أعرب عميد المنتخب الوطني المهدي بنعطية عن فخره بانتمائه لهذا الجيل الذي نجح في تحقيق التأهل إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2018 بروسيا، لكنه لم ينجح في إكمال مغامرته بالعرس الكروي وودع لاعبوه البطولة من الدور الأول مرفوعي الرأس.
وقال بنعطية في حوار أجرته معه “بيان اليوم” بالعاصمة الروسية موسكو، إن أخطاء ارتكبت في المباراة الأولى ضد إيران عقدت وضعية المنتخب الوطني الذي كان بمقدوره الفوز بهدفين أو أكثر، مضيفا أن الكرة لم تنصف المجموعة خلال مواجهة البرتغال.
وأبرز بنعطية أنالمنتخب الوطني تفوق على البرتغال، لكنه افتقد إلى الهداف لترجمة الفرص لأهداف، مشيرا إلى أن الحكم الأمريكي مارك غيغير لم يستعن بتقنية حكم الفيديو “فار” بغية التحقق من صحة هدف كريستيانو رونالدو الذي سبقه خطأ على خالد بوطيب.
ونوه بنعطية كثيرا بالجمهور المغربي الذي حج بكثافة لمساندة “أسود الأطلس” في لقاءاتهم الثلاثة، رافضا التعليق على اختيارات المدرب هيرفي رونار، مختتما الحوار بالتأكيد على أنه يستبعد المشاركة مع المنتخب المغربي في مونديال 2022 بقطر بحكم عامل السن.
تحدث لي عن سيناريو المباراة الافتتاحية أمام إيران؟
< أعتقد أن أي منتخب أو فريق يتلقى أهداف، تكون راجعة بالأساس إلى ارتكاب أخطاء على مستوى المجموعة ككل، والأخطاء هي التي تساهم بشكل كبير في تلقي الأهداف، وهذا ما وقع لنا في المباراة الأولى أمام المنتخب الإيراني في نهاية الشوط الثاني. نتيجة المباراة الأولى أمام إيران وضعتنا صراحة في موقف صعب، لكن كما رأى الجميع كان بإمكاننا أن نسجل هدفين اثنين في ظرف لا يتعدى 20 دقيقة، حيث قمنا بالعديد من المحاولات السانحة، لكننا لم نتمكن من التسجيل. عانت المجموعة الوطنية خلال مباراة إيران من غياب الفعالية الهجومية أمام مرمى الخصم، الشيء الذي جعل منحى المباراة ينقلب لصالح إيران في آخر دقائق المقابلة.
> كيف تقبلتم الهزيمة أمام بطل أوروبا؟
< كما يعرف الجميع، فالمنتخب البرتغالي يتوفر على قاعدة كبيرة من اللاعبين من أعلى مستوى. لهم من المؤهلات التقنية والبدينة ما يوفر المتطلبات الأساسية لتشكيل فريق تنافسي. كنا نطمح في أن نهدي نتيجة الفوز للجمهور المغربي الذي تحمل عناء السفر إلى روسيا قصد مساندتنا. صراحة حاولنا تقديم كل ما في جعبتنا في كل المباريات التي أجريناها بهذا المونديال، لكن الكل تابع أن الكرة لم ترد أن تدخل بمرمى المنتخبين الإيراني والبرتغالي، ولم نكن محظوظين بالمرة. فالفرق الكبيرة تتوفر عادة على عنصر الفعالية على المستوى الهجومي وهذه الفعالية هي ما افتقدناها للأسف، وأنا جد فخور بالانتماء لهذا الجيل من اللاعبين، وإلى هاته المجموعة المتكاملة التي وقعت على أداء باهر خلال المونديال الروسي.
> ماذا كان ينقص المنتخب المغربي في مباراة البرتغال؟
< في كرة القدم يمكن الحديث عن العديد من الأشياء، لكن الأرقام والإحصائيات تبقى دائما هي الفيصل، وبالعودة للمباراة التي ذكرتها، أظن أنه على مستوى احتكار الكرة والمحاولات أمام المرمى، كنا الأفضل بل أفضل بكثير من المنتخب البرتغالي، لكن كان ينقصنا الهداف القادر على ترجمة العمليات إلى أهداف حاسمة. من حسن حظ البرتغاليين أنهم يتوفرون على لاعب من حجم كريستيانو رونالدو الذي يستطيع أن يجعل من نصف فرصة، هدفا محققا في شباك الخصوم. وهذا كاف بالنسبة لهذا المنتخب الذي كما يعرف الجميع توج منذ سنتين فقط كبطل لأوروبا.
> ماذا عن الهدف المبكر الذي سجل عليكم في مباراة البرتغال؟
< بخصوص الهدف الذي سجل علينا، أريد أن أدعو كل المتتبعين إلى إعادة اللقطة التي سبقت تحويل رونالدو الكرة برأسه في مرمانا، وأنا على يقين أن كل شاهدها سيقر بوجود ضربة خطأ واضحة ارتكبها المدافع بيبي على لاعبنا خالد بوطيب. فاللقطة تبرز أن بيبي قام بدفع المهاجم خالد بوطيب من الخلف بطريقة متعمدة، الشيء الذي مكن رونالدو من استقبال الكرة في وضع مريح، ليتمكن من وضعها في مرمى الحارس منير المحمدي.
> هل تعتقد أن التحكيم ساهم في خروجكم المبكر من المونديال؟
< أريد توضيح مسألة أساسية وتتجلى في كون الحكم الأمريكي لم يعلن عن أي خطأ ضد بيبي، فهو لم يكن في المكان السليم الذي يخول له اتخاذ قرار المناسب، وذلك بالإعلان عن عدم صحة الهدف. وسنقوم باجتماعات بعد منافسات كأس العالم من أجل الحديث عن تقنية الفيديو “فار”، والتغييرات التي أدخلتها على مباريات كرة القدم. وأتساءل بالمناسبة هل المسؤولون على “فار” لم يروا هذا الخطأ الذي كبدنا ثاني هزيمة على التوالي في مونديال روسيا، وحكم علينا بالإقصاء المبكر. عموما، فهذا الجيل من اللاعبين كان بإمكانه تحقيق المبتغى، والجماهير التي ساندتنا منذ بداية المونديال، تستحق صراحة نتائج أفضل من تلقي خسارتين متتاليتين وتعادل، وبطريقة تثير الكثير من الحسرة، كنا الأفضل وهذا بشهادة كل المتتبعين الذين أجمعوا على أن “أسود الاطلس” قدموا كرة جميلة ولم يستحقوا الإقصاء.
هنا أناشد المسؤولين عن التحكيم بـ (الفيفا) بضرورة إظهار الكثير من الاحترام لبلادنا المغرب، والجماهير التي جاءت لمساندتنا، والتي خلقت صراحة الفرجة والإثارة بالمدرجات وخارجها، لكن هذه الأجواء الإيجابية أفسدها الهدف غير المشروع لصالح البرتغال، هدف منحهم الفوز وحكم علينا بالإقصاء غير المستحق.
> هل كنت مندهشا من الأجواء التي خلقها الجمهور المغربي بالمونديال؟
< بالفعل أنا مندهش ومعجب بالدور الذي لعبه الجمهور المغربي، فشخصيا ألعب للمنتخب المغربي منذ 10 سنوات، وطيلة هذه المدة الطويلة كان الجمهور دائما السند الأول في كل الظروف والأحوال، فدائما يؤكد بالملموس أنه جمهور وفي، يتحمل أعباء التنقل والسفر في كل المواعيد سواء داخل القارة الإفريقية أو خارجها، وعلى سبيل المثال خلال كأس افريقيا للأمم بالغابون فقد رحل بأعداد كبيرة، نفس الشيء بالنسبة للمباراة الحاسمة بأبيدجان في الكوت ديفوار، وهنا بروسيا تنقل بعدد مهم، بل وخلق الحدث خلال هذا المونديال.
نحن شعب متعلق وشغوف بكرة القدم يستنشق هواء هذه اللعبة، في كل المباريات التي لعبناها، شعرنا وكأننا نستقبل خصمنا بمدينة مراكش ووسط جماهيرنا الوفية.
ستبقى المشاركة مع منتخب بلادي كأس العالم بروسيا ذكرى خالدة في الأذهان وفي نفوس لاعبي المنتخب المغربي. كما أود التأكيد على أن بعض اللاعبين في المنتخب المغربي مازالت أمامهم فرصة المشاركة في نسختين أو ثلاث نسخ من المونديال، لأن هناك لاعبين في المستوى العالي ويتوفرون على إمكانيات جد محترمة.
> ما رأيك في التغييرات التي يقوم بها المدرب هيرفي رونار في قلب الدفاع؟
< صراحة لا علم لي بهذا الأمر، فهذا يبقى من اختصاصات المدرب، نحن دائما تحت إمرته بصفته المسؤول الأول عن الأمور التقنية، هو الذي أراد أن يدخل تعديلات مغايرة على التشكيلة الأساسية. شخصيا، قمت بثلاث محاولات للتسجيل أمام مرمى حارس منتخب البرتغال، اثنان منهما سددتهما بالقدم اليمنى من داخل مربع العمليات، وواحدة ثالثة كانت بالرأس، لكن للأسف الكرة لم ترد أن تلج شباك أصدقاء رونالدو. وإذا قلنا أن مدافعا قام بأكبر عدد من المحاولات في مباراة واحدة، فهذا دليل كاف على وجود خلل على المستويين التقني والتكتيكي. تمنيت أن يتواجد مهاجم في مكاني من أجل ترجمة الفرص التي أتيحت لي إلى اهداف، لأنه هو صاحب الاختصاص الذي يعرف كيف يتعامل مع مثل هاته الكرات السانحة. عموما، خرجنا من البطولة مرفوعي الرأس، كما أظهرنا للجميع أننا نملك منتخبا يلعب كرة حديثة، ومجموعة قادرة على مقارعة أكبر المنتخبات العالمية.
هل يمكن أن نرى بنعطية في مشاركة مونديالية قادمة؟
< بكل صراحة، لا أعتقد ذلك، حتى وإن كنت أتمنى تحقيق هذه الأمنية الغالية، لكن من المؤكد أن دورة روسيا ستكون آخر مشاركة مونديالية في مساري الرياضي، وهذه مسألة طبيعية بحكم عامل السن، إذ أبلغ حاليا 31 سنة، ما يعني أن في مونديال قطر سأكون في الـ35.
تصوير مبعوث بيان اليوم إلى روسيا: عقيل مكاو