الطاهر الطويل يشارك في ندوة “النص المسرحي: الصحف والقراء” بالشارقة

ضمن فعاليات الدورة السادسة والعشرين لأيام الشارقة المسرحية التي اختتمت مساء يوم الأحد المنصرم، شارك الإعلامي والكاتب المسرحي المغربي الطاهر الطويل في ندوة تحت عنوان: «النص المسرحي: الصحف والقرّاء؟»، حيث بدأ مداخلته بطرح التساؤلات التالية: ما درجة حضور النصوص المسرحية في الصحف المطبوعة على مستوى النشر والتعريف بها؟ وهل صحيح أن ثمة ندرة في حركة التأليف المسرحي العربي؟ وإلى أي حد أثّـر تراجع قراءة الصحف الورقية على تلقي الأعمال المسرحية المنشورة؟ وهل توجد بدائل لتقريب النصوص من قرائها عموما ومن المشتغلين في المسرح خصوصاً؟ وقبل هذا وذاك، أيّة غاية تُرجى من عملية نشر النصوص المسرحية في الصحف المطبوعة؟
وسعى المتدخل إلى رصد سيرورة نشر النصوص المسرحية العربية، مستعينا بالخلاصات التي توصل إليها الخبير المسرحي المصري الدكتور سيد علي إسماعيل في بحثه حول الإصدارات المسرحية العربية، إذ أوضح أن أول كتاب عن المسرح باللغة العربية في العالم العربي صدر في لبنان عام 1869، وهو كتاب «أرزة لبنان» الذي يشتمل على نصوص مارون النقاش المسرحية المترجمة أو المعربة، بالإضافة إلى أشعاره وخطبه ومقدماته النقدية التي جمعها شقيقه نقولا النقاش. أما في مصر فإن أول نص مسرحي مطبوع باللغة العربية كان نصا إيطاليا ترجمه محمد عثمان جلال عام 1870. وأشار صاحب المداخلة إلى أن ظهور السلاسل المسرحية في مصر ثم في الكويت منذ أواخر الخمسينيات،  ساهم أيضا في ضخّ المكتبة العربية بذخيرة مهمة من النصوص المسرحية المكتوبة باللغة العربية، والتي تعكس مختلف الاتجاهات والحساسيات المسرحية عبر التاريخ ومن أقطار متعددة. وتحقق هذا المنجز بموازاة مع نشاط حركة التأليف المسرحي التي شهدتها وتشهدها مختلف البلدان العربية؛ مما يجعلنا اليوم، أمام تراكم كبير من النصوص، يستعصي معها الجزم بوجود أزمة نص مسرحي في وطننا العربي، على حد قوله.
ولفت الانتباه إلى كون النصوص المنشورة ضمن سلاسل غالبا ما تتضمن أوراقا تحليلية تساهم في تقديم إضافات وافية حولها، إنْ من حيث سياقاتها الموضوعية، أو من حيث بنيتها المسرحية ومكوناتها الجمالية والدلالية والفكرية. مما يجعلها تشدّ قارئها، وتفتح للمخرجين شهية التعامل معها بالصيغة المنسجمة مع رؤاهم واختياراتهم الجمالية، مادامت النصوص المنشورة كُتبت أصلا من أجل العرض المسرحي وليس لمجرد القراءة.
ثم تطرق إلى الدور الذي لعبته الصحف الورقية المغربي في التعريف بالنصوص المسرحية، مضيفا أن عددا من المجلات الثقافية والفنية كان لها هي الأخرى نصيب في نشر النصوص المسرحية («الفنون»، «الثقافة الجديدة»، «آفاق»، «دراما»… وغيرها). وأوضح أن هذا الوضع تغير في الوقت الراهن بعدما أصبح الكثير من المؤلفين المسرحيين المغاربة ينشرون نصوصهم في كتب مستقلة، بمن فيهم الكتاب الشباب الذي يشاركون في مسابقات يُجازَى الفائزون فيها بنشر نصوصهم، كما هو الحال بالنسبة لجائزة اتحاد كتاب المغرب للأدباء الشباب. كما تراجع الاهتمام بالمسرح في الصحف المغربية.
وتوقف الطويل عند التجربة التي انخرطت فيها جرائد مغربية («العلم» و»الاتحاد الاشتراكي» ثم «الصباح» في ما بعد) انطلاقا من عام 1997، والمتمثلة في مشروع «كتابٌ في جريدة» بجانب صحف عربية أخرى، بهدف المساهمة في تشجيع القراءة في العالم العربي وتعميق الوعي الثقافي، موضحا أنه نُشرتْ ضمن هذا المشروع نصوص فكرية وإبداعية، من ضمنها مسرحيات «مغامرة رأس المملوك جابر» لسعد الله ونوس، و»أوديب» لسوفوكليس ـــ ترجمة طه حسين، و»شمس النهار» لتوفيق الحكيم، و»ليلى والمجنون» لصلاح عبد الصبور، و»امرؤ القيس في باريس» لعبد الكريم برشيد. وهو المشروع الذي استمر في الصدور إلى غاية أكتوبر 2011، حيث توقف عند العدد 159، وذلك لعدم توفر الدعم المالي، مما جعل الشاعر شوقي عبد الأمير يطلق نداء لإنقاذ المشروع.
وأعرب المتدخل عن اعتقاده بأنه يمكن استلهام هذه التجربة من أجل نشر نصوص مسرحية عربية جديدة ـ ومن بينها النصوص الفائزة في جائزة الشارقة للتأليف المسرحي (التي تشرف عليها دائرة الثقافة والإعلام) ومسابقتي أحسن نص عربي موجه للكبار وأحسن نص مسرحي عربي موجه للأطفال (اللتين تشرف عليهما الهيئة العربية للمسرح) وذلك بنشرها كتبا مطبوعة على ورق الجرائد، ضمن عدد من الصحف العربية الأكثر انتشارا، كما اقترح نشرها إلكترونيا ضمن زاوية ثابتة في بعض المواقع الإخبارية الأكثر تصفحا، من أجل إتاحة الاطلاع عليها، والاشتغال عليها إخراجياً.

Related posts

Top