الشرعية الدولية ومقرراتها لتحرير فلسطين مفتاح وحيد لإحلال السلام

حينما أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية يوم 30 مارس من كل سنة إصرارا من الشعب الفلسطيني على أن يكون صوتا هادرا للأرض الفلسطينية الزئير ضد العقيدة الاستعمارية التي تطاول أساطينها على رسم خريطة جغرافية تهدف إلى صناعة وطن في سابقة لا مثيل لها بطرد شعب بكامله وإحلال آخر لا علاقة له بصيرورة الأجيال وبمقدمات تاريخية بمبادئ لا تمت بصلة إلى المبادئ الإنسانية المقدسة بالاحترام الكامل لحق الشعوب في الحفاظ على أوطانها والذوذ عنها، وهكذا تجاوزت الحركة الاستعمارية مرحلة الاستعمار الاستيطاني إلى البحث عن شعب بديل يحل محلها في إطار إستراتيجية تحكمية في منطقة الشرق الأوسط.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تحول الأمر إلى جعل شعوب هذه المنطقة تقع تحت تهديد مستمر من طرف قوة صهيونية مدججة بكل أنواع أسلحة الإبادة وبكل الدعم المادي وبالمساندة الظالمة لكل مواقف هذه الدولة الهجينة التي غدت مبادؤها ومفاهيمها تتباعد حضاريا عن المفاهيم الإنسانية، وعن الدلالات الاصطلاحية المثبتة في قواميس ومرجعيات القانون الدولي إلى درجة أنها حولت “أكذوبة وطن لها” إلى إصرار شيطاني بتاريخ مزيف وتحويل للمنشآت التي عاش عليها شعب فلسطين إلى ترهات وأباطيل والدول الكبرى التي ترعى هذه الترهات للأسف الشديد أصبحت تجعل في المدة الأخيرة، أن ملف الصهيونية في تبني الأكاذيب يتعزز بإصرار دول عظمى على ضرورة الاستفادة إلى أبعد حد من السلوك السياسي اللامعقول لهذا الكيان المصطنع عن طريق ما سمي بـ “صفقة القرن” وإلغاء جميع ما قررته الشرعية الدولية لكي لا تكون شريكا في هذه المهزلة..
وحاول الفلسطينيون في مقابل “لغة المقامرة” أن يؤكدوا إصرارهم على إقامة دولة فلسطينية حرة مستقلة وعاصمتها القدس لتحقيق السلام والعدل بعودة اللاجئين وإطلاق سراح الأسرى الذين يعانون من أحكام بقوانين لا مثيل لها في أي دولة أخرى في العالم كالاعتقال الإداري يمتد إلى عمر كامل من حياة السجين بدون محاكمة بل هنالك سجناء حوكموا في أكثر من قضية وقد يصل الأمر إلى أكثر من قرن تحت التعذيب والإذلال، والأطفال يعتقلون كأنهم راشدون.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل يصل إلى إهمال المرضى بأمراض مزمنة وخطيرة للاستفادة إلى أبعد حد من جائحة “كوفيد 19” بحضر اللقاحات عن الفلسطينيين، ناهيك عن منع زيارات الأقارب لآبائهم وأمهاتهم السجناء، والأدهى من كل هذا هو أن الذين سرقوا وطنا بكامله جعلوا وبكيفية مستمرة أن لا أحد له الحق في الملك العقاري إذا تعارضت مخططات التهويد مع حق التملك.
مع ذلك حينما يقاوم الفلسطينيون هذه الأوضاع بانتفاضات الحجارة أو التظاهر أو الاضطرار للدفاع عن النفس بأبسط السبل يسمى هؤلاء الفلسطينيون بالإرهابيين والقتلة لأن الصهاينة يعتبرون أن كل مقاومة للإرادة الفلسطينية هي المقاومة الحقيقية كما يدعون أن “الفتات” الذي يعيش عليه الفلسطينيون هو “رذاذ” السلام الذي يجود بنو صهيون به على الفلسطينيين.
إن الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني ترى أن ادعاءات السلام باطلة لدى من لا يؤمن بالحق حقا ولا بالعدل عدلا، كما يتهرب نتنياهو من القوانين الإسرائيلية في الداخل فهو يمارس نفس القناعة لكونه يمارس التهرب من الملاحقة القضائية رغم المتابعة ويعادي المحكمة الجنائية الدولية بعدم الاعتراف بها وبمقرراتها بعد أن أعلنت وصايتها على المستوطنات والجولان والقدس الشرقية وأراضي فلسطين المحتلة منذ سنة 1967.
هذه هي طبيعة السلام لدى الصهيونية والغريب كيف ينسى أي إنسان هذه اللائحة السوداء ويتعامل معها كأنها حقيقية تعادي كل الحقائق وتجعله مستعبدا ومستلبا عن طبيعته إلى طبيعة شاذة لا تمت بصلة للإنسانية التي سطرت عبر التطور الحضاري عدة قواعد هي الدعامات الأساسية لثقافة السلام والاحترام المتبادل وبدونهما لا قيمة للوجود البشري ولمصداقية التعاقد في القانون الدولي والمؤسسات العالمية.
والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني التي تراقب السلوك القومي العربي الذي التزم على الدوام بالوحدة والتضامن من أجل البقاء والتحدي وفي المقدمة من أجل فلسطين للأسف الشديد تحول إلى تدبير التآمر بين دولة وأخرى وتفكيك ما انعقد ومعاداة الإخوة ومصادقة الأعداء وأبرز مظهرا لهذه الظواهر هي “قضية الصحراء المغربية” والتي صدرت عن الأخوة لشغل المغرب عن نموه الذاتي وعن وفائه المطلق للقضية الفلسطينية، ودفاعه المستميت عن القدس، والتزامه الكامل مع طلبة القدس وشباب القدس ومساعدة المقدسيين على التشبث بالأرض، والتمسك بها رغم المعاداة والتآمر ظل المغرب شعبا ومؤسسات وفيا لهذا الاختيار وسيظل حريصا على كل تدبير يخدم به القضية الفلسطينية بما لا يقدر عليه من يدعون الوفاء لفلسطين.
والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني مؤمنة كل الإيمان أننا لن نخذل القضية بل ما يهمنا هو أنه لن يهدأ لنا بال بدون الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وهذا ليس غريبا على الشعب المغربي الذي ربط دوما إيمانه بتحرير صحرائه بتحرير فلسطين.
والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني تؤكد مرة أخرى عن رغبتها بأن تكون الانتخابات الفلسطينية مناسبة هامة لتعزيز الوحدة الفلسطينية، واعتبار الوطن الفلسطيني فوق كل اعتبار طائفي أو إيديولوجي فلا فرقة ولا تشتت ولا خدمة من أي منظمة فلسطينية لأغراض بعيدة عن الوحدة بين الفلسطينيين ليظلوا هم الدرع الواقي لهذا الوطن الأبي.

Related posts

Top