تحتفي الشبيبة الاشتراكية، “الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية، سابقا” بذكرى تأسيسها ال 42 التي تصادف يوم 18 يناير من كل عام، وهي توشك على إقفال نصف قرن من العطاء والنضال وسط الشباب المغربي والترافع عن قضاياهم الحيوية، في مختلف مجالاتهم الحياتية.
يوم 18 يناير 1976، تاريخ ظل موشوما في ذاكرة الحركة الشبابية التقديمة المغربية، وهو يحيل مباشرة على انبثاق تنظيم شبابي يساري تقدمي يحمل اسم “منظمة الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية”، وكان ذلك على بعد سنتين من خروج حزب التقدم والاشتراكية من السر إلى العلن، وهو أيضا تاريخ يحيل على سياق سياسي وطني يؤسس لانفتاح تدريجي على الممارسة الديمقراطية، خاصة وأن مرحلة السبعينات من القرن الماضي، شكلت دروة الانخراط السياسي للشباب المغربي، والذي كان يتخذ من الجامعات والمعاهد والثانويات، فضاءات للتعبير وللنقاش الفكري والمعرفي في إطار التنظيم الشبابي والطلابي “الاتحاد الوطني لطلبة المغرب”، الإطار الذي كانت تصرف من خلاله الشبيبة الاشتراكية عبر فصيل طلبة حزب التقدم والاشتراكية، الامتداد الطلابي للشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية، وسط الجامعة، مواقفها من القضايا التي كانت تعتمر الحقل السياسي الوطني بصفة عامة، والشبابي بصفة خاصة.
إن تخليد الشبيبة الاشتراكية، “الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية” ذكرى تأسيسها ال 42، يعني أنها منظمة شبابية متجذرة في التربة المغربية وفي الحقل الشبابي المغربي، وهي أيضا إشارة إلى حجم الالتزام النضالي والسياسي بالقضايا الكبرى للوطن والشعب. كما أن انبثاق منظمة الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية “الشبيبة الاشتراكية” كانت ولايزال يمثل ضرورة موضوعية ومجتمعية، وقيمة مضافة، تنحدر من مدرسة متفردة ومتميزة وهي مدرسة حزب التقدم والاشتراكية، آمنت منذ البداية بحتمية التغيير انطلاقا من مقاربة سياسية تمزج بين الواقعية والبراغماتية، وتجعل من معطى الواقع المغربي بكل تجلياته وبنياته الثقافية والمجتمعية، ركيزة في تحليلها النظري والفلسفي لكل القضايا السياسية والمجتمعية خاصة تلك التي لها صلة مباشرة بالشبيبة المغربية، وطموحاتها ومطالبها المشروعة، كالحق في الشغل والتعليم والصحة والترفيه بالإضافة إلى الحقوق السياسية والمتمثلة أساسا في الحق في المشاركة السياسية كمطب تخفيض سن التصويت إلى 18 سنة، وسن الترشيح إلى 21 سنة.
وعلى امتداد قرابة نصف قرن من النضال والعطاء المتميز، ساهمت الشبيبة الاشتراكية في الارتقاء بالفكر الشبابي التقدمي، الذي يستمد شرعيته من التحليل الرصين والمقاربة الواقعية لمدرسة حزب التقدم والاشتراكية، وحاربت كل الأفكار المتطرفة وسط الشباب المغربي، سواء كانت يسراوية مغامرة، أو دينية سياسية، أو إثنية شوفينية، وعلى ذلك النهج، ساهمت في تأطير أجيال من الشباب المغربي الذين أصبحوا فيما بعد فاعلين ومؤثرين في المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي المغربي، كما ساهمت في تجديد الفكر و الممارسة السياسية والشبابية في إطار سعيها الدائم للتغيير ولبناء المجتمع الديمقراطي الحداثي، وترسيخ فكرة نبل العمل السياسي الملتزم بقضايا الشعب والوطن.
مناسبة للاعتراف والعودة لما قدمه السابقون
في هذا السياق، قال جمال كريمي بنشقرون الكاتب العام للشبيبة الاشتراكية “إن الشبيبة تخلد الذكرى التأسيسية الثانية والأربعين وتحتفي من خلالها بالمسار الحافل بالعطاءات والإنجازات، والمسار النضالي الطويل الممتد على مدار 42 سنة وسط النضال الشبابي المتعدد والحركة الطلابية والتلاميذية ووسط مختلف فئات الشباب المغربي التواق إلى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وإلى النضال الحقوقي من أجل تكريس معاني الديمقراطية”.
وعن الاحتفال المرتقب يوم الأحد، فإن شعارنا بالمكتب الوطني هو “الاعتراف” والعودة لما قدمه السابقون، يقول بنشقرون، مضيفا أن هذا الاعتراف يشكل نبراسا ومنارة تضيء مسار القادمين والشباب المناضل بالشبيبة الاشتراكية حاليا”.
وكشف بنشقرون أنه سيتم خلال إحياء الذكرى 42 لتأسيس الشبيبة الاشتراكية تكريم كافة القيادات التي تعاقبت على تسيير هذه المنظمة، من كتاب عامين بداية من المؤسس أحمد لطافي إلى محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام الحالي لحزب التقدم والاشتراكية وكذا كل من سعيد الفكاك وادريس الرضواني ومعهم كافة الأطر التي ساهمت بالتدبير والتسيير من داخل المكاتب الوطنية، حيث اعتبر كريمي بنشقرون هذا التكريم “بمثابة عربون اعتراف ومحبة لهم جميعا في محفل كبير واجواء رفاقية عالية، يعمها الفرح والاعتزاز، لنقول أن المكتب الوطني الحالي اجتهد كثيرا من أجل أن يصل إلى هذه المرحلة، مرحلة الاحتفال بالذكرى الثانية والأربعين على أمل أن يستمر في الاحتفال بهذه الذكرى على مر السنوات والعقود المقبلة”.
تراكمات إيجابية حققتها منظمة الشبيبة الاشتراكية
من جانبه قال إسماعيل الحمراوي عضو المكتب الوطني للشبيبة الاشتراكية ورئيس قطب الإعلام والتواصل إن الاحتفال بالذكرى 42 لتأسيس الشبيبة الاشتراكية مناسبة من أجل الاعتراف بالمجهودات التي بذلها مجموعة من الرفاق والرفيقات على مستوى أجهزة الشبيبة طيلة 42 سنة.
وأضاف إسماعيل الحمراوي، في تصريح لـ “بيان اليوم” أن هذا الاحتفال “مناسبة لنسجل بإيجاب التراكمات التي حققتها منظمة الشبيبة الاشتراكية منذ سنوات، وكذا مجموعة من المكتسبات والإنجازات التي ناضلت من أجلها الشبيبة واستطاعت تحقيقها”. معتبرا أن هذا الاحتفال هو مناسبة، أيضا، للوقوف على التراكمات النضالية لعدد من الرفاق الذين قال “إنهم قدموا إسهامات من داخل الشبيبة الاشتراكية التي أطرت ولا زالت تؤطر عدد من المناضلين والمناضلات، بالإضافة إلى كونها أسهمت في تأطير خيرة أطر هذا الوطن، من مسؤولين ووزراء، وأطر عليا وكفاءات في جميع المجالات”.
< محمد حجيوي – توفيق أمزيان