بعد مرور حوالي أربعين يوما على اختفاء الطفلة نعيمة ذات الخمس سنوات، في ظروف غامضة، أعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بورزازات، أول أمس الأحد، أنه تم العثور على بقايا عظام بشرية صغيرة الحجم وبعض الملابس بأحد الجبال بمنطقة تفركالت نواحي أكدز “إقليم وارزازات”، مساء السبت الماضي، وتم فتح بحث قضائي من أجل إجراء خبرة جينية عليها.
وذكر بلاغ للوكيل العام للملك، أنه “تم العثور على بقايا عظام بشرية صغيرة الحجم وبعض الملابس بأحد الجبال بمنطقة تفركالت نواحي أكدز مساء يوم السبت 26 شتنبر 2020”.
وأضاف البلاغ أنه “على ضوء هذه المعطيات تم فتح بحث قضائي دقيق تحت إشراف هذه النيابة العامة، عهد به للمركز القضائي للدرك الملكي بزاكورة، وذلك من أجل إجراء خبرة جينية على العظام البشرية لمعرفة الحمض النووي ولتحديد أسباب الوفاة، والقيام بالتحريات اللازمة لمعرفة ظروف وملابسات هذه الواقعة”.
وأشار المصدر ذاته إلى أن “النيابة العامة سوف تخبر الرأي العام بكل مستجد حول هذه الواقعة.
هذا، وقد خلف حادث العثور على جثة الطفلة نعيمة حزنا عميقا، عكسته آلاف التعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي، ضمنها تعليقات فنانين وإعلاميين، عبروا، من خلال منشورات على حساباتهم الخاصة على موقع تبادل الصور ” أنستغرام”، عن حزنهم الشديد لوفاة الطفلة وما تعرضت له، معربين عن كامل تضامنهم مع أسرة الضحية.
وفي هذا السياق، طالب كل من الكوميدي محمد باسو، وعبد العالي المهر، والفنانات سعيدة شرف وأسماء لمنور، وغيرهم بضرورة حماية الطفولة وسن قوانين رادعة للحد من ظاهرة الاعتداء السافر على حق الأطفال في الحياة، والضرب من حديد على أيدي كل المتورطين في مثل هذه الجرائم.
وكان الفنان الكوميدي محمد باسو، ابن مدينة زاكورة، قد عاتب، في تدوينة له، على موقع التواصل الاجتماعي ” فايسبوك”، طريقة تعامل الصحافة الوطنية مع قضية الطفلة نعيمة الروحي، مقارنة مع قضية الطفل عدنان بطنجة، بالقول، “المنابر الإعلامية جاتهم زاكورة بعيدة باش يمشيو يصورو لبلاصة فين تقتلات وكيفاش ووقتاش تقلات، وياخدو تصريح مع دارهم قبل وبعد وأثناء، وآخر واحد شاف نعيمة وكيفاش”، مضيفا، أن “المشكل ماشي مشكل اغتصاب لص فقط. المشكل مشكل عقلية وجغرافية ولون.. وغادي نبقا نقولها حتى نموت”.
وختم باسو تدوينته بالقول إن “المركزية قاتلة البلاد”. نفس العتاب والمؤاخذة، سجله بعض الحقوقيين والنشطاء، الذين اعتبروا أن هناك ازدواجية في التعامل مع الجريمتين، سواء من حيث المواكبة الإعلامية أو الضغظ الشعبي أو وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية.
ولحد الآن، تجهل أسباب الوفاة، في انتظار نتائج التشريح الطبي، وهو الأمر الذي أكده والد الضحية لبعض وسائل الإعلام، بالقول ” أجهل أسباب وفاة طفلتي الصغيرة، ولا أعرف إن كانت قتلت من طرف مجرم، أو تعرضت إلى اعتداء جنسي أو اغتصاب قبل موتها”.
تجدر الإشارة إلى أن جثة الضحية نعيمة، تم العثور عليها، من طرف راعي غنم بأحد الجبال بمنطقة تفركالت نواحي أكدز ، قبل أن يتم إخبار عناصر الدرك الملكي والوقاية المدنية التي انتقلت إلى عين المكان، للوقوف على ملابسات الواقعة.
> حسن عربي