السعيدية: حملات انتخابية قبل الأوان

تنظيم ولائم ولقاءات تحت ذريعة دراسة مشاكل السكان وطرح قضاياهم
يتابع الرأي العام المحلي بمدينة السعيدية هذه الأيام باستياء عميق، حملة انتخابية سابقة لأوانها دشنها رئيس المجلس البلدي، بمعية أعضاء آخرين التحقوا مؤخرا بالحزب المعلوم، وبمباركة من السلطات الإقليمية بعمالة بركان.
ومن ضمن الطرق والوسائل المستعملة الاتصال المباشر بالسكان وتنظيم لقاءات معهم بدعوى التحاور في شأن انجاز مشاريع بعدة أحياء بالمدينة .
وهكذا تم تنظيم وجبة غذاء أو وليمة بصريح العبارة خلال الأسبوع الجاري  بحي الشراربة، بحضور عامل إقليم بركان ونصبت لهذا الغرض خيمة كبيرة بعين المكان بتدبير من  رئيس المجلس البلدي الحالي وعدد من المنتخبين وعلى رأسهم ممثل الدائرة الانتخابية التابعة للحي(الحادية عشرة).
وبحسب ما روجه القائمون على الاجتماع أنفسهم، فقد جرى تخصيصه لدراسة المشاكل المتعلقة بإعادة هيكلة هذه الأحياء ناقصة التجهيز، وذلك على بعد شهور قليلة من موعد إجراء الانتخابات الجماعية .
ومن المنتطر أن تنظم وليمة أخرى بحي أولاد حمان(الدائرة الانتخابية رقم 9) في الأسبوع المقبل وإقامة صلاة الجمعة بمسجد الحي لتدشين عملية ترميمه ومحاولة الاتصال بالناخبين لدعم مستشار جماعي ينتمي إلى نفس التشكيل السياسي المومأ إليه.  كما تجدر الإشارة إلى بداية الأشغال في إصلاح الساحة الداخلية لقصبة السعيدية (الدائرة الانتخابية رقم 1) بخلق ممرات داخلها وتبليط الأرصفة وأعمال أخرى رصد لها مبلغ418320.00 درهم من ميزانية الجماعة لهذه السنة، ووافقت عليه سلطات الوصاية، علما أن هذا المشروع رفض مرارا خلال السنوات الماضية لأن وزارة الثقافة تعتزم إخلاء الحي من السكان وإيجاد بديل لهم بهدف تحويل القصبة إلى معلمة تاريخية ومنتجع سياحي في إطار برنامج المحافظة على المآثر المعمارية للمدينة.
فما الجدوى إذن من انجاز هذا المشروع في الوقت الحالي إن لم يكن الهدف منه  جذب الأصوات الانتخابية واستمالة الناخبين؟.
أما الطامة الكبرى فتتعلق بتشغيل عدد من العمال الموسميين في الآونة الأخيرة مكلفين بالحراسة الأمنية ببلدية السعيدية ينتمي جلهم إلى أحد الأحياء مسجلين بالدائرة الانتخابية رقم 9 بطريقة لاتخلو من تحايل اذ تم الادعاء  في البداية بأن شركة متخصصة في أعمال الحراسة الأمنية قد استفادت من صفقة عمومية للقيام بهذه المهام وهو ادعاء مجانب  للصواب يروم فقط تفادي احتجاجات الشباب المعطلين المنتمين إلى أحياء أخرى.
يتبين من خلال ما سبق أننا بصدد سباق محموم نحو الاستحواذ على مقاليد الأمور بجماعة السعيدية،  لصالح الحزب المشار إليه،  بإمكانيات ووسائل الجماعة، تسانده وتدعمه السلطات الإقليمية التي اختارت توقيت انجاز هذه المشاريع والـتأشير عليها ونحن على أبواب استحقاقات جهوية وإقليمية وجماعية.
وبالرغم أنه لا يمكن رفض برمجة أو انجاز مشاريع لصالح السكان بالمدينة بل طالبنا بذلك في السابق ولم يستجب لنا، إلا أننا نرفض التوقيت الذي حددته هذه الجهات بتزكية الإدارة الوصية لإنجاز هذه المشاريع وتوظيفها من أجل استمالة الناخبين لجهة معينة.
هذا وتعتزم الفعاليات الحزبية والجمعوية والحقوقية المحلية رفع مذكرة احتجاج مشتركة إلى السلطات المعنية لوضع حد لهذه الخروقات .

*

*

Top