الريان

لِكُلِّ شَيْءٍ إِذا مَا تَـمَّ نُـقْـصَانُ
فَلاَ يُـغَــرَّ بِـطـيبِ الـعَـيْـشِ إِنــسانُ
نَـظَـمَهَا الــرُّنْـدِيُّ فِي رِثاءِ أَنْدَلُــسٍ
 وَأَخطـُّهَا بَعْـدَهُ عَـلِّي أَرْثِـيكَ رَيـَانُ
فَأَلمُكَ في القَلْبِ كَالفِرْدَوْسِ المفْقُودِ
وَجُرْحُـكَ العَـظِيمُ لِلصَّبْـرِ عُـنْوَانُ
مَشِـيـئَةُ الله لاَ اعْـتِراضَ عَـلَيْهَا
 فَهُـوَ بِــكَ أَحـنُّ مِــنَّا وَرَحْمانُ
لَكِنَّ الـرُّزْءَ مَـسَّ فِينَـا الـفُـؤَادَ
 وَالصَّدْرُ اضْطَرَمَتْ بِأَضْلُعِهِ نِـيرَانُ
وَابْكِي يَا مُزْنُ إِنَّ الدَّمْعَ انْقَضَى
 فَــالـعَـيْـنُ جَفَّف طَرْفهَا هَـــمٌّ وَأَشْجَانُ
رَيـَّانَ الــدُّنْـيَـا ارْتَـقِـي العُـلاَ بَاسِمــًا
 بِـبـابِ الجَنَّةِ تَـلْـقَـى خَازِنهَا رِضْوَانُ
تَحُفُّكَ الملاَئِكَةُ مُسْتَبْشِرِينَ قُدُومَكَ
فَـأَخُ يُـوسُـفَ أَتَـى يَــا شِـفْـشَاوُنُ
الجُبُّ حَـفَّ النَّبِيَ قَبْلَكَ فَـافْـتَخـِـرْ
إِنَّـكَ وَالـصِّـدِيق فِـي الـخُـلْـدِ صُـنْـوَانُ
وَيُـونُـسُ ذِي الــنُّونِ لَكَ مُــــؤْنِـسٌ
لاَ كـدَرَ لَكَ بِـــرِفْـقَـتِـهِ وَلاَ أَحـْـزَانُ
و اهْنِئْ بِـــعِشْرَةِ خَــيْـرِ الأَنَامِ مُـحَـمَّـدٍ
 عَـلَّنَا بِــكُـمْ نَــلْحَقُ إِنْ حَـلَّ أَوانُ
فِــي الـصَّـبْـرِ صِــرْتَ لِلْــوَرَى رَمْـزًا
وَصِرْتَ كَأَوْلاَدِي يُــوسُـف وَسُـلَـيْـمَانُ
بِالدُّعَاءِ صَدَحَتْ قُلُوبُ الأَنامِ كَمَدًا
عَـلاَ الــمَدَى كَــمَـنَـارَةٍ يَعْــلُـوهَا آذَانُ
أُمَّ الـشَّهِـيدِ لاَ يُـسْعِفُنِـي الكَلاَمُ عَلَى العَـزَاءِ
 فَـقَـــدْ عـَجَـــزَ اللِّـسَـانُ
أَبَـا الــرَّيـَـانِ شُــدَّ الـعَــزِيمَةَ وَاصْطَبِرْ
فَالنَّجْلُ البَرِيءُ تَحُفُّهُ مَلاَئِكَةٌ وَجِـنَانُ
بَـيْـنَ يَدَي الله فِـي الـجُـبِّ كَانَ
 وَخَارِجَهُ مِـن أَشَاوِسِ الـوَطَـنِ إِخْـوَانُ
جَـــرَفـُــوا الـطَّـوْدَ الأَشَـمَّ وَمِــنْ تُــرْبـِــهِ
 حَـمَـلُـــوا لِـنَــجْدَتِـكَ قَـنَـاطِـيـر وَأَطْـنَانُ
عَــزَائِـي لـِشَـعْــبٍ وَمَـلِكٍ مُـفَدَّى
 أَبَــــى إِلاَّ أَنْ يُــحَــرِّكَ الـجَـبَــلَ لأِجْلِكَ رَيانُ
وَذَا شِــعْـرِي بِلِسـَــانِ كـُـلِّ الــــــوَرَى
 لَـعَــلَّ بِــــــه ذِكـرَى الـمَلاَكِ تُـصَانُ
ذِكـْــرَاكَ رَيـَّـانُ فِـي الـقَلْـــبِ بَــاقِـيَـةٌ
مَا بَــقِـــي فِــي الـدُّنْـيـا إِنْـسٌ وَأَوْطَانُ.

هامش:
* البيت الأول هو مطلع قصيدة القاضي والشاعر الأندلسي أبي البقاء الرندي في رثاء الفردوس المفقود الأندلس.

< محسن القرواطي

الوسوم

Related posts

Top