بيان اليوم
قامت لجنة مختلطة تابعة لولاية أكادير إداوتنان، يوم الجمعة 17 دجنبر الجاري، بزيارة ميدانية لموقع الورش الذي كان موضوع تقرير بيئي أخضر من إنجاز جمعية بييزاج للبيئة والثقافة وجمعية ملتقى ايزوران نوكادير، حول الخروقات البيئية والتعميرية لمقاولة تنجز مشروعا بوادي تلضي حي تالبورجت القديم.
وأفاد بلاغ لجمعية «بييزاج»، توصلت بيان اليوم بنسخة منه، أن اللجنة التي ضمت مهندسي البيئة من قسم البيئة بولاية اكادير ادوتنان، وممثلي الفرقة الجهوية للشرطة البيئية للدرك الملكي (ضباط الشرطة القضائية)، وممثلي المرصد الجهوي للبيئة والتنمية المستدامة، ووكالة الحوض المائي سوس ماسة، ومراقبي التعمير بالجماعة الحضرية لأكادير، وباقي المصالح الخارجية الأخرى المعنية، قامت على إثر ذلك، بتحرير محضر المخالفات البيئية الذي تسلمه الدرك الملكي بغرض رفعه إلى النيابة العامة بأكادير ليقول القضاء كلمته الفيصل فيه. وأمهل أعضاء اللجنة المختلطة المقاولة مدة 48 ساعة لإعادة الوضع لما هو عليه، كما ضربوا موعدا لزيارة ثانية في بداية الأسبوع المقبل لمعاينة تنفيذ الإجراءات المتخذة.
واعتبرت كل من جمعية بييزاج للبيئة، وجمعية ايزوران نوكادير، في نفس البلاغ، أن هذه الاستجابة لنداء المجتمع المدني البيئي وهذا التحرك السريع للمصالح الولائية بعمالة اكادير ادوتنان، هو بمثابة تحرك للدولة المغربية والتزامها المسؤول والكامل، بكل مؤسساتها، بحماية البيئة في اطار الاختصاصات المنصوص عليها بتطبيق القانون الإطار12-99 الخاص بالبيئة والتنمية المستدامة، وانخراط كامل ولامشروط في هيبة الدولة وحماية مؤسساتها وقوانينها الجاري بها العمل.
وجددت الجمعيتان التأكيد على حرصهما الشديد من أجل الرقي بالجانب البيئي وحمايته من كل أشكال التدهور والانحراف، وكذا دعوتهما لباقي المؤسسات من أجل تفعيل المراقبة وتوفير الوسائل الضرورية والموارد البشرية للقيام بعملها على أتم وجه، وعلى رأس هذه الوسائل تفعيل الشرطة البيئية (ضباط الشرطة القضائية) الحضرية بأكادير في أسرع وقت لوضع حد للاختلالات البيئية المحلية بأكادير وضواحيها.
وكانت الجمعيتان قد أصدرتا في وقت سابق «بيانا أخضر» حول وجود تجاوزات بيئية ومخالفات تعميرية خطيرة من طرف مقاولة تقوم بأشغال بمنطقة تالبورجت القديمة، حيث توجد مقابر جماعية لرفات الأموات الذين قضوا في زلزل 29 فبراير 1960. وسجل البيان قيام المقاولة بأشغال حفر لإنجاز مشروع ملاعب الكرة الحديدية بجوار الجدران القديمة لحي تالبورجت جهة اليمين على مقربة من واد تلضي، حيث قامت الشركة بحفر المنطقة بواسطة آليات مستخرجة مخلفات الزلزال والدمار للإسمنت المدفونة تحت التربة، وعوض تجميعها في مكان ما إلى حين رميها في المطرح المخصص لنفايات البناء، ألقت بها في قعر وادي تلضي بجانب القنطرة القديمة وقرب المخيم الدولي لأكادير. وقد استغلت المقاولة تواري هذه المنطقة عن الأنظار للقيام بهذا الخرق البيئي حيث ألقت بأطنان من الأحجار الضخمة والأتربة بمنطقة ممنوع فيها التفريغ، حسب القوانين الجاري بها العمل والرامية إلى حماية أشجار الأركان والأوكاليبتوس التي تغطي ضفاف الوادي.
واستنكر البيان هذا الخرق البيئي والاعتداء السافر على مكونات الطبيعة البيئية للأودية والأشجار المجاورة لها، والتي هي تحت تصرف وكالة الحوض المائي، بما يعد أيضا اعتداء وخرقا قانونيا يستوجب اتخاذ الإجراءات الضرورية لوضع حد لهذه التصرفات المشينة بقلب المدينة وبمكان غير بعيد عن شاطئ اكادير، فضلا عن الأضرار التي يمكن أن تلحقها المخلفات بجودة الشاطئ والرمال وتشويه المنظر العام للمحيط البيئي.