قال العربي العلوي البلغيتي، الرئيس المدير العام لجوميا المغرب، إن موقع جوميا الريادي في مجال التجارة الإلكترونية بالمغرب وإفريقيا مكن من التأقلم بسرعة مع الواقع الجديد الذي فرضته الأزمة الصحية، خصوصا متطلبات الوقاية والحد من انتشار كوفيد، بالإضافة إلى مسايرة تغير عادات التسوق واعتماد المستهلكين بشكل متزايد على التجارة الإلكترونية وخدمات التوصيل إلى المنزل والأداء عن بعد، في ظل الإجراءات الاحترازية المتخذة في مواجهة الجائحة.
وأكد البلغيتي، في حوار خاص مع جريدة بيان ليوم، أنه منذ بداية الأزمة اتخذت جوميا سلسلة من التدابير والإجراءات الهادفة إلى تقليل التماس والاتصال بين العاملين والزبناء، مشددا على أنه تم تكوين الموزعين على إجراءات السلامة الواجب اتباعها واحترامها بصرامة حفاظا على سلامتهم وعلى سلامة الزبناء. وفي ما يلي نص الحوار:
> فرضت جائحة كورونا على المواطنين نمط عيش جديد، خاصة على مستوى عمليات شراء مختلف الحاجيات، وتزايد إقبال المستهلكين باقتناء مختلف حاجياتهم عن طريق المواقع الإلكترونية والتطبيقات الخاصة بالشركات التي تعتمد على التوصيل، كيف استطاعت شركة “جوميا” مواكبة هذا الإقبال المتزايد حتى تلبي مختلف رغبات الزبناء وحاجياتهم؟
< موقعنا الريادي في مجال التجارة الإلكترونية بالمغرب وإفريقيا مكننا من التأقلم بسرعة مع الواقع الجديد الذي فرضته الأزمة الصحية، خصوصا متطلبات الوقاية والحد من انتشار كوفيد، بالإضافة إلى مسايرة تغير عادات التسوق واعتماد المستهلكين بشكل متزايد على التجارة الإلكترونية وخدمات التوصيل إلى المنزل والأداء عن بعد، في ظل الإجراءات الاحترازية المتخذة في مواجهة الجائحة.
في هذا السياق ساهمنا بشكل كبير في تقليص التبادل المادي للسلع والنقود من خلال خدمات التوصيل بدون تماس والأداء الإلكتروني عبر منصة JumiaPay، والتي تتجه إلى تعويض الأداء عند التسليم. كما فتحنا مجالات جديدة كنشاط توزيع منتجات المطاعم عبر Jumia Food، والذي عرف تطورا مهما في سياق إغلاق المطاعم خلال فترة الحجر الصحي، وتفضيل المستهلكين للطلب عن بعد والأداء عن بعد باعتبارهما أكثر أمانا في ظل الأزمة الصحية.
لقد وضعتنا الأزمة الصحية أمام تحديات كبيرة، وتمكنا من رفعها بنجاح. فقد أدى تسارع التحول الرقمي في ظل الأزمة إلى ارتفاع كبير في عدد مستعملي منصتنا للتجارة الإلكترونية ومنظومتنا اللوجستيكية، الشيء الذي فرض علينا تعبئة شاملة بهدف تطوير نشاطنا وملائمته مع متطلبات الإجراءات الصحة ضد جائحة كورونا، من أجل توفير خدمات آمنة وذات جودة عالية لزبنائنا.
وكما تعلمون تتكون منظومة جوميا من ثلاث منصات كبرى، منصة التجارة الإليكترونية، ومنصة جوميا للخدمات اللوجستيكي، ومنصة جوميا للخدمات المالية. فبالإضافة إلى الدور الذي لعبته هذه المنظومة في تخفيف وقع الحجر الصحي والإجراءات الوقائية على المستهلك من خلال توفير المواد الاستهلاكية وإمكانيات الطلب والأداء عن بعد والتوصيل الآمن إلى المنزل، فقد عمدت جوميا إلى فتح منصاتها للخدمات اللوجستيكية والمالية أمام كل الشركات والمقاولات الراغبة في استعمالها والاستفادة من خبرة وقدرات جوميا في هذه المجالات.
وأبرز مثال على ذلك فتح منصة الخدمات المالية JumiaPay لإمكانية تعبئة “جواز” لمستعملي الطريق السيار، والذي تتيح لمستخدميه المرور بدون توقف في محطات الأداء بالطرق السيارة، وبدون تبادل مادي في المحطات أو في وكالات شركة الطرق السيارة. وتشكل هذه الخدمة الموجهة لنحو 1.4 مليون مشترك في “جواز”، مساهمة مهمة في الجهود المبذولة للحد من انتشار كوفيد، إضافة إلى تسهيل الأمور بالنسبة للمستخدمين.
> اعتمدت العديد من الشركات خاصية العمل عن بعد حفاظا على سلامة أجرائها، ومساهمة منها في الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، على مستوى الشركات التي تعتمد على توصيل منتجات الزبناء، كان لا بد من العمل الحضوري، وفي هذا العمل بالذات يتم فيه التعامل بشكل يومي مع العديد من الناس، كما أن المنتجات تمر على أكثر من يد، فكيف تعاملت جوميا مع هذا الوضع دون المساس بسلامة عمالها وزبنائها ثم في الآن ذاته تلبية رغبات زبنائها؟
< صحيح أننا وجدنا أنفسنا ضمن الصفوف الأمامية في مواجهة كوفيد بحكم الخدمات التي نقدمها لعموم المواطنين، خاصة خدمات التوصيل والتسليم. ونحن فخورين بتقديم هذه الخدمات التي ساهمت في التخفيف من وقع الحجر الصحي والحد من الحركة التي فرضها واقع الأزمة الصحية على المواطنين. وفخورين بقدر أكبر لأننا تمكنا من تقديم هذه الخدمات في أفضل الظروف وبأمان كبير بفضل يقظة وتعبئة جميع العاملين والشركاء والمتعاونين مع جوميا.
فمنذ بداية الأزمة اتخذت جوميا سلسلة من التدابير والإجراءات الهادفة إلى تقليل التماس والاتصال بين العاملين والزبناء. وتم تكوين الموزعين على إجراءات السلامة الواجب اتباعها واحترامها بصرامة حفاظا على سلامتهم وعلى سلامة الزبناء. وجعلنا من قضية سلامة الزبناء والعمال والشركاء أولوية الأولويات في نشاطنا اليومي.
وفي نفس السياق أطلقنا حملة واسعة لتلقيح كل العمال والموزعين والشركاء والمتعاونين مع جوميا.
نحن واعون تماما بصعوبة الظرفية التي نجتازها وإكراهاتها. كما أننا واعون بالموقع الذي تضعنا فيه ريادتنا في مجال التجارة الإليكترونية بالمغرب والمسؤولية الملقاة على عاتقنا، والأهمية التي تكتسيها خدماتنا في هذه الظروف الصعبة. وكمقاولة مواطنة فإننا لا ندخر جهدا في حماية وضمان سلامة مستخدمينا وشركائنا وزبنائنا.
وأود الإشارة هنا إلى أن جوميا المغرب تُشَغِّلُ 400 شخص بشكل مباشر وعدة آلاف من الأشخاص بشكل غير مباشر كموزعين ومتعاونين في إطار شبكتها اللوجستيكية التي تغطي 97% من التراب الوطني. ويتلقى موقعها للتجارة الإليكترونية نحو 10 مليون زائر في الشهر. وتعرض منتجات وخدمات أزيد من 10 آلاف من المنتجين ومزودي الخدمات.
ما هي استراتيجية الشركة خلال السنوات القادمة، في ظل الطلب المتزايد على خدمات التوصيل للبيت؟
< يبدو المستقبل زاهرا أمامنا ونتطلع إليه بثقة وتفاؤل كبيرين. بدأت الطفرة الرقمية قبل جائحة كوفيد، وقطعنا أشواطا مهمة في تطوير التجارة الإليكترونية بالمغرب. ثم جاءت الظروف التي خلقتها جائحة كوفيد لتحفز التحول الرقمي بشكل لم يكن أحد يتوقعه. وتمكنت جوميا بفضل ريادتها في هذا المجال من مسايرة هذا التحول وتطوير نشاطها بشكل كبير.
اليوم، نحن على أبواب مرحلة جديدة في تطورنا. فبفضل الخبرة الدولية التي اكتسبناها على الصعيد الإفريقي في المجالات الرقمية والمالية، إضافة إلى الشراكات الدولية التي أبرمناها مع كبار الموزعين ومزودي الخدمات، فإننا مقبلون على توسيع عروضنا بشكل غير مسبوق وطرح حلول جديدة وخدمات جديدة لصالح المستخدمين.
فالخدمات اللوجيستيكية وخدمات الأداء، التي طورناها في السابق بغض الاستعمال الذاتي لجوميا، بلغت مرحلة من النضج تمكننا الآن من عرضها لجميع الشركات والمقاولات التي ترغب في الاستفادة من الخبرات والقدرات والبنيات التحتية التي راكمناها في هذا المجال من أجل تطوير نشاطها.
خططنا للمستقبل تتمحور حول الحفاظ على موقع الريادة، وتقديم أفضل وأجود الخدمات للمستهلك المغربي، وتطوير منظومتنا الصناعية عبر توسيع قاعدة الشركاء ومزودي الخدمات، ووضع خبراتنا وقدراتنا وبنياتنا التحتية التكنولوجية واللوجستيكية.
< حاوره: عبد الصمد ادنيدن