الركراكي ودرجة الإقناع

كان وليد الركراكي المدرب الجديد للفريق الوطني المغربي لكرة القدم، مقنعا في طريقة تقديم لائحة وديتي الشيلي والباراغواي، فسر بدقة، علل اختياراته، محددا تصوراته بكثير من الحرفية، واضعا خطة عمل واضحة المعالم، مقبولة بتفاصيلها.
لائحة من 31 لاعبا، وجهت لهم الدعوة في أول معسكر تدريبي، تحت إشراف المدرب الجديد، بحضور مزيج بين لاعبي الخبرة، وأسماء تنضم لأول مرة، مع عودة مثيرة للاعبين كانوا مبعدين لأسباب مختلفة.
وتبين من خلال التفسيرات المقدمة خلال اللقاء الإعلامي، أن وليد والطاقم المرافق له، دققوا كثيرا في مسألة الاختيار، والدليل على ذلك، أن الإجابة عن أغلب الأسئلة كانت محددة، بل مقنعة في مجملها، إلى درجة يمكن القول.. متوقعة.
إلا أن هذا لا يمنع من طرح بعض التساؤلات، بخصوص استمرار حضور بعض الأسماء التي لم تقدم الإضافة، ولم يتطور أداؤها، رغم مجاورة المنتخب في أكثر من محطة وأكثر من تجربة، ومع ذلك فضل الركراكي هو الآخر الاعتماد عليها.
لنبدأ من خط الدفاع، فتوجيه الدعوة مجددا لسامي مايي يعتبر مضيعة للوقت، فرغم تقديمه كلاعب متعدد الاختصاصات، إلا أنه يبرز دائما بعطاء جد محدود.
أما في خط الوسط، فلا ملاحظة دقيقة يمكن أن تقدم، باستثناء عدم توجيه الدعوة للاعب المهدي بنربيعة لاعب ساسولو بالدوري الايطالي، والذي يقدم مستوى ثابتا، وتجربته يمكن أن تفيد، خاصة على مستوى الدوري الدفاعي، إلى جانب سفيان أمرابط.
ولعل الطامة الكبرى في هذه اللائحة، فتتمثل في التمسك بلاعبين بالخط الأمامي، هما منير الحدادي ويوسف النصيري، لاعبان لا يقدمان الإضافة المطلوبة، رغم الفرص العديدة التي منحت لهما، بينما يستمر إقصاء كل من يوسف العربي وعبد الرزاق حمد الله، هذا الأخير ما يزال إبعاده يشكل لغزا محيرا.
صحيح أن الركراكي قدم تفسيرا بخصوص السبب الذي دفعه لعدم التوجيه الدعوة للاعب السابق لاولمبيك اسفى، إلا أن تفسيره ترك الباب مفتوحا بطريقة غير واضحة وفضفاضة، وذلك بتقديم تفسير غارف في العموميات، يمكن أن يفهم بـ “نعم”، كما يمكن يقرأ بـ “لا”.
بالنسبة لعودة يونس بلهندة وحكيم زياش، فهناك اتفاق تام على أن المنتخب في حاجة ماسة إلى دورهما الأساسي والمحوري، بحكم التجربة الكبيرة التي يتمتعان بها، لكن شريطة الانصهار أكثر داخل المجموعة، والابتعاد عن النرفزة الزائدة والمزاجية المفرطة.
ننتظر مباراتي إسبانيا الإعداديتين يومي 23 و27 من الشهر الجاري، لأخذ نظرة أكثر وضوحا بخصوص مستوى كل لاعب، وأيضا النهج التكتيكي الذي سيعتمد عليه الركراكي، وطريقة التوظيف، والأكثر من ذلك رصد عطاء أسماء محددة كبلهندة وزياش ويميق، وأيضا اللاعبين الجديدين وليد شديرة وعبد الحميد الصابيري…

>محمد الروحلي

Related posts

Top