الرياضة ليست كرة القدم فقط

 ودعت الرياضة الوطنية سنة 2022، بكل ما تحقق من نتائج بإيجابيتها وسلبياتها، على أمل أن تكون حصيلة السنة التي استقبلناها، أفضل وأحسن وأقوى.

المؤكد أن حصيلة كرة القدم كانت هي الطاغية بنسبة قياسية في كل تقييمات السنة، بالنظر إلى النتائج الباهرة التي تحققت على جميع المستويات، إلى درجة صنفت بغير مسبوقة في التاريخ.

وإذا كانت المشاركة بكأس العالم “قطر 2022” تعتبر خارج التصنيف، ليس لأنها غير مسبوقة، ولكن أساسا لأن المراحل التي عبرتها بكثير من التفوق، وذلك بالوصول إلى العالمية، لا يمكن بالتالي مقارنتها بكل ما هو عربي وإفريقي، وسيكون ذلك نوعا من التجني وعدم الإنصاف.

فتألق منتخبات كرة القدم داخل القاعة والنسوي بفئتي الكبيرات والفتيات، والأندية بالمسابقات القارية والعربية، تعد إنجازات لافتة، وضعت كرة القدم الوطنية بمركز الصدارة، تعزيزا لمنظومة قطعت خطوات عملاقة، على درب التطور المتلاحق.

نصل الآن إلى باقي الأنواع، خاصة التي سبقت أن ارتبطت بالبعد الدولي للرياضة الوطنية، كألعاب القوى والملاكمة والتنس، وما تتوفر عليه من إمكانيات بشرية ومادية وتقنية، ورصيد تاريخي يبنى عليه أي رهان لربح المستقبل.

إلا أن الإخفاق ما يزال -للأسف- ملازما لهذه الأنواع، وغيرها كثير، صحيح أن هناك نتائج متقطعة، تمنح بين الفينة والأخرى، مساحة أمل في المستقبل، إلا أن هناك تراجعا مخيفا، يسائل كل المتدخلين، خاصة المتربعين على مناصب المسؤولية.

وعليه، فإن المصلحة تفرض إعادة النظر في طرق تدبير وتسيير، رياضات أكدت التجربة وصولها إلى درجة، لم يعد ممكنا الاستمرار بنفس النهج، وبنفس الأساليب المتجاوزة.

فما تحقق بكرة القدم، أعطى الدليل على أن الصدق في العمل، والتخطيط السليم والاعتماد على الكفاءات الوطنية.. أسس تقود حتما إلى النتائج المنتظرة.

فلماذا لا يطبق نفس المنهج الناجح، بالنسبة لباقي الرياضات؟

فالنموذج الناجح، كما أكد ذلك رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، في أكثر من مناسبة، يأتي من المغرب، وطالب بالاستفادة من أسس العمل الذي طبق هنا، فلماذا الاستمرار في الاعتماد على طرق متجاوزة، لم تعد تسمح بأي تطور يذكر؟

هناك نجاح باهر، وهناك بالمقابل إخفاق ظاهر، فلماذا الإصرار على إخفاء الشمس بالغربال؟

محمد الروحلي

Related posts

Top