بالموازاة مع الندوات الفكرية لموسم أصيلا الثقافي، تقام مجموعة من المعارض والورشات الخاصة بالكتابة والفنون التشكيلية وفن الحفر، بالإضافة إلى العروض الغنائية الراقية.
فعلى مستوى المعارض، تتميز هذه الدورة بتنظيم معرض يحتفي بشخصية أدبية وسياسية مرموقة، ألا وهي شخصية الشاعر والرئيس السينغالي الأسبق ليوبولد سيدا سنغور، المتوفى سنة 2001 وقد كان بالمناسبة من أصدقاء هذا الموسم الثقافي.
وتكمن أهمية هذا المعرض في كونه يساهم في إبراز مجموعة من المحطات البارزة في حياة هذا السياسي والأديب ويسلط الضوء بالتالي على أسرار تفوق مسيرته النضالية.
وتحت شعار أربعة على أربعة، يقام معرض آخر، وهو عبارة عن تقديم أعمال تشكيلية لأربعة فنانين من مملكة البحرين، وهم يعدون من الرواد، ويتعلق الأمر بكل من راشد الخليفة “تلقى تدريبه الفني بإنجلترا وقد انتقل من التعبير عن المناظر الطبيعية إلى التجريد”، وبلقيس فخرو ” التي تلقت تكوينها في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي تستوحي جل أعمالها من مرحلة ما قبل التاريخ لمحاولة استعادة الأماكن الأولى” وعبد الرحيم شريف “درس بفرنسا، ويعد الاغتراب واللامبالاة من المواضيع الأثيرة لديه” وإبراهيم بوسعد “يغلب على لوحاته الطابع الرمزي وإن كانت مستوحاة من الواقع”، كل واحد من هؤلاء الفنانين الرواد، يعرض أربعة نماذج من أعماله، ونلمس في هذه الأعمال تنوعا فنيا ملحوظا على مستوى الأسلوب وتوظيف الألوان، مع سيادة الطابع التجريدي، وهذا المعرض يبرز مدى انفتاح الفن التشكيلي البحيريني على الاتجاهات الفنية الحديثة والمتطورة، وهذا ليس بغريب، إذا علمنا أن أغلب من يمثلون هذا الفن تابعوا تعليمهم في أوروبا وأمريكا على الخصوص، وفي هذا السياق ومناسبة مرور أربعين سنة على إنشاء موسم أصيلا الثقافي، أصدرت هيئة البحرين للثقافة والآثار كتابا يؤرخ للحضور الإبداعي لمجموعة من الفنانين التشكيليين البحرينيين الذين شاركون ورشات الموسم، وتشكل هذه الأعمال جانبا من مجموع الأعمال التشكيلية المزمع تسليمها لمتحف أصيلة للفنون.
كما يقام خلال هذه الدورة، معرض للفنانة المغربية أمينة أكزاي، التي تستحضر بعض الرموز ذات الطابع الأصيل والمتجذر في حياتنا.
ولم تغفل هذه الدورة الفنانين التشكيليين المتحدرين من مدينة أصيلا، حيث أقيم لهم معرض جماعي، يتعلق الأمر بكل من عزيز أشرقي ورشيد البحري وابتسام شكدادي وربيع المسناني وطارق فايطح، وكل هؤلاء يجسدون الموجة الجديدة للفن التشكيلي بالنظر إلى أنهم في ريعان الشباب ولديهم طموح إلى تجاوز الأشكال التعبيرية السائدة.
وفي معرض الفنانة المغربية إحسان غيلان، اشتغال ملحوظ على التراث. وهناك كذلك معرض لمجموعة ربيعيات الفنون، وهي مجموعة ميزت نفسها بهذا الاسم، حيث تجمع بين فنانين من داخل المغرب وخارج، يوحدهم الفن التشكيلي الذي يمجد الطابع الحداثي.
وبالنظر إلى أن اللباس هو جزء من الثقافة، فقد حرص هذا الموسم الثقافي على برمجة عرض للأزياء من تصميم الفنانة المغربية نبيهة الغياتي، تعكس تنوع وغنى هذا الفن.
تقام هذه المعارض بالخصوص في رواق مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية وديوان قصر الثقافة، طيلة أيام الموسم.
كما تحتضن هذه الدورة مجموعة من العروض الغنائية بمشاركة نبيلة معن التي يغلب على غنائها الطبع الروحاني الذي يقوم على أساس المزج بين إيقاعات موسيقية مختلفة لكنها متناغمة. ولها في رصيدها الغنائي خمسة ألبومات.
ومن بين المشاركين في العروض الغنائية كذلك الفنان ماريو لوسير وهو من الرأس الأخضر، الذي يتميز عالمه الموسيقي بالمزج بين ما هو تقليدي وما هو حداثي، مع العناية بالروح الشاعرية، وهذا ليس غريبا سيما إذا عليمنا أن هذا الفنان هو كذلك شاعر ومؤلف مسرحي، وهناك من اعتبر أنه يمثل نقطة التحول في الشعر الحديث ببلاده من خلال ديوانه الذي يحمل عنوان “ولادة عالم”.
ويمثل الفن المغربي الأصيل في هذه الدورة الفنان محمد بريول، الذي يمزج في غنائه بين الموسيقى الأندلسية والإيقاعات الأمازيغية. إلى جانب الفنان إدريس الملومي الذي يلقب بشاعر العود.
وهناك كذلك مشاركة لفنانين من لبنان “جاهدة وهبة التي قال عنها الراحل وديع الصافي إنها مجاهدة في سبيل الفن الأصيل” ومن البحرين “نور القاسم التي تعزف على البيانو وتؤدي مقاطع من الموسيقى الكلاسيكية كما تعمل على تصميم موسيقى البيانو للباليه” ومن فرنسا “اركسترا شامبر فرانسي، هو رباعي وتري يعزف على آلات الكمان، وهم معروفون بشغفهم بما يسمى بموسيقى الغرفة”.
يتم احتضان هذه العروض، بمكتبة الأمير بندر بن سلطان، وقصر الثقافة.
> مبعوث بيان اليوم إلى أصيلة: عبد العالي بركات