تجددت يوم السبت الماضي، محاولة اقتحام السياج الحدودي لسبتة ومليلية المدينتين المغربيتين المحتلتين، من قبل المهاجرين السريين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، وذلك بعد أن أجهضت السلطات الأمنية في وقت سابق عملية مماثلة.
ووفق مصادر أمنية، فإن الشرطة تمكنت من توقيف 25 مهاجرا من إفريقيا جنوب الصحراء ومصادرة وسائل وأدوات يستعملونها لتسلق السياج واقتحام المدينتين المحتلتين.
وأوضحت نفس المصادر، أن المهاجرين الموقوفين كان بحوزتهم “36” أداة حديدية مصنوعة بشكل تقليدي يشتبه في استخدامها في عمليات الهجرة الجماعية عن طريق التسلق.
وتأتي هذه العملية اليائسة من قبل المهاجرين غير الشرعيين، لدخول اسبانيا،
بعد وقت قصير على تنفيذهم لمحاولة شبيهة أجهضتها الشرطة بعد حملة أمنية ضبطت خلالها 138 أداة حديدية يدوية الصنع داخل محل بمدينة طنجة، يتم استخدامها في “عمليات التسلق”.
وتأتي العمليتان غداة إطلاق المغرب والاتحاد الأوروبي “شراكة متجددة” لمكافحة شبكات الاتجار بالبشر بعد محاولة اقتحام نحو ألفي مهاجر مليلية المحتلة في 24 يونيو المنصرم.
وتقاضي المملكة حاليا 65 مهاجرا بتهم من بينها “الدخول بطريقة غير شرعية لترابها والاتجار في البشر.
وفي هذا السياق، نددت وسائل إعلام أوروبية بالطابع “العنيف” لمحاولة الاقتحام الجماعية المنفذة من طرف مهاجرين غير شرعيين للسياج الحديدي للمدينتين المغربيتين المحتلتين.
و تساءلت صحف برتغالية حول الطابع “غير المسبوق” لهذا الاقتحام، بالنظر إلى أن درجة العنف الشديد الذي اتسم به المهاجمون والإستراتيجية المنتهجة تحيل على “الحس العالي للتنظيم والتقدم الخاضع للتخطيط”.
وتساءلت حول “المعطى الذي يفيد بأن المهاجرين – ومعظمهم من السودانيين – اختاروا القيام برحلة طويلة، عبر الصحراء الليبية وعبر الجزائر المجاورة”، مشيرة إلى “تراخ متعمد من قبل هذه الأخيرة في مراقبة حدودها مع المغرب”.
وصرحت مانويلا نيزا ريبيرو، الباحثة المتخصصة في قضايا الهجرة، في تصريح إعلامي، أن “هجوم الناظور تم تدبيره من قبل الشبكات الإجرامية للاتجار بالبشر قصد اخترق المعبر للوصول إلى مليلية. ومن خلال القيام بذلك، اختاروا عن قصد الدخول في مواجهة عنيفة مع قوات الأمن المغربية، التي تبذل جهودا كبيرة للسيطرة على هذا الوضع الظرفي، وطوال السنة على جميع السواحل المغربية”، مشيرة إلى أن “التحكم في تدفقات الهجرة والاتجار بالبشر أو الهجرة غير الشرعية ينبغي أن تكون مسؤولية مشتركة بين بلدان المصدر والعبور والمقصد”.
وبحسبها، “من المؤكد أن الاتجار بالبشر لا يحارب وفق منحى تنازلي ولكن بناء على منهجية تصاعدية”، معتبرة أن النزاعات عبر العالم، لاسيما في أوكرانيا، “لا تزيد سوى من تأجيج هذه الظاهرة”.
وركزت وسائل إعلام أخرى على جهود المملكة من أجل التصدي لشبكات التهريب وسياستها المتعلقة بالهجرة ذات التوجه الإفريقي، داعية إلى دعم دول المصدر والعبور، من خلال تضامن فعال بين الشمال والجنوب وحلول هيكلية للتنمية المستدامة وتشجيع التدفقات القانونية.
وقد عرفت المحاولة الأخيرة للاقتحام الجماعي على مستوى إقليم الناظور، استخدام عنف غير مسبوق من قبل مرشحي الهجرة غير الشرعية في وجه عناصر قوات الأمن، الذين تدخلوا بمهنية وفي ظل احترام القوانين الجاري بها العمل.
وأبدى هؤلاء المرشحون للهجرة غير الشرعية، الذين كانوا مسلحين بالحجارة والهراوات والأدوات الحادة، مقاومة عنيفة لقوات الأمن التي تعبأت لمنعهم من عبور السياج.
< سعيد أيت اومزيد