقود مشتق منها.

وبحكم التفاؤل الذي يطبع نفوس هؤلاء الصحفيين الشباب، فهم يحلمون أن تتحقق هذه المشاريع في القادم من الأيام. وكلهم أمل كذلك في أن تبنى مساحات خضراء في موقع مكب مديونة، وهذا واحد من أهداف إعادة التنمية البيئية، التي ترمي إلى تحويل المناطق الصناعية، أو الأراضي الملوثة إلى مساحات خضراء، كما سيحدث لمكب سيدي مومن القديم، الذي سيتم تحويله إلى حديقة ترفيهية، الأمر الذي سيقلل من التأثير البيئي للمواقع الملوثة، من أجل تحسين وتجويد، حياة المجتمعات المحلية.

* الثانوية الإعدادية “عبد الله بن ياسين”

فريق الصحفيين الشباب، الممثل لهذه المؤسسة، مكَون من: ضحى نجاح- سلمى نعيمي- خديجة العباسي. رافقتهم في التأطير والتوجيه، الأستاذة “أمل ناسك”، اختار هذا الفريق كمحور لروبورطاجه المكتوب : أوراش حكومية داخل مؤسسات تعليمية : شراكات وتأهيل.

تضمن المقال التعريفي، مقدمة مختزلة، ثم ثلاث أسئلة، مع إجابات مختصرة أيضا عنها، نقدمها دون تصرف، كما خطتها هؤلاء الفتيات.

 

مع بداية الموسم الدراسي 2022/2023، عرفت المؤسسات التعليمية دينامية جديدة، خلقها شباب من فئات عمرية مختلفة- في إطار برنامج أرواش – تراهم يدبون بالمؤسسات التعليمية، صباح مساء، هدفهم تحسين الفضاءات التعليمية وتأهيلها.

* ما هو برنامج أوراش؟

انطلق البرنامج الحكومي أوراش مع نهاية 2022، لتمكين فئة من الشباب من العمل الدائم أو المؤقت، على الصعيد الوطني، وذلك بشراكة مع جمعيات  المجتمع المدني. وقد حقق البرنامج في نسخته الأولى، نتائج إيجابية، بحيث استفاد منه 103599 مستفيد من بينهم 30 في المائة من النساء. تعتبر وزارة التربية والتعليم الأولي والرياضة، أحد القطاعات المستفيدة من هذا البرنامج، وذلك من خلال مجموعة من الأوراش، نذكر منها محو الأمية، التعليم الأولي، تأهيل فضاءات المؤسسات التعليمية، ومن بين المديريات الإقليمية المستفيدة، من هذه الأوراش، مديرية مولاي رشيد، التي عرفت مؤسساتها أوراشا، ترمي إلى تأهيل الفضاءات التعليمية.

* كيف ساهم برنامج أوراش في تأهيل فضاءات المؤسسات التعليمية بمديرية مولاي رشيد؟

الثانوية الإعدادية عبد الله بن ياسين، إحدى الإعداديات المتواجدة بتراب المديرية الإقليمية مولاي رشيد، والتي استفادت من برنامج أوراش. ولمعرفة كيف ساهمت أوراش في تأهيل فضاء هذه المؤسسة، تم طرح سؤال على ممثل أوراش، الذي أشرف على تأهيل هذا الفضاء، حيث أكد أن عمل الجمعية في إطار برنامج أوراش يرمي إلى تأهيل فضاء المؤسسة ، وذلك من خلال عدة أنشطة كالغرس، التشجير، البستنة، الصيانة، وكذلك رسم جداريات، مما يساهم في تحسين الفضاء الداخلي والخارجي للمؤسسة.

* ما هي انطباعات رؤساء المؤسسات حول المشروع؟

أكد مدير الثانوية الإعدادية عبد الله بن ياسين، أنه راض عما أنجزته أوراش داخل فضاء المؤسسة، حيث أنها ساهمت في إزالة النقط السوداء، التي كانت تشوه المنظر الداخلي والخارجي للمؤسسة، وذلك من خلال حملات النظافة، إزالة المتلاشيات، إعادة تأهيل الفضاء الأخضر للمؤسسة، وتحويله إلى فضاء بيئي ايكولوجي، الشيء الذي قد يساعد على تنمية روح المواطنة البيئية لدى المتعلم.

وفي النهاية، يتبين أن لبرنامج أوراش ميزتين : القضاء على البطالة في صفوف الشباب، وتنمية روح المواطنة البيئية لدى فئة المتعلمين، ونتمنى أن يتميز كذلك بطابع الاستمرارية والمواكبة، لكي لا يتلاشى ما تم إنجازه.

بكل موضوعية ودون مجاملة، فإن ما أقدمت عليه مديرية وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بمولاي رشيد، بشأن تكوين صحفيين شباب، من أجل البيئة، الذي تسهر عليه وترعاها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، يعتبر عملا نبيلا، أسهم بداية في إخراج هؤلاء الشباب من روتين الدروس، ثم منحهم ثانيا، فرصة الاستفادة من تكوين في مجال حيوي وهام، كالصحافة والإعلام. وهو التكوين الذي أثمر العديد من الإبداعات والروبورطاجات، التي ستستمتع وتستفيد منها، فئات عريضة من مجتمعنا، من بينهم شباب كذلك.

عبد الحق السلموتي

Related posts

Top